أعلن السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، أن الكرملين يرفض الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أحداث سالزبوري، ويعتبر التأكيدات عن تورط القيادة الروسية في قضية سكريبال أمر غير مقبول ومرفوض.وقال بيسكوف للصحفيين: "لا علاقة لروسيا بأحداث سالزبوري. وهي غير متورطة بأي شكل من الأشكال. بالنسبة لنا، أي اتهامات ضد القيادة الروسية أمر غير مقبول. بالأمس تحدثت السيدة ماي [رئيسة الوزراء البريطانية] حول احتمال تورط القيادة الروسية العليا. نؤكد من جديد أن القيادة العليا لروسيا والقيادة ذات الرتبة الأدنى وأي مسؤول رسمي روسي كان، لا علاقة لهم بالأحداث التي وقعت في سالزبوري. هذا أمر لا يمكن حتى التحدث به، وأي افتراضات أو اتهامات أمر غير مقبول".وحول ما إذا كانت روسيا تتحقق من شخصيتي المواطنين اللذين تشتبه بهما بريطانيا في ما يعرف بـ "قضية سكريبال"، أشار بيسكوف إلى أنه "لكي نتحقق من شخصيتيهما، ولكي يكون لدينا أساس قانوني للتحقق من شخصيتيهما، نحن نحتاج لطلب من الجانب البريطاني. هناك ممارسات طبيعية، ومنذ البداية اقترح الجانب الروسي التعاون في التحقيق بالملابسات".وأضاف بيسكوف، في هذا الصدد: "رفض الجانب البريطاني ذلك. لكي نتمكن من فعل أي شيء في هذا الاتجاه، يجب علينا أن نتسلم طلبًا. إنها ممارسة دولية طبيعية، هل تفهمون ذلك؟ يكمن الأمر في أن الأنباء في وسائل الإعلام والتصريحات في البرلمان لا تعتبر الطلب المطلوب، ولا يمكن لها أن تكون كذلك".وتابع بيسكوف معلقًا على تصريحات لندن بأنها لا تجد جدوى من إرسال طلبات إلى روسيا بشأن "قضية سكريبال"، حيث تعتقد أن هذا لا معنى له بعد "قضية ليتفينينكو": "لقد أشرتم ببلاغة إلى الموقف الذي تتخذه لندن. الموقف هو عدم وجود جدوى، وهذه هي العبارة الرئيسية. وإذا لم يروا جدوى، فعندئذ لا يسعنا إلا أن نأسف".وأفاد مكتب الادعاء الملكي البريطاني بأن لديه بيانات حول شخصين يشتبه تورطهما في محاولة اغتيال عائلة سكريبال. كما نشرت شرطة سكوتلاند يارد، صورًا للشخصين المشتبه بتورطهما في عملية تسمم سيرغي ويوليا سكريبال.وتظهر الصور التي نشرت على موقع الشرطة الإلكتروني، رجلين لم يحلقا ذقنيهما، يرتديان قميصين وثيابًا خارجية داكنة، وتحمل الصور اسميْ ألكسندر بتروف وروسلان بوشيروف.كانت الشرطة البريطانية قد عثرت على ضابط الاستخبارات الروسي السابق، سيرغي سكريبال وابنته يوليا، فاقدين لوعي إثر تعرضهما لتسمم في سولزبري، في الرابع من شهر مارس.ووجه الجانب البريطاني الاتهامات إلى روسيا بتورطها في تسميم سكريبال وابنته، بمادة شالة للأعصاب "آ-234".وقامت عدة دول بطرد دبلوماسيين روس تضامنا مع بريطانيا في القضية، ومن جانبها نفت روسيا مرارًا وتكرارًا علاقتها بهذا الحادث، مؤكدة أنها تخلصت من كل الأسلحة الكيميائية لديها وفقًا لمنظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مايو: إن "قضية "سكريبال" تتهاوى أمام العيون بسبب عدم وجود أي دليل ضد روسيا.وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في وقت سابق، إنه بالنسبة لقضية سكريبال تم إرسال حوالي 60 مذكرة دبلوماسية إلى وزارة الخارجية تطالب بأن يتم السماح لروسيا بالاطلاع على التحقيقات، وزيارة المواطنين الروسيين المصابين في الحادث، بالإضافة إلى طلب المساعدة القانونية واقتراحات للتعاون، بما في ذلك إجراء تحقيق مشترك، لكن السلطات البريطانية لم ترد عليهم.واتهم وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون، روسيا بتسميم سكريبال في مارس، قائلا: إن الدليل على مسئولية موسكو "مذهل". ثم اتضح أن الاتهامات الموجهة إلى روسيا غير صحيحة، وذكر رئيس المختبر السري لوزارة الدفاع البريطانية فيما بعد أن الخبراء لم يتمكنوا من تحديد مصدر المادة، التي، بحسب الجانب البريطاني ، تسببت في تسمم سكريبال وابنته.واعترفت وزارة الخارجية البريطانية، في نفس اليوم، أن الاستنتاج المتعلق بتورط روسيا في تسميم سكريبال صيغ على أساس تقديراتها الخاصة للمعطيات.
مشاركة :