مقال «نيويورك تايمز» يهز إدارة ترامب

  • 9/6/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هز مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمر، لمسؤول في البيت الابيض دون ذكر اسمه، ادارة الرئيس دونالد ترامب الذي سارع كعادته الى مهاجمة الصحيفة واصفا ما جرى بأنه «خيانة». وتحدث المسؤول الذي لم تنشر الصحيفة اسمه عن «همسات مبكرة» بين أعضاء بإدارة ترامب لاتخاذ خطوات لإزاحته عن الرئاسة، لكنه أضاف أنهم قرروا ألا يفعلوا لتفادي حدوث أزمة دستورية. وجاء في المقال أن «السلوك غير الأخلاقي» لترامب و«السلوك الذي يتضمن تشدقات متكررة» واتخاذ قرارات «غير مدروسة ودونما إلمام بالأمور ومتهورة أحيانا» أسفر عن «رئاسة ثنائية المسار». والمقال الذي نسبته الصحيفة لمسؤول كبير يكشف أن «المعضلة التي لا يستوعبها (ترامب) تماما هي أن العديد من كبار المسؤولين في إدارته يعملون باجتهاد من الداخل لإحباط أجزاء من أجندته وأسوأ نزعاته». كما وصف ذلك المسؤول أسلوب قيادة الرئيس بأنه «متهور ومثير للخصومة وتافه وغير فعال». عار وخيانة ورد ترامب على المقال واصفا إياه بأنه «لا معنى له وعار حقا»، ونشر تغريدة علق فيها بكلمة واحدة «خيانة»، في إشارة على ما يبدو إلى المقال. ثم نشر تغريدة أخرى تساءل فيها عما إذا كان المسؤول الحكومي الكبير الذي كتب المقال موجودا بالفعل، أم أنه من اختلاق الصحيفة، داعيا لتسليمه إلى السلطات بدافع الأمن القومي إن كان موجودا. وأشار ترامب إلى أن الصحيفة اضطرت للاعتذار لقرائها لأنها غطت الانتخابات بشكل خاطئ، والآن تنشر مقال رأي كاتبه مجهول في خطوة جبانة، وفق تعبيره. وأضاف أنه يقوم بعمل جيد وأنه لن يستطيع أحد إلحاق الهزيمة به في انتخابات 2020 بسبب ما أنجزه، كما يقول. ومن جانبها قال المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إن الإدارة «محبطة» بسبب قرار الصحيفة نشر مقال «مثير للشفقة ومتهور وينم عن أنانية». وأضافت ساندرز أن الكاتب «يعلو بنفسه وغروره فوق إرادة الشعب الأميركي» داعية «الجبان» إلى فعل الصواب والاستقالة. وقالت نيويورك تايمز إنها اتخذت خطوة نادرة بنشرها عمودا للرأي كتبه المسؤول بموجب اتفاق يلزمها بإبقاء اسمه طي الكتمان. وقالت إن المسؤول ربما كان سيفقد عمله لو أنها كشفت اسمه. وزاد المقال من اتهامات البعض لترامب بأنه شخصية غير مستقرة لا تصلح للرئاسة، ومن المرجح أن يجدد حديثا بين بعض الديموقراطيين حول احتمال مساءلة الرئيس بغرض عزله إن هم سيطروا على مجلس النواب في انتخابات نوفمبر. وسرت تكهنات على الفور بشأن شخصية كاتب المقال وما إذا من داخل البيت الأبيض أم يعمل بوكالة حكومية أخرى. وأكد فريق مايك بنس امس أن «نائب الرئيس يوقّع المقالات التي يكتبها» وهو ليس كاتب المقال الذي نشرته «نيويورك تايمز». وكتب جارود أيجن، مدير مكتب إعلام بنس، في تغريدة أن «نيويورك تايمز يجب أن تخجل، وكذلك الشخص الذي كتب هذه المقالة الكاذبة وغير المنطقية والجبانة». وأضاف «نحن فوق تصرفات الهواة هذه». وأكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو أنه ليس كاتب المقال واعتبره «مؤسفا». (ا ف ب، رويترز، الاناضول) مجلة تتحدث عن 4 مسؤولين محتملين نشرت مجلة ويكلي ستاندرد الأميركية أسماء أربعة مسؤولين محتملين وراء مقال نيويورك تايمز. وتقول المجلة إن ثمة مؤشرات في المقال على أن الكاتب الذي وصفته إدارة ترامب بالجبان، هو من حركة المحافظين الذين ينتقدون ترامب بسبب عدم تقاربه معهم في ما يتعلق بـ«حرية العقول والأسواق والناس». والشخصيات المحتملة بحسب المجلة هي: لاري كودلو الرئيس الجديد للمجلس الاقتصادي القومي، الذي كافح منذ وصوله إلى البيت الأبيض من أجل تماهي أفكاره بشأن السوق الحرة والتجارة وقضايا أخرى مع رؤية إدارة ترامب. وكمنتقد جمهوري تقليدي لترامب، يسرد كاتب مقال نيويورك العديد من التطورات الإيجابية للإدارة، بما فيها إزالة القيود وإصلاح نظام الضرائب وتعزيز الجيش. وكودلو الذي خدم في إدارة رونالد ريغان وكان مقربا من حركة المحافظين لعقود، يرى أن أهداف سياسة حقبة ريغان هي التي تستحق الثناء. وتلفت المجلة إلى أن ثمة تشابها بين لغة مقال نيويورك تايمز وكتابات كودلو السابقة، مشيرة إلى أن المقال ذكر أن «جذور المشكلة هي أخلاقيات الرئيس»، وهذا يشبه ما كتبه كودلو عام 1998 في كتابه «إذا التزمنا بما نسميه المبادئ، وهي الأخلاق.. فإن هذا البلد لن يتوقف». كيفين هاسيت رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، وجاء – شأنه في ذلك شأن كودلو – من عالم السياسة الإعلامية المحافظة، وعمل في معهد إنتربرايز الأميركي لعقدين من الزمان حيث كان يركز على السياسة المالية قبل مجيئه العام الماضي إلى البيت الأبيض. وهاسيت الشخصية الأخرى التي يمكن أن تركز على القضايا التقليدية، مثل تخفيف القوانين والإصلاح الضريبي وقوة الجيش. وتشير المجلة إلى أن هاسيت لديه أيضا خلفية عن كتابة المقالات، حيث دأب على الكتابة لمصلحة «ناشيونال ريفيو أونلاين»، ولوسائل إعلامية أخرى. كما أن مقال نيويورك تايمز اختتم بإشادة بالراحل جون ماكين الذي عمل لديه هاسيت مستشارا في حملته الانتخابية للرئاسة. دان كوتس كوتس رجل الدولة الأقدم في ولاية إنديانا، ويعمل مديرا للمخابرات الوطنية، يقترب من نهاية مشواره السياسي والعمل في القطاع الحكومي، وليس لديه الكثير كي يخسره إذا ما كتب مقالا وطرد من عمله. كما أن كوتس ربما وجد في نفسه الشجاعة للحديث، ولا سيما عقب الطريقة غير المعهودة التي انتقد فيها ترامب المجتمع المخابراتي بعد قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. مايك بومبيو تتساءل المجلة عما إذا كان بومبيو -الذي يعد من أكثر المقربين إلى ترامب ولاعبه الأساسي في ملف كوريا الشمالية- قد كتب هذا الانتقاد اللاذع لترامب. ولكنها تقول إن بومبيو ربما كان غاضبا من اعتقاد ترامب وأنصاره أن ثمة «دولة عميقة» تعمل ضد الرئيس، مشيرة إلى أن التصحيح للمقاومة الداخلية لترامب -كما وضحها الكاتب المجهول- هو «عمل الدولة الثابتة».

مشاركة :