عاد آسر ياسين إلى السينما من خلال شخصية «طه» في فيلم «تراب الماس» الذي استقبلته الصالات السينمائية أخيراً في موسم عيد الأضحى. في دردشته مع «الجريدة» يتحدث الفنان المصري عن الفيلم وكواليس تصويره، بالإضافة إلى الصعوبات التي واجهته في التعامل مع الشخصية. ما هو أصعب مشهد في دورك في «تراب الماس»؟ لا وجود لمشهد صعب وآخر سهل في «تراب الماس» لأن «طه» يحمل رسالة مهمة مفادها أن غياب العدالة سيحوِّل الدنيا إلى غابة. والتحولات التي يمرّ بها، بداية من طبيعته المسالمة مروراً بتحوله إلى قاتل، خصوصاً عقب وفاة والده، أمور لم تكن سهلة لأنني كنت أرغب في أن يتعاطف الجمهور مع الشخصية. هل تأثرت بالشخصية؟ بالتأكيد، حتى أنها لازمتني في منزلي، وتضررت عائلتي منها لأنها عاشت معي. وكنت حريصاً فور انتهاء التصوير على التخلص منها نفسياً كي لا تؤثر في حياتي، فبقيت مع عائلتي لوقت طويل لاستعيد حالتي الطبيعية. صرَّحت بطلة الفيلم منة شلبي أنها لم تقرأ الرواية واكتفت بالسيناريو، هل فعلت ذلك؟ رغم أنني عادة أقرأ روايات أحمد مراد فإنني لم أطالع «تراب الماس» تحديداً، وعندما رشحت للفيلم فكرت في قراءتها، لكنني اطلعت على السيناريو أولاً وتعلقت بـ«طه» بشدة. من ثم، قررت أن أكتفي بنص الفيلم كي لا يصيبني أي تشتت، خصوصاً أن ثمة اختلافات كبيرة في شخصيتي. هكذا كان السيناريو المرجع الأساسي بالنسبة إليّ وأرجأت قراءة الرواية إلى ما بعد عرض الفيلم. تحضير وتعاون كيف استعددت للدور؟ إلى جانب جلسات العمل مع المؤلف والمخرج، استلزم مني ذلك تعلّم العزف على الدرامز لأن الشخصية مرتبطة بها، إذ لم يكن من المنطقي أن أتعامل معها من دون إجادة هذه الآلة وهي الشيء الذي يخرج به طه من ضغوطه النفسية. تحدَّثت في لقاءات سابقة عن عملك بمعايير عالمية في التحضير للشخصيات، لكن البعض يعتبرها غير مناسبة للسوق السينمائية في مصر. لا تتطلّب المعايير سوى العمل على الشخصية والإلمام بمهاراتها على المستوى الشخصي، وهذا الأمر ليس صعباً ولكنه يستغرق بعض الوقت في التحضير. كما ذكرت، لم يكن من المنطقي أن تكون آلة الدرامز محورية في حياة طه فيما لا أجيد العزف عليها. وبالمناسبة، ممثلون كثيرون يفعلون ذلك داخل مصر وخارجها، وهذه ليست المرة الأولى التي أخوض فيها مجالاً جديداً من أجل شخصية، ففي فيلم «من ضهر راجل» تعلمت الملاكمة نظراً إلى ما تطلبه الدور مني. هل توافر الوقت للتحضير للشخصية؟ بالتأكيد. عملنا على التحضير لنحو عامين وهذا أمر يُحسب لفريق العمل لأن كل شخصية دُرست بشكل جيد كي تخرج بالصورة التي ترضينا جميعاً. هل أضفت إلى الشخصية في مرحلة التحضير؟ لم أتدخّل في السيناريو بأي شكل من الأشكال وكانت مناقشاتي مع المؤلف والمخرج عن تاريخ الشخصية وخلفياتها، ووافقا عليها. شخصياً، أرى أن أي جلسات حول العمل تضيف إليه وتسمح بتقديمه بما يتوافق مع الرؤية النهائية له. حدثنا عن تعاونك للمرة الأولى مع المخرج مروان حامد. مروان حامد أحد أفضل المخرجين السينمائيين، لديه بصمة خاصة تكشف أعماله كافة من دون أن تنتظر ظهور اسمه على الشارة، وهو جزء من نجاحي في تجسيد الشخصية في «تراب الماس» لأنه كان حريصاً من البداية على أن يكون إلى جانبي في رسم تفاصيلها والأحداث الخاصة بها قبل التصوير، وأتمنى أن يجمعنا عمل آخر قريباً. منافسة حول منافسة «تراب الماس» غيره من أفلام معروضة في موسم عيد الأضحى، يقول آسر ياسين: «للفيلم طبيعة تجارية من وجهة نظري المتواضعة، وكانت لدي ثقة في تحقيقه إيرادات جيدة في الصالات السينمائية رغم اختلافه عن غيره من أفلام مطروحة في الموسم نفسه». يتابع: «ثمة عوامل عدة أسهمت في تحقيق الفيلم إيرادات مهمة، بداية باعتماده على مجموعة كبيرة من النجوم، مروراً باقتباسه من رواية ناجحة، وصولاً إلى شغف الجمهور إلى معرفة الفارق بين الرواية والفيلم».
مشاركة :