قضية أوزيل تلقي بظلالها على مواجهة ألمانيا «الجريحة» أمام أبطال العالم اليوم

  • 9/6/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يدشن المنتخب الفرنسي بطل العالم 2018 النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية، المسابقة الجديدة للاتحاد القاري للعبة، بحلوله اليوم ضيفا على نظيره الألماني الساعي للنهوض من كبوة أدائه المخيب في مونديال روسيا.وتجمع المباراة الأولى في المسابقة التي ستقام على مدى أشهر ويستعيض بها الاتحاد القاري عن غالبية المباريات الودية، منتخبين من العيار الثقيل لكل منهما حساباته: فرنسا المتوجة بقيادة المدرب ديدييه ديشامب في يوليو (تموز) بلقبها العالمي الثاني، ستكون أمام تحدي إثبات الجدارة أمام منتخب أحرز اللقب العالمي عام 2014 بقيادة المدرب يواكيم لوف، وخيب الآمال في روسيا بالخروج من الدور الأول، دون أن يحول ذلك دون تجديد الثقة بالمدرب نفسه لقيادة عملية إعادة البناء.ويتوقع أن تلقي قضية اللاعب مسعود أوزيل وقراره اعتزال اللعب مع المنتخب الألماني ردا على «العنصرية وعدم الاحترام» تجاهه، بظلالها على اللقاء. وأعلن لوف أمس أنه طوى صفحة اللاعب أوزيل وقال: «اللاعبون الذين يعلنون استقالتهم (من مهامهم) لن يكون لهم دور يلعبونه في المستقبل».وأعلن أوزيل اللاعب ذو الأصول التركية والذي خاض 92 مباراة بقميص المنتخب، اعتزاله اللعب دوليا في أعقاب المشاركة الكارثية لألمانيا في مونديال 2018 في روسيا، حيث خرجت من الدور الأول وفقدت اللقب. وقال لاعب آرسنال الإنجليزي إن اعتزاله أتى بسبب «العنصرية وعدم الاحترام تجاهي»، في إشارة إلى الانتقادات الحادة التي وجهت إليه ولزميله لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي إلكاي غوندوغان، وهو أيضا من أصول تركية، في أعقاب صورة لهما مع الرئيس التركي خلال زيارة قام بها للندن.وأبدى لوف أسفه لأنه لم يستطع التحدث مع أوزيل، 29 عاما، بشأن قراره. وقال في هذا الصدد: «مسعود وأنا، حققنا نجاحات معا خلال سنوات. حاولت مرات عدة الاتصال به عبر الهاتف دون أن أنجح. سأستمر في محاولتي الاتصال به في المستقبل».وقرر غوندوغان خلافا لمسعود أوزيل، مواصلة مشواره مع المنتخب الألماني، وهو الأمر الذي سيختبر قابليته من جمهور ملعب «أليانز أرينا» عندما يحتشد قرابة 60 ألف متفرج لمتابعة المباراة الأول لمنتخب بلادهم بعد خيبة المونديال الروسي.وأبدى مهاجم المنتخب وبايرن ميونيخ توماس مولر رغبته بتوجيه «إشارة قوية، وأن نظهر بأننا جميعا متضامنون، ولهذا السبب علينا أن نظهر دعمنا لإلكاي غوندوغان أكثر من السابق».من جانبه، دعا لوف جميع المشجعين لتقديم دعمهم لغوندوغان الذي خاض 27 مباراة دولية مع المنتخب، وقال: «أما في حال لم يفعلوا ذلك؟ فلن أهرب، سأواجهه. سيكون بمثابة اختبار نضج بالنسبة لي. أنا أفتخر دائما باللعب لألمانيا»، بحسب ما أجاب غوندوغان مع تذكيره بـ«تجاوز حدود العنصرية في بعض الأحيان» في ذروة هذا الجدل.على أرض الملعب، لم يكن غوندوغان أفضل من زملائه خلال المونديال الروسي، لكن المدرب ما زال يعتبره جزءا رئيسيا من عملية إعادة البناء، لأنه «على الصعيد الرياضي، استدعاؤه لم يشكل نقطة نقاش على الإطلاق بالنسبة لي، أرى فيه لاعبا مهما جدا بالنسبة لنا، سيتجاوز الآن الخطوة التالية له في المنتخب».وعن المباراة ضد فرنسا، قال لوف: «إننا نواجه بداية جديدة. أشعر بأن اللاعبين ينتظرون بفارغ الصبر إجراء بعض التعديلات لما حدث في الصيف»، في إشارة إلى الخروج المخيب من الدور الأول لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وفقدان اللقب الذي أحرزه المانشافت في مونديال البرازيل 2014.ورغم الانتقادات التي طالته خلال المونديال، بقي لوف على رأس المنتخب الذي يشرف عليه منذ عام 2006، ويواجه ضغوطا لإظهار أنه الرجل المناسب لقيادة عملية إعادة بناء الفريق الذي يمتد عقده معه حتى 2022.وقال توني كروس، لاعب وسط ريال مدريد الإسباني، عن مدربه في المنتخب الألماني: «أعطى لنفسه بعض الوقت للتفكير منذ كأس العالم. من خلال التدريبات التي أجريناها، أشعر بأننا قمنا بتغيير أو اثنين، وآمل في أن يرى الناس ذلك».الاعتبارات الألمانية ستكون مغايرة في مباراة اليوم. فالمنتخب الذي خرج من الدور الأول في مونديال روسيا، كان سرابا للمنتخب الذي بناه لوف منذ توليه مهامه عام 2006، وقاده إلى نصف النهائي على الأقل في كل بطولة كبرى، إلى حين وقع المحظور في 2018.ولا يحسد لوف على موقفه، إذ إن المباراة الأولى لمنتخبه بعد التجربة المخيبة، ستكون في ميونيخ أمام «خليفته» على عرش كرة القدم العالمية.وقال في تصريحات الأسبوع الماضي: «جميعنا مراقبون وتحت ضغط كبير. أنا مدرك لذلك، لكني ما زلت مقتنعا بمستوانا وقدراتنا. فريق كأس العالم كان جيدا جدا لكننا لم نقدم المستوى المأمول».في المقابل، يبدو بعض لاعبي المنتخب الألماني أمام تحد شخصي لإثبات أنهم ما زالوا مؤهلين للدفاع عن ألوان الفريق الوطني، بعدما شكل أداؤهم الضعيف مفاجأة في النهائيات، ومنهم المهاجم توماس مولر.واعتبر الأخير أن بدء مرحلة ما بعد المونديال بمواجهة منتخب من عيار بطل العالم يشكل فرصة مثالية لأن «فرنسا ليست أي منتخب. الفوز عليه سيكون خطوة هائلة نحو تخطينا الخسارة الهائلة التي منينا بها في الصيف».في المقابل استدعى ديشامب إلى المباراة تشكيلة مماثلة لتلك التي خاضت غمار المونديال، سيغيب عنها حارسا المرمى القائد هوغو لوريس وستيف مانداندا بسبب الإصابة. أما لوف، فاستدعى لاعبين من الشبان وأبقى على بعض وجوه المونديال لا سيما الحارس مانويل نوير وزميله في بايرن ميونيخ توماس مولر، بينما استبعد لاعب خط وسط يوفنتوس الإيطالي سامي خضيرة. وفي مقابل الضغط في المباراة الأولى على لوف، يبدو ديشامب الذي أصبح ثالث شخص في تاريخ اللعبة يحرز لقب المونديال كلاعب ومدرب (بعد الألماني فرانتس بكنباور والبرازيلي ماريو زاغالو)، مرتاحا للمرحلة المقبلة.وقال هذا الأسبوع: «عليك أن تحسن إدارة لقب بطل العالم، لكنه ليس حملا أو عبئا، بل العكس مع الجوانب الإيجابية التي تضيفها صفة بطل العالم، أكان في الشق الرياضي أو الإنساني والنفسي، هذا دافع كبير» بالنسبة إلى المنتخب الذي يتألف من تشكيلة شابة بمعظمها.وأضاف: «هذا لن يمنعهم من اختبار أوقات أكثر صعوبة، إلا أن ذلك لن يكون بالضرورة مرتبطا بكونهم يحملون لقب أبطال العالم».وبرز مع المنتخب في المونديال مهاجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي الذي اختير في سن التاسعة عشرة، أفضل لاعب شاب في النهائيات. وفي حين بدأ اللاعب موسمه الثاني مع ناديه الباريسي مواصلا تسجيل الأهداف وإظهار سرعته التي تميز بها في الملاعب الروسية، طرحت علامات استفهام حول قدرته على ضبط أعصابه مع ارتفاع حدة التعامل معه من قبل المنافسين، بعدما تلقى بطاقة حمراء في المباراة ضد نيم خلال المرحلة الثالثة من الدوري الفرنسي، لقيامه بدفع لاعب عرقله.وأقر ديشامب بأن على مبابي أن يتعلم السيطرة على أعصابه بمواجهة الخشونة، مشيرا إلى أن «رد الفعل هو تصرف بشري أيضا. لم يكن يجدر به القيام بذلك، وهو يعرف هذا الأمر، إلا أنني لن أضخم المسألة».وتشكل المسابقة الجديدة فرصة للتعويض لبلد آخر من الكبار في القارة أيضا، وهو إيطاليا التي غاب منتخبها عن المونديال للمرة الأولى منذ 60 عاما، ما أدخله في أزمة عميقة عهد إلى روبرتو مانشيني بإخراجه منها.وستكون مواجهة الضيف بولندا الجمعة، فرصة لمانشيني الباحث عن ضخ حياة جديدة في المنتخب الأزرق، لا سيما من خلال الاعتماد على لاعبين شبان بعضهم لم يرتد القميص الوطني بعد. وشكا الدولي السابق هذا الأسبوع من قلة عدد اللاعبين الإيطاليين الذين يشاركون كأساسيين مع فرقهم، ما يؤثر على خياراته في مسعاه لإعادة بناء المنتخب المتوج بلقب كأس العالم أربع مرات.وقال مانشيني: «لم يكن ثمة عدد قليل إلى هذا الحد من اللاعبين الإيطاليين في الملاعب»، مضيفا: «الإيطاليون الموجودون على مقاعد الاحتياط غالبا ما يكونون أفضل من الأساسيين في بعض الأندية».المشكلة نفسها يبدو أنها بدأت تؤرق مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت الذي أوصل منتخب «الأسود الثلاثة» إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1990، بالاعتماد على تشكيلة عمادها اللاعبون الشبان.وحذر ساوثغيت الذي يستضيف إسبانيا السبت على ملعب ويمبلي في لندن، من أن تراجع عدد اللاعبين الإنجليز في أندية الدوري الممتاز، قد يدفعه إلى بدء البحث عن لاعبين للمنتخب في أندية الدرجات الأدنى.إلى ذلك، تخوض البرتغال مباراتها الأولى ضد إيطاليا في 10 سبتمبر (أيلول)، بغياب نجمها كريستيانو رونالدو الذي طلب إعفاءه من خوض المباريات الدولية حاليا للتركيز على ناديه يوفنتوس الإيطالي الذي انضم إلى صفوفه هذا الصيف من ريال مدريد الإسباني.أما كرواتيا وصيفة فرنسا في المونديال، فتخوض مباراتها الأولى في 11 سبتمبر ضد إسبانيا، والتي ستكون الأولى للمدرب الجديد لويس إنريكي.

مشاركة :