يترقب الشارع الرياضي السعودي أسماء المرشحين لخلافة عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم والذي قدم استقالته في الـ18 من أغسطس (آب) الماضي، بعد مرور أقل من عامين على فترته الرئاسية. وأعلن الاتحاد السعودي فتح باب الترشيح لولاية جديدة، وبدء استقبال طلبات الترشح لانتخاب رئيس ونائب رئيس وأعضاء مجلس إدارة، وفقاً لشروط وضوابط معينة. وسيكون مساء اليوم الخميس آخر موعد لاستقبال الطلبات من المتقدمين، على أن يكون موعد الاقتراع وفرز الأصوات وإعلان الاسم الفائز برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) القادم. وخلت شروط الاتحاد السعودي لكرة القدم من شرط الجنسية السعودية للأعضاء الثمانية، واقتصر هذا الشرط على الرئيس ونائبه، ومن المرجح أن يشهد المجلس الجديد دخول أسماء عربية وأجنبية للاستفادة من خبراتهم في تطوير المنافسات السعودية، بالإضافة إلى انضمام شخصيات نسائية إلى الإدارة الجديدة من المهتمات بالرياضة السعودية سواء على مستوى الألعاب أو الاستثمار الرياضي. ويرى كثيرون أن الخبرة الرياضية للأسماء التي تعتزم الترشح سواء من اللاعبين السعوديين السابقين أو ممن عملوا في إدارات الأندية السعودية في فترة سابقة ليست مقياساً للنجاح، وأثبتت الدورة الأولى عندما تولى أحمد عيد اللاعب السابق المنتخب السعودي والأهلي رئاسة اتحاد كرة القدم، تراجع الكرة السعودية بشكل سريع وغياب المنتخبات الوطنية عن تحقيق الألقاب، وفشل المنتخب السعودي الأول في التأهل لنهائيات كأس العالم، وكذلك هي الحال للأندية السعودية التي فشلت في تحقيق أي لقب قاري والمشاركة في مونديال كأس العالم للأندية. ومن المؤكد أن ملفات المترشحين لمنصب رئاسة اتحاد القدم في الدورة الانتخابية الثالثة، ستشهد دخول أسماء جديدة ودماء شابة في مختلف المجالات لتواكب النهضة الرياضية، والدعم المالي الضخم من قبل القيادة السعودية والهيئة الرياضية للأندية السعودية، لما تتطلبه المرحلة القادمة، وربما تشهد عضوية الاتحاد الجديد أسماء أجنبية ونساء سعوديات للمرة الأولى. ويبقى قصي الفواز الاسم الأبرز في الساحة الرياضة السعودية لخلافة عادل عزت والجلوس على كرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وسبق وأن تولى الفواز عددا من المناصب الإدارية منها رئيس الاتحاد السعودي للشطرنج، ومستشار لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، وعمل في فترة سابقة في شركة «STC» للاتصالات وتقلد الكثير من المناصب الإدارية، من بينها مشرف على الاستثمارات الرياضية حيث كان قريبا من الدوري السعودي وملما بجميع خفاياه ومشكلاته المالية والاستثمارية، كما عمل مديراً عاماً للشؤون الإعلامية، وشارك ضمن فرق العمل في توسعات الشركة الخارجية كان آخرها الإشراف على فريق العمل التجاري لإطلاق شركة «فيفا» في مملكة البحرين. وكان عادل عزت رئيس الاتحاد السابق تقدم باستقالته قبل لقاء السوبر السعودي بين الاتحاد والهلال في الـ18 من أغسطس الماضي، وأعلن القرار على الهواء مباشرة عبر شاشة الرياضية السعودية من العاصمة البريطانية لندن، ليتم تعيين نواف التمياط بدلاً منه، مفسراً استقالته برغبته في خوض انتخابات الاتحاد الآسيوي، وذلك بعد أيام من فوزه بمقعد الرئاسة لاتحاد جنوب غربي آسيا. يذكر أن الاتحاد السعودي لكرة القدم مر بالكثير من المتغيرات منذ تأسيسه في العام 1956 وهو العام الذي شهد انتسابه إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث اقتصر منصب رئيس الاتحاد في البداية على رئيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب في ذلك الحين قبل أن تتحول إلى الهيئة العامة للرياضية، وتولى الأمير خالد الفيصل أول المناصب الرياضية في المملكة حينما عين رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم في بداية التأسيس. وبعد تولي الأمير فيصل بن فهد مهام الرئيس العام لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم شهدت الكرة السعودية تطوراً مذهلاً وبزغ نجمها قاريا وعالميا، وحقق المنتخب السعودي إنجازات خليجية وقارية حتى بلوغه نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه في العام 1994. بيد أن مسيرة «الفيصل» توقفت عندما وافته المنية في العام 1999 ليتولى نائبه الأمير سلطان بن فهد المهمة، وتستمر الإنجازات السعودية على الصعيدين القاري والعالمي، مع الرئيس الثالث للاتحاد السعودي لكرة القدم. وحقق المنتخب السعودي في عهد رئاسة الأمير سلطان بن فهد الكثير من الإنجازات وإن كان أهمها وصول المنتخب السعودي في ثلاث مناسبات لنهائيات كأس العالم وتحقيق نسختين من بطولة الخليج، وتحقيق الأندية المحلية الكثير من البطولات القارية ووصل النصر السعودي لنهائيات كأس العالم للأندية كأول نادٍ آسيوي يتشرف باللعب في المحافل الدولية، ثم وصول نادي الاتحاد السعودي للمحفل العالمي في مناسبتين، لكن مسيرة الأمير سلطان بن فهد توقفت بعد استقالته من منصبه بعد 12 عاما قضاها في خدمة الرياضة في بلده. وخلف الأمير سلطان بن فهد في رئاسة الرعاية العامة لرياضة الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل نجل الأمير الراحل فيصل بن فهد، لكن الإنجازات السعودية تعثرت في تلك الفترة وتراجع أداء المنتخب السعودي الأول، حتى أنه أقصي للمرة الأولى في تاريخه من الأدوار الأولية في البطولة الآسيوية، ولم يوفق في الوصول للمونديال العالمي في ثلاث نسخ على التوالي، وكانت ولاية الأمير نواف بن فيصل لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، هي آخر المحطات التي يترأس فيها الرئيس العام لرعاية الشباب الاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث لم يستمر الأمير نواف الرئيس العام لرعاية الشباب في منصب رئاسة اتحاد القدم سوى عام واحد، قبل أن يفصل بينهما ويجرى انتخابات للمرة الأولى في تاريخ الرياضة السعودية ويفوز بها أحمد عيد الذي استمر رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم في دورته الأولى منذ العام 2012 ليصبح أحمد عيد أول رئيس منتخب للاتحاد السعودي لكرة القدم بعدما شهدت الانتخابات منافسة بين عدد من المرشحين أبرزهم خالد بن معمر. وفاز في الولاية الثانية من الانتخابات عادل عزت خلفاً لأحمد عيد، وعلى الرغم من الفترة القصيرة التي قضاها عادل عزت في رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم فإنه قدم عملا رائعا، واستطاع مجلس إدارته العودة من جديد بالمنتخب السعودي الأول لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018، وعدل مجلس إدارة عادل عزت على لوائح وقوانين مسابقة الدوري السعودي بزيادة عدد الأندية إلى 16 ناديا وزيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 8 لاعبين والسماح بمشاركة اللاعبين المواليد.
مشاركة :