عندما قلت في زاوية الأسبوع الماضي إن الهلال لم ولن يغيب، كنت على يقين أن مقولة «الهلال يمرض ولا يموت» مقولة تنطبق على الزعيم (قولا وفعلا).. وعندما قلت إن هناك من ينتظر غياب الهلال لعشرات السنين عن البطولات، كنت على يقين أكثر بأن مقولة «الهلال ثابت والبقية متحركون» تنطبق عليه أيضا (قولا وفعلا).. ولا شك أن الهلال مر بحالة تعثر تسبب فيها العديد من الظروف وأولها الأخطاء الإدارية بعيدة المدى والتي لم تكن وليدة الفترة الماضية القريبة، ولا أشك لحظة بأن تلك الأخطاء ستتلاشى وتنتهي ولكنها تحتاج أولا لقناعة إدارية بأنها أخطاء ثم البدء في التصحيح. الهلال عانى في الفترة الماضية من عدة أمور جعلته يتعثر في بعض المباريات وأولها خسارته للآسيوية (آسف جدا) أقصد سلب الآسيوية منه، فالهلال خسر الآسيوية بطريقة السلب الواضح، بل ربما المخطط له من أطراف أخرى، وتلك هي قناعتي حتى وإن لم تعجب البعض. البطولة الآسيوية لم تكن لتؤثر على الهلال، فقد سبق وأن خسر العديد والكثير من البطولات، لكن تلك البطولة بالتحديد أثرت عليه لأنها سلبت منه نهارا جهارا، ومع ذلك الواقعية تقول: إنه كان بإمكان الهلال تفادي عملية السلب والنهب باستثمار الفرص المهدرة. عموما لن أطيل الحديث في مواضيع انتهت ويجب أن يكون الحديث عن الحاضر والمستقبل، فالهلال في مباراته الأخيرة أمام العملاق العنيد العميد اكتمل بدرا، فقد حضرت الروح واستبدل النهج الفني تماما، فكان الضحية فريق كبير وقوي بحجم الاتحاد، وجاءت فترة التوقف من صالح إدارة النادي التي يجب أن تقتنع بالأخطاء التي قللت طموح الفريق وفي مقدمتها أخطاء التعاقدات المحلية وأخطاء استمرار بعض اللاعبين مع الفريق ولتعديل هذه الأخطاء يجب أولا التخلص من بعض اللاعبين الذين قلت عنهم إن الفريق لن يستفيد منهم حاضرا ومستقبلا، وجلب لاعبين آخرين، وإذا لم تكن الظروف مواتية للبحث عن لاعبين يستحقون بالفعل الدفاع عن ألوان زعيم آسيا فالبركة في اللاعبين الصاعدين، فهم أصحاب موهبة ويمتلكون من المهارة الفردية والثقافة الكروية الشيء الكثير، ولكنهم فقط يحتاجون إلى فرصة حقيقية، فكلنا نتذكر سلطان الدعيع على سبيل المثال لا الحصر عندما شارك كلاعب أساسي بصفة مستمرة كان قريبا جدا من المنتخب الأول. ويبقى ملف اللاعبين الأجانب مهما جدا في الهلال ويجب أن يفتح على مصراعيه مع اقتراب موعد فترة التسجيل الشتوية، ويجب أن لا ينفرد مدرب الفريق بالرأي لوحده في تقليب أوراق اللاعبين الأجانب، ويجب أن تكون لإدارة النادي وجهاز الكرة والمقربين من الفريق رأي في ذلك. لا بد أن تكون التعاقدات لخدمة متطلبات الفريق وإيجاد التوازن الفني في صفوفه، وتقوية المراكز التي تعاني من ضعف حتى تكتمل صورة الفريق الفنية ويعود لتوهجه من جديد. قبل الوداع.. قلوبنا مع الأخضر وهو مقبل على مهمة صعبة جدا تتمثل في استعادة هيبته الآسيوية التي جرد منها منذ فترة طويلة، واسترداد الهيبة في ظل هذه الظروف الصعبة جدا صعبة، ولكنها في الوقت نفسه ليست مستحيلة، الموضوع برمته بأيدي الصقور الخضر فهم محور العملية، وبالروح والتصميم والإرادة والقتالية نصل بحول الله لما نريد.. هكذا علمتنا كرة القدم. خاطرة الوداع.. لن أنسى ما حييت وفاءكم يا أهل الجود والكرم، بارك الله فيكم جميعا.
مشاركة :