بوصلة العمل الإعلامي المهني اهتزت في الفترة السابقة ، وفقدت قيمتها ووقارها، وظهرت لنا مؤشرات غثاء تصل إلى تساقط عرق الجبين من بعض الشطحات والنطحات لبعض متعاطي الإعلام الرياضي بكل قنواته.النقد لأي عمل في اتحاداتنا الرياضية، أو أنديتنا الرياضية، وهيئة الرياضة، واللجنة الأولمبية متاحا، بل أن المستشار تركي أل الشيخ رحب بالنقد في أكثر من مناسبة، وانتقد بعض القرارات التي اتخذها بنفسه، والنقد المنطقي يؤدي إلى اكتشاف الثقوب والعيوب، أما إذا تحول النقد للأشخاص كقيمة إنسانية، وتعدى ناموس الحياة فإن ” تكميم الأفواه” حلا عادلا كمسكن قد يصل إلى العلاج بالكي.اتحاد الإعلام الرياضي وجد أمامه بعض العازفين على نوتة نشاز، خارجة عن السياق المعرفي، والنقد المنطقي ، ووجد غثاء يستدعي وضع حد له، فكان قرار الإيقاف المؤقت لبعض الزملاء كتكميم لأفواههم إلى حين.تقصير اتحاداتنا الرياضية ظهرت بوضوح في دورة الالعاب الأولمبية الأسيوية التي أقيمت مؤخرا في جاكرتا 2018، وسوف تزداد وضوحا في دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في طوكيو 2020 ، وسيكون النقد مقبولا لهذه الاتحادات، واللجنة الأولمبية التي تعاملت مع نتائج هذه الاتحادات والتي تعتبر أسوأ نتائج لنا في العقدين الماضيين ويكفي أن دولة مثل البحرين حصدت أثنا عشر ميدالية ذهبية، والكويت العائدة من الحضر الدولي حققت ثلاث ذهبية، والسعودية تذيلت الترتيب بميدالية ذهبية واحدة بطريقة تقليدية، دون الرصد والتوثيق للسابق والحاضر ومن ثم محاسبة كل اتحاد على ضوء الدراسة العلمية الدقيقة.أيضا رؤساء الأندية الرياضية ليس لهم حصانة ، وسيكون عملهم تحت مجهر الإعلام طوال الموسم ، وسيكون هناك نقد منطقي للعمل، وثناء للجيد من العمل دون المساس بثوابت القيمة الإنسانية، والمكانة الاجتماعية، ودون الانحدار إلى منزلق الصدامات التي تثير البغضاء، والمشاحنات، والتعصب الرياضي المقيت.نعود لقضية إيقاف بعض الإعلاميين مع بداية الموسم والذي اعتبره البعض ” تكميم لأفواه الإعلاميين” وهذا منظور خاطئ تماما، فقد أتت القرارات تكميمية للعزف النشاز فقط ، وتصحيحا لنغمة التعاطي ، ووضع حد للشطحات التي تجاوزت درجة التمرير والصبر والسكوت عنها.شكرا لاتحاد الإعلام الرياضي على قرارات ” التكميم” وسيكون لذلك تأثيرا إيجابيا على نغمتنا الإعلامية في مقبل الأيام ، وسيكون لسان وقلم كل إعلامي تحت المجهر، وسيكون جميع الإعلاميين وجميع البرامج الفضائية بين مطرقة “التكميم” وسندان المساندة والدعم والثناء للطرح المتزن، وبين هذه وتلك يكون ” التكميم” من عدمه.
مشاركة :