عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأوزبكستاني شوكت ميرضيائيف، أمس، جلسة مباحثات في العاصمة الأوزبكية طشقند، اتفقا خلالها على تطوير التعاون الثنائي في جميع المجالات السياسية والتجارية والاستثمارية، إضافة إلى تنسيق جهود مكافحة الإرهاب.وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس الأوزبكي أشار إلى أهمية الزيارة، التي تعد الأولى من نوعها لرئيس مصري، مؤكدا أن الشعب الأوزبكي ينظر إلى مصر بعميق الاحترام والتقدير، لما لها من مكانة ثقافية وتاريخية في ظل دورها الإقليمي والدولي المهم، فضلاً عن دور الأزهر، باعتباره منارة للإسلام الوسطي، موضحا أن كثيرا من العلماء من أصل أوزبكي استقروا في مصر، وأنتجوا للعالم عدة إبداعات في مختلف المجالات.ووفقا لبيان المتحدث، فقد أعرب الرئيس الأوزبكي عن تقديره لنجاح مصر في تحقيق كثير من الإنجازات على مختلف الأصعدة، تحت قيادة الرئيس السيسي، مشيراً إلى الحرص على دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، لما فيه صالح البلدين والشعبين الصديقين.وأضاف الرئيس الأوزبكي أن الرئيس السيسي أكد تطلعه لأن تكون زيارته التي تشكل أول زيارة لرئيس مصري منذ استقلال أوزبكستان وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بمثابة نقطة انطلاق لتطوير العلاقات بين البلدين، بما يعكس حضارتيهما وتاريخيهما الكبير، مؤكداً في هذا الإطار أن مصر حريصة على تحقيق مصالح مختلف الدول الصديقة، بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.وشهدت مباحثات الرئيسين استعراض أوجه التعاون الثنائي بين الجانبين، حيث أكد الرئيس الأوزبكي حرص بلاده على دفع التبادل التجاري بين البلدين إلى آفاق جديدة، وزيادته لأكثر من 10 أضعاف عن مستواه الحالي، مشيراً إلى أن بلاده يمكن أن تكون نقطة انطلاق للمنتجات المصرية في آسيا الوسطى، في حين يمكن أن تكون مصر نقطة انطلاق لمنتجات أوزبكستان في أفريقيا، كما أكد حرص بلاده على التعاون في مجال الاستثمار، وتأسيس مجلس أعمال مشترك يساهم في دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فضلاً عن دعمه لعقد اللجنة المشتركة المصرية - الأوزبكية للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني خلال الشهر الحالي في طشقند، باعتبارها فرصة لتفعيل التعاون المشترك بين الجانبين.كما أعرب الرئيس الأوزبكي عن اهتمام بلاده بتكثيف التعاون مع مصر في مجال السياحة، وتنظيم رحلات مشتركة بين المقاصد السياحية في كلا البلدين، خاصة في ظل الخبرة والإمكانات المتوفرة في مصر في هذا القطاع.وخلال اللقاء الثنائي جرى أيضا التباحث حول سبل التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والجريمة المنظمة، بما في ذلك تكثيف المشاورات، وتبادل المعلومات بين الأجهزة المعنية الأمنية في هذا الشأن.وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي استعرض خلال المباحثات ما تقوم به مصر من عملية إصلاح اقتصادي واجتماعي شاملة، وجهود الحكومة لإنشاء بنية تحتية وتشريعية مواتية لجذب الاستثمارات، مشيراً في هذا الصدد إلى ما تتيحه مصر من فرص واعدة في مختلف أنحاء الجمهورية، وما يربطها من علاقات متميزة واتفاقيات للتجارة الحرة مع كثير من الدول الأوروبية والأفريقية والعربية، تفتح الباب أمام تسويق المنتجات المصنعة في مصر.كما استعرض السيسي ما شهدته مصر والمنطقة من أزمات خلال الفترة الأخيرة، وأثرها السلبي على عملية التنمية، مشدداً على أهمية التوعية وتصويب الخطاب الديني، ونشر المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي السمح، ومؤكداً أن الإشكالية تكمن في فهم البشر لصحيح الدين الإسلامي.في السياق ذاته، أشار السيسي إلى أن مواجهة الفكر المتطرف يجب ألا تقتصر على المواجهة العسكرية والأمنية فقط، بل يجب أن تشمل كذلك الجوانب الثقافية والاجتماعية وغيرها، موضحاً أن الشعب المصري أصبح أكثر وعياً بفضل التجربة القاسية التي مر بها خلال السنوات الأخيرة، وأكثر إدراكاً لحقيقة المظاهر الخادعة، ومن يستغلون الدين لتحقيق مكاسب سياسية.كما تطرقت المباحثات إلى عدد من المواضيع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف التعاون بين الدول الإسلامية لما فيه صالح شعوبها، وأكدا أهمية التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات، التي تمر بها منطقتا الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، استناداً لمبادئ عدم التدخل في شؤون الدول، واحترام سيادتها على أراضيها وعدم التآمر. بالإضافة إلى أهمية التوصل إلى حل للقضية الرئيسية للعالم الإسلامي، وهي القضية الفلسطينية، وفقاً لحل عادل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما اتفق الرئيسان على عقد لجنة مشاورات سياسية بين وزارتي خارجية البلدين بشكل دوري للتنسيق والتشاور بشأن مختلف القضايا.
مشاركة :