أبلغ مديرون تنفيذيون من “فيسبوك” و”تويتر”، مجلس الشيوخ الأمريكي أنهم لم يكونوا مستعدين لحملة التضليل الروسية عام 2016 للتدخل في الانتخابات التي استخدمت منصاتهم، لكنهم تعهدوا بالعمل على اتّخاذ خطوات للتصدي للمشكلة. وانتقد نواب مجلس الشيوخ محرك البحث العملاق “جوجل” لعدم إرسال مسؤول تنفيذي رفيع المستوى لجلسة الاستماع. وتأتي الجلسة وسط ضغط متزايد من أجل إصدار بعض القواعد لتنظيم منصات التواصل الاجتماعي. وقالت المديرة التنفيذية لشركة “فيسبوك” شيريل ساندبرج، للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ: “لقد اتسم رصدنا لهذا التدخل بالبطء الشديد، كما كان تحركنا للتعامل معه بطيئًا للغاية. وهذا يحسب ضدنا. هذا التدخل لم يكن مقبولًا. لقد كان انتهاكًا لقيم شركتنا وللدولة التي نحبها”. وأضافت أن التكتيك المستخدم جديد، ولكن طالما واجهت الولايات المتحدة تهديدات لديمقراطيتها. وأعرب أعضاء مجلس الشيوخ عن مخاوفهم بشأن مشاركة البيانات الخاصة للمستخدمين وإساءة استخدام المنصات للتحريض على العنف، وكذلك الإعلانات المستخدمة لتوجيه حملات التأثير الأجنبي إلى المستخدمين، بينما حققت شركات التواصل الاجتماعي أرباحًا. بينما دفعت ساندبرج والمدير التنفيذي لـ”تويتر” جاك دورسي، صوب قبول أن الخصوصية يجب أن تكون “أولوية للأمن القومي”. وأصرت فيسبوك على أنها لا تبيع بيانات المستخدمين. وقالت ساندبرج، إن موقع فيسبوك بدأ في اتّخاذ إجراءات صارمة ضد الحسابات المزيفة فضلًا عن تلك التي تنشر الكراهية، مثل المستخدمين الذين تم رصدهم مؤخرًا في ميانمار الذين أسهموا في شنّ هجمات على مجموعات الأقليات. وأضافت أنه يجري السيطرة على التنمر وخطاب الكراهية. وقالت ساندبرج ودورسي، إنهما صارا أفضل في رصد المشكلات حول العالم، وليس في الولايات المتحدة فحسب، وذلك عن طريق تتبع الانتخابات في عدة دول، بما في ذلك المكسيك وفي أوروبا ونعمل على ضمان نزاهة المنصة عالميًّا. وأضاف دورسي، أن شركته تمثل فضاءً رقميًّا مفتوحًا لمشاركة الأفكار، ورغم أن هذا الأمر كان إيجابيًّا في أغلب الأحيان، تمكنت الجهات سيئة النية من التلاعب” بالمنصة وإحداث تأثير سلبي. وقال دورسي أمام لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي في واشنطن: “وجدنا أنفسنا غير مستعدين وغير مزودين بآليات أمام ضخامة المشكلات التي اعترفنا بها. ونتحمل مسؤولية إصلاحها كاملة”. وقال أعضاء مجلس الشيوخ، إنه من المهم أن يتم توعية المستخدمين بالأخبار المزيفة، بينما يحصلون أيضًا على تنبيهات عندما يتبعون حسابات مخادعة. وقال ساندبرج ودورسي إنهما أصبحا أفضل في اكتشاف المشكلات، من خلال تتبع الانتخابات في مختلف البلدان، بما في ذلك المكسيك ودول في أوروبا، والعمل على ضمان سلامة برامجها على مستوى العالم. وتواجه الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا انتقادات متزايدة من دوائر محافظة، بينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن لديها نزعات ليبرالية وتسعى لإسكات الاشخاص المنتمين إلى اليمين. وأعرب نواب عن رغبتهم لفرض قوانين على شركات التكنولوجيا، إذا لم تتخذ خطوات للتعامل مع بعض الانتقادات التي تواجهها.
مشاركة :