قمة طهران «الثلاثية» تحدد مصير «موقعة إدلب»

  • 9/6/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وصفت الدوائر السياسية في موسكو، «القمة الثلاثية» في طهران، غدا الجمعة، بين الرؤساء الثلاثة (بوتين ـ أردوغان ـ روحاني) بأنها قمة على الخط الساخن في إدلب، وأنها من المتوقع أن توقف الاحتمال القائم بمعركة تصفية الإرهابيين في الموقع الأخير لهم داخل «المصيدة» التي نصبها لهم النظام السوري ، خطوة .. خطوة .. حتى تم حصارهم في إدلب.    بينما يؤكد خبراء عسكريون في موسكو، أن «إدلب» هي العقدة والمفتاح لـ «الحلّ السياسي» في سورية، وأنها تعد الخطوة الأخيرة على مسار حل الأزمة السورية، وأن الوضع العسكري في محافظة إدلب، يمثل البند الوحيد على جدول أعمال «القمة الثلاثية»، لتحديد مصير «إدلب»، واحتمال تراجع اشتعال المعركة وفق قاعدة «الأرض المحروقة» بغطاء جوي روسي، وبري سوري – إيراني، خصوصاً أن هناك حراكاً تركياً ناشطاً لمنع هذه المعركة، من خلال التوصل إلى تفاهم تركي ـ روسي على وضع «إدلب»، قد يتواصل خلال القمة مع إيران أيضا.   تحرير إدلب على طاولة القمة الثلاثية ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن «تحرير إدلب أساس على طاولة القمة الثلاثية» .. وأوضح الناطق باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن القمة الإيرانية ـ التركية ـ الروسية، تهدف إلى إعادة الهدوء إلى سورية والقضاء على الإرهاب فيها.. وتزامن ذلك مع بيان للكرملين شدّد على أن الرئيس فلاديمير بوتين سيبحث مع نظيريه التركي أردوغان والإيراني حسن روحاني، «الجهود الإضافية للعمل لتحقيق تسوية طويلة الأمد للوضع في سورية، وتحسين الأوضاع الإنسانية، وتأمين الظروف من أجل عودة اللاجئين».    وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، زار دمشق فجأة، قبل يومين ، وأجرى محادثات مع الرئيس بشار الأسد ونظيره السوري حول «التحضيرات للقمة الثلاثية وآخر التطورات السياسية والميدانية»..وأكد ظريف على ضرورة «تطهير إدلب من الإرهابيين، وأن تعود تحت سيطرة الشعب السوري، وأن سورية تقوم بتطهير كل أراضيها من الإرهاب، وبقية الإرهابيين، بمن فيهم (هيئة) تحرير الشام، والتي يجب أن تغادر إدلب».. وموضحا أن القمة الثلاثية التي ستعقد في طهران الجمعة ستبحث في كيفية التصدي للجماعات الإرهابية، بمن فيها هيئة تحرير الشام «النصرة سابقا».     أكثر من مئة فصيل داخل إدلب وهكذا..دلالات كثيرة تحيط بالموقعة القتالية الأخيرة في الصراع السوري، «موقعة إدلب» وهي المحافظة التي تم استخدامها ــ بتخطيط مسبق ومحكم ــ لتكون مقرّاً لاستقبال المقاتلين المرحّلين من حلب، وحمص، وحماة، ثم من القلمون، والغوطة، وأخيراً من درعا، وأصبحت «الموقع الأخير» للجماعات الإرهابية والمعارضة المسلجة .. وإدلب التي لم يزد سكانها عن مليون ونصف المليون إنسان، باتت تؤوي الآن ما يقرب من أربعة ملايين تحت سيطرة مزيج من نحو مئة فصيل أو أكثر، متقاربة أو متنافرة وموزّعة بين «الجبهة الوطنية للتحرير» و «هيئة تحرير الشام/ جبهة النُصرة سابقاً»، إضافة إلى فصيل «حرّاس الدين» الذي انشقّ عن «النصرة» التي اعتبر أنها ابتعدت من أصولها «القاعدية».     في انتظار ساعة الصفر وعلى وقع تحذيرات دولية من « كارثة محققة» في إدلب، رجحت مصادر روسية وأخرى في المعارضة السورية، أن «معركة محدودة في إدلب باتت في انتظار تحديد ساعة الصفر»، وسط تقديرات بأن تمهد المعركة لتسويات وتفاهمات إقليمية ودولية.. وترجح مصادر عسكرية وسياسية في تركيا، أن يتفق الزعماء الثلاثة في طهران، على تجنب معركة عسكرية «مدمرة» في إدلب، تفتح الأبواب لتدخلات أمريكية بريطانية فرنسية، وأن تركيا تبذل مساعيها قبل القمة لإيجاد مقاربة مختلفة للوضع في هذه المحافظة السورية، بسبب تعقيداته العسكرية (خليط الفصائل وانتماءاتها…) والمدنية (تكدّس المهجّرين من مناطق مختلفة).     تعذر الصبر على الوضع في إدلب «إلى ما لا نهاية» وتؤكد مصادر روسية مقربة من الكرملين، أن هناك توافقا بين الدول الثلاث، على تعذر الصبر على الوضع في إدلب «إلى ما لا نهاية»، وعلى ضرورة الفصل بين جماعات المعارضة المعتدلة والمسلحة وبين الجماعات الإرهابية، وهو الدور الذي تفوم به تركيا بالتنسيق مع روسيا، وإن كانت هناك شكوكا سورية تجاه الموقف التركي، رغم ما يبدو من تحويل تركيا «هيئة تحرير الشام» من حامية للأرتال التركية إلى منظمة إرهابية على اللوائح التركية، بينما يرى المراقبون أن وضع هذا الفصيل على لائحة الارهاب التركية ليس جديداً، فهي سبق أن وضعت اسم «جبهة النصرة» وهي نفسها «هيئة تحرير الشام»بعد تعديل الاسم، وفي كلا الحالتين، لا يخفى على أي متابع للوضع في ادلب حجم العلاقة بين تركيا و«هيئة تحرير الشام»، والتي كانت تقوم بحماية تنقلات الجنود الأتراك إلى نقاطهم من الحدود التركية بمواكبة عسكرية للهيئة.. واللافت أكثر أن غالبية النقاط التركية واقعة في أراضي «هيئة تحرير الشام».   الجيش السوري لن يتراجع عن تصفية «المصيدة» ويشير خبراء عسكريون إلى ان المعركة قادمة ولكن ربما أقل شراسة مما كان متوقعا، وأن الجيش السوري لن يتراجع عن تصفية «المصيدة» التي تجمع داخلها الإرهابيون، وأن النظام السوري يسعى لتحقيق نصر أولى في إدلب، حتى يتمكن من :  أولا  السيطرة على جسر الشعور وأيضاً منطقة سهل الغاب، فضلاُ عن معرة النُعمان وخان شيخون، وهنا يستطيع الأسد أن يسيطر على أهم طريق يربط بين حماة وحلب .    وثانياً : سوف يقطع الجيش السوري كافة خُطوط الاتصال بين فلول المُعارضة في حلب، ونظيرتها في إدلب، ومن ثم لا تستطيع المُعارضة من شن اى هجومٍ عكسي عبر حلب .    وثالثاً : إن إدلب هي الممر الأخير للمُساعدات التركية سواء العينية أو العسكرية للمُعارضة السورية، فضلاً أن مناطق الجنوب الصحراوي لمدينة إدلب تضم المُعسكر الأمريكي العسكري الوحيد في سوريا .     وكل ما سبق من عوامل تُبرر وبجلاء الأهمية الإستراتيجية لمعركة إدلب المُنتظرة، ويفسر لنا هذا التوجس والترقب من قبل روسيا التي حشدت مُنذ ثلاثة أيام أكبر قوة عسكرية بحرية لها قُبالة سواحل سوريا، وذلك لهدف وحيد مُعلن هو تحييد أي تدخل أمريكي عبر ضرباتٍ جوية أو صاروخية ضد النظام السوري لقلب دِفة الأمور لصالح مُعارضي إدلب الموالين لواشنطن.  ومن هنا تيرز اهمية القمة الثلاثية لتحديد  مصير  إدلب: «معركة محدودة وسريعة».. أم معركة دموية لتصفية آخر موقع للإرهاببيين.. أم توافق ثلاثي على «خروج آمن» للجماعات المسلحة عن طريق بوابة تركيا !

مشاركة :