قد تكون ألعاب الفيديو التنافسية، الرياضة الاستعراضية في دورة الألعاب الآسيوية الـ18 التي اختتمت الأحد الماضي في مدينَتي جاكرتا وبالمبانغ الإندونيسيتين، أكبر تجربة دولية في صناعة الرياضات الإلكترونية الرائجة. ومن المقرر أن «تترقى» لتعتمد ضمن برنامج الألعاب الأولمبية، كما ستُمنح ميداليات للفائزين بمسابقاتها في الدورة الآسيوية المقبلة «هوانغزو 2022». لكن توقيت الحدث في إندونيسيا تزامن مع استخدام أحد اللاعبين سلاحاً حقيقياً وقتله شخصين خلال دورة لألعاب الفيديو في فلوريدا، وعدّ ذلك أمراً محرجاً لأن عدداً كبيراً من الألعاب المسمّاة بالرياضة الإلكترونية محوره العنف. ويعتقد سامارت بنجامين أساراساكورن، الأمين العام للاتحاد التايلندي للرياضة الإلكترونية، بأن «إدراج هذه الرياضة ضمن الألعاب الأولمبية أمر لا مفر منه» نظراً إلى شعبيتها المرتفعة. لكنه أضاف مستدركاً أن العنف فيها قضية تحتاج إلى «عمل لتجاوزه». ويشير مصطلح «الرياضة الإلكترونية» إلى ألعاب الفيديو التي تعرض عبر مجموعة من المنصات الرقمية في أماكن تنافسية، بما فيها الملاعب. ويتوقع أن تصل إيرادات هذه الصناعة إلى 906 ملايين دولار هذا العام، بزيادة تفوق 38 في المئة عن 2017، وفقاً لتقرير لشركة الأبحاث «نيو زوو»، وورد فيه أن الصين مثلّت 164 مليون دولار من مجموع الإيرادات، وأميركا الشمالية 345 مليوناً. شارك في الآسياد الأخير 135 «رياضياً إلكترونياً» من 18 بلداً، بعد تصفيات خاضها ممثلون عن 27 بلداً، وكانوا مزيجاً من هواة ومحترفين، بعضهم يحظى برعاية شركات كبرى. وعبر الإنترنت تابع معجبون، لا سيما في شرق آسيا، المباريات في 6 ألعاب فيديو. وبعد يومين على فوز المنتخب الصيني على نظيره التايواني في نهائيات لعبة «أرينا فالور»، حظي الموضوع الرائج «# e-sports asian game» بأكثر من 710 ملايين نقرة على «سينا ويبو»، منصة وسائل التواصل على «تويتر». وكتب أحد المستخدمين: «لطالما اعتقدت بأن أولئك الذين يمكن أن يكونوا أبطالاً أولمبيين ليست لديهم بنية جسدية أفضل فحسب، بل أدمغة ذكية أيضاً». وقال ألن هيلاويل المسؤول البارز في الشركة التي تسوّق «أرينا فالور» في تايوان وجنوب شرقي آسيا، إن مباريات الآسياد كانت «شكلاً آخر من أشكال الشرعية» لهذه الرياضات في هذا الجزء من العالم، حيث تزدهر و «تُعد لعبة كل رجل وامرأة». على خط موازٍ، كانت اللجنة الأولمبية الدولية نظّمت منتدى حول الرياضة الإلكترونية، بحث في «مسألة ما إذا كان يمكن اعتبارها رياضة وفق مفهومها المألوف وتوافقها مع المُثل الأولمبية وقواعدها ولوائحها». وكشف أساراساكورن أن لدى لاعبين «إلكترونيين» أنظمة تدريب تشمل الجري والبناء العضلي، مضيفاً أن «التدريب البدني كان مرتبطاً بالنجاح في الرياضة الإلكترونية، وأن خوض ألعاب الفيديو كان له بُعد مادي». وزاد: «لكن انتشار العنف في المنافسات قد يكون عقبة أمام شرعنتها». واعتبر توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، أن «الألعاب القاتلة» أو تلك التي تروّج «للعنف أو أي نوع من التمييز» لن تكون مناسِبة للمنافسة في الدورات الأولمبية، لأن ذلك «سيكون مخالفاً لقيمنا ومبادئنا». وقال كينيث فوك، رئيس الاتحاد الآسيوي للرياضة الإلكترونية، إن اطلاق النار في جاكسونفيل (فلوريدا)، كان مأساة، ولكن لا يجوز أن تُلام الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو فقط. ولمناسبة المنافسات في الآسياد، عرض معنيون بهذه الصناعة وجهات نظر مختلفة حول ما يمكن اعتماده لتتخلّى الرياضة الإلكترونية عن أساليب عنف، ما يسهّل دخولها البرنامج الأولمبي.
مشاركة :