إعداد: محمد فتحي وضعت مجموعة علماء من جامعة جلاسكو البريطانية، تصوراً لجر الكويكبات التي تحوم بالقرب من الأرض إلى مداراتها بواسطة صواريخ، واستخدام تقنيات تعدين متطورة لاستخراج معادن نفيسة، إذ يُعتقد أن الكويكبات الغنية بالمعادن الثمينة مثل البلاتين والذهب، يمكنها تأمين ثروة تعادل 75 مليار جنيه استرليني (100 مليار دولار) لكل شخص على وجه الأرض.وتتوافق الدراسة مع أخبار بثت هذا الأسبوع بشأن قيام هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، بمسح الفضاء القريب من الأرض لمهام التعدين في الفضاء الخارجي في المستقبل، إذ أكدت الهيئة المكلفة بالبحث عن النفط والمعادن الثمينة في أمريكا الشمالية، أنها تستثمر بكثافة لإيجاد موارد من خارج الأرض. ويقترح العلماء في الدراسة، تطوير تقنية مناورات الكبح الهوائي «aerobraking» لتقليل سرعة الكويكبات والإمساك بها، وجرّها بصواريخ صغيرة إلى مدارات أرضية. وساعدت التقنية من قبل في تموضع مركبة فضائية في مدار حول المريخ والزهرة، إضافة إلى تقليل سرعة مركبة أخرى عائدة إلى الأرض. وسيرتبط الكويكب بمركبة فضائية طوال الرحلة في حال تغيير المسار بشكل مفاجئ.ويقترح العلماء ألا يتعدى قطر الكويكب الملتقط على 100 قدم للسيطرة عليه من قبل محركات الدفع. ويفضلون البدء بالتقاط الكويكب «2005 VL1» الذي اكتشف العام 2005، إذ يتمتع بحجم مناسب، وسرعته بطيئة تسمح بالإمساك به، وجره بسهولة، وتمنع مواده الصلبة جداً خسارة قدر كبير من كتلته أثناء رحلته للأرض.وقال أنجيل عبود مدريد، مدير مركز موارد الفضاء في مدرسة كولورادو الأمريكية للمناجم، معلقاً على الدراسة، إن مجتمع العلماء والمؤسسات المهتمة بالموارد الفضائية بشكل كبير يستفيدون من العمل معاً بالتعاون مع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، لتقييم موقع وقيمة المعادن والطاقة والمياه على القمر والمريخ والكويكبات، وإن لتقنية مناورات «الكبح الهوائي» مستقبلاً كبيراً في هذا الشأن. وأضاف: أغلب الكويكبات مصنوعة من السيليكون أو الكربون أو المعادن، وستنصبّ اهتمامات المستقبل على المصنوعة من المعادن التي يحتمل أن تكون نفيسة، فيما يتجه العالم للمعادن التقليدية في حال نفادها من الأرض، لجلب المزيد من خارج الكوكب.
مشاركة :