استعدادا لسلسلة ثانية من العقوبات الأميركية التي ستطول القطاع النفطي الإيراني في نوفمبر المقبل، توقع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وقف جميع الدول وارداتها من النفط الخام الإيراني وإلا واجهت عقوبات. وقال بومبيو، خلال زيارته إلى الهند، من أجل «محادثات تفصيلية جدا» بشأن طلب واشنطن وقف واردات النفط الهندية من إيران كليا، إن دولا عدة قد تستغرق «قليلا من الوقت لتصفية» مشترياتها من نفط إيران. وأشار إلى أن ما يبعث على السرور أن نرى إمكانية إحلال منتجات أميركية محل النفط الإيراني، لافتاً إلى أن الهند ستشتري مزيدا من منتجات الطاقة والطائرات من الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة، معرباً عن إصرار بلاده على تصحيح العجز التجاري مع الهند. وقال مسؤول أميركي للصحافيين على هامش اجتماع وزراء الخارجية والدفاع من البلدين في العاصمة الهندية، «نطالب جميع شركائنا، وليس فقط الهند، بوقف واردات النفط من إيران تماما، وأنا متأكد من أن هذا سيكون جزءا من محادثاتنا مع الهند». في المقابل، عادت طهران إلى التصعيد والتهديد، حيث أعلنت المنظمة الايرانية للطاقة الذرية أمس، أن إيران ستبدأ في إنتاج اليورانيوم المخصب بمستويات أعلى من تلك التي كانت تنتجها في السابق في حال لم ينقذ الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية (ايريب) عن المتحدث باسم المنظمة بهروز كمالوندي قوله «لن نعود إلى مستويات (الإنتاج) السابقة في حال انسحب نظراؤنا من الاتفاق (النووي الموقع عام 2015)، بدلا من ذلك سنبلغ مستويات أعلى». وأضاف «نحن في مرحلة أكثر تقدما بكثير من (المرحلة التي كنا فيها) عندما وقعنا الاتفاق. البلد يتقدم في الأنشطة النووية بوتيرة جيدة». من جهة أخرى، أكد المرشد الأعلى في إيران علي الخامنئي، أمس، أن أعداء الشعب أطلقوا حربا اعلامية ودعائية بموازاة الحرب الاقتصادية بهدف بث اليأس والتشاؤم. واعتبر خامنئي خلال استقباله أعضاء مجلس خبراء القيادة، أن أهم مسؤولية للشعب والنخب في الظروف الحساسة الراهنة هي التحرك في مسار حفظ وتعميق انسجام الشعب مع الأجهزة الحكومية وتجنب خلق أجواء اليأس والاحباط والشعور بالوصول الى طريق مغلق، داعياً إلى أن تكون الانتقادات بهدف الاصلاح والخير. وشدد على ضرورة الوحدة والتلاحم الوطني وبلورة الرأي العام في هذا الاتجاه، معتبراً أن ايران تواجه حربا اقتصادية شاملة تدار من غرفة عمليات بدقة واهتمام تام الا انه الى جانب هذه الحرب هنالك ايضا حرب اعلامية ودعائية جارية تتم الغفلة عنها في غالب الاحيان. وأكد أن الحرب الاعلامية تسعى لإثارة الاضطراب واليأس والاحباط والشعور بالوصول الى طريق مغلق وجعل المواطنين متشائمين تجاه بعضهم البعض وتجاه الأجهزة المسؤولة وكذلك تهويل وتضخيم المشكلات الاقتصادية في أذهان المجتمع. وأضاف «لا يمكن التوقع من العدو سوى الدناءة، ولكن علينا ان نكون حذرين بحيث لا نساعد هذه الاجواء المثارة لتلويث اذهان الشعب». ومساء أول من أمس، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لا يستبعد لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أواخر سبتمبر الجاري، مع اتهامه طهران مرة أخرى بزعزعة استقرار الشرق الأوسط. ومن المقرر أن يترأس ترامب اجتماعا لمجلس الأمن حول إيران في 26 سبتمبر في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف تسليط الضوء على أنشطتها «المزعزعة للاستقرار» في جميع أنحاء العالم. وفي هذا الإطار، أصدرت ممثلیة ايران في الأمم المتحدة بیانا اعلنت فیه أن أمیركا بصفتها اكبر منتهك للقوانین الدولیة تستغل مجلس الامن للمضي بتنفیذ مشاریعها الاحادیة الجانب، كما اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ترامب بالتخطيط «لاستغلال» رئاسته جلسة لمجلس الأمن الدولي في انتقاد إيران.(طهران – أ ف ب، رويترز، فارس)
مشاركة :