القاهرة - زادت السخونة في الدوري المصري مبكرا وتسللت التبريرات بأن “الأخطاء التحكيمية واردة، والحكم بشر يصيب ويخطئ”، ولم تأت تلك اللهجة بعد انقضاء مباريات الجولة الخامسة، بل إن الحديث عن الأخطاء بدأ مع الجولة الأولى للمسابقة، وتفاقمت الأزمة عقب مباراة جمعت بين فريقي الأهلي والإنتاج الحربي، الأحد الماضي، وانتهت بالتعادل السلبي. وهدد مسؤولو الأهلي بالانسحاب من المسابقة، وشنت جماهيره هجوما عنيفا على الحكم الدولي إبراهيم نورالدين، بعد أن قيل إنه تغاضى عن احتساب ركلة جزاء صحيحة للفريق، فضلا عن إلغاء هدف بداعي التسلل، وهو ما منع فريق الأهلي من تحقيق الفوز، لكن كرة القدم التي تقلب قلوب الجماهير بين عشية وضحاها، كشفت عن طرفة حوّلت نورالدين، المحسوب أصلا أنه من المتعاطفين مع الأهلي، إلى عدو للنادي وجماهيره. عندما تغاضى الحكم نفسه منذ عامين عن احتساب ركلة جزاء صحيحة لصالح فريق نادي الزمالك، في مباراته أمام فريق مصر المقاصة بالدوري، تعالت أصوات جماهير الزمالك واتهمت المنظومة الكروية بأنها تعمل لصالح الأهلي فقط وتبدل الحال تماما بغلطة مشابهة، دفعت المسؤولين في الأهلي إلى إرسال خطاب رسمي إلى اتحاد الكرة للتأكيد على عدة مطالب، بينها التهديد بعدم استكمال الدوري مع ضرورة إسناد مبارياته إلى حكام أجانب. عصام عبدالفتاح: لا يوجد حكم مرتش وليس معقولا أن يهدد الأهلي بالانسحاب من الدوري عصام عبدالفتاح: لا يوجد حكم مرتش وليس معقولا أن يهدد الأهلي بالانسحاب من الدوري وشدد بيان صادر عن الأهلي على الرفض التام لأخطاء وصفها بـ”الفجّة”، ارتكبها طاقم تحكيم مباراة الأهلي مع الإنتاج، وطالب اتحاد الكرة بإجراء تحقيق عاجل حرصا على استكمال المسابقة والعدالة بين الأندية المتنافسة، وتبدّل حال الأهلي من عملاق يشار إليه بالبنان، إلى مظلوم يقاتل من أجل استعادة حقه، خشية صعود عملاق جديد في الوسط الكروي المصري، وهو تحديدا نادي بيراميدز. وبدأ تبادل التصريحات بين رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة ومسؤولي النادي الأهلي، ودخلت الجماهير “الأهلاوية” طرفا في صراع التصريحات، وكالت الاتهامات إلى الاتحاد والحكم، ولم تنس جماهير نادي الزمالك، الغريم التقليدي للأهلي، أن تؤدي دورها وتستغل الأزمة، وعدّدت المواقف التي تغاضى فيها الحكم نورالدين عن احتساب أخطاء ضد الأهلي أمام منافسيه. وزادت الأجواء سخونة في أزمة تتكرر كل موسم، دون أن يلتفت أحد إلى أنها قد تتحول إلى قنبلة موقوتة، فلا الإعلام فكّر في التوقف عن بث أخطاء الحكام التي تزيد غضب الجماهير، ولا الأندية تعاملت بحكمة لتهدئة الشارع الرياضي. ووضع النادي الأهلي في بيانه يده على المشكلة الحقيقية، واقترح إعادة النظر في مشاركة مثل هؤلاء الحكام في إدارة المباريات المقبلة لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وأن يتحمل اتحاد الكرة مسؤولياته في تطوير منظومة التحكيم، باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية وتطبيق تقنية الفيديو لمواكبة الكرة العالمية، إذا كان الحل يكمن في تطوير المنظومة التحكيمية. وأكد عضو اتحاد كرة القدم أحمد مجاهد، أنه يتم العمل على حل تلك الأزمة، ولفت في تصريحات لـ”العرب” إلى أن الدوري المصري يشهد إقامة تسع مباريات في الجولة الواحدة، وبالتالي من الطبيعي أن تحدث أخطاء تحكيمية وهم يعملون على تلافيها، لكن هناك بعض الحساسيات بين بعض أندية الدوري. وحتى تطبيق تقنية حكم الفيديو لا تساهم في حل الأزمة، من وجهة نظر مجاهد، مستشهدا بما حدث في مباراة منتخب بلاده أمام روسيا، وعدم احتساب ركلة جزاء صحيحة لصالح مصر، وهو ما يشير إلى ضرورة عمل المنظومة بأكملها على تهدئة الرأي العام، وعقد جلسات مستمرة بين رؤساء الأندية وقيادات اتحاد الكرة للتأكيد على السعي للارتقاء بحال الكرة. ويتم بالتوازي مع هذه الاجتماعات تطبيق عقوبات، ولو حتى داخلية، ضد الحكام ممن يغفلون اتخاذ قرارات سهلة تؤثر في نتيجة المباراة لفريق ضد آخر، خصوصا احتساب ركلات الجزاء، أو إلغاء الأهداف بداعي التسلل لأن الفريق يبذل الجهد طوال دقائق المباراة التسعين لتسجيل هدف واحد. ورفض رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة عصام عبدالفتاح أي تدخل في عمل لجنته، وقال لـ”العرب”، “لا يوجد حكم مرتش في مصر كما أنه ليس من المعقول أن يهدد الأهلي بالانسحاب من الدوري بسبب خطأ تحكيمي دون أن يغفل أن طاقم الحكام في تلك المباراة لم يكن موفقا”. وكشف عصام عبدالفتاح أنه لا يمكن إعلان عقوبات الحكام على الملأ حفاظا على هيبتهم، وهناك قرارات داخلية تطبق على المخطئين، وقال إن الأهلي استشهد بالخبراء في أحقيته في هدف وركلة جزاء ضد الإنتاج، لكن نفس الخبراء قالوا إن الأهلي استفاد في مباراتيه ضد الإسماعيلي ووادي دجلة من الحكام في منافسات الدوري .
مشاركة :