رسمت القمة التاريخية التي عقدها سمو أمير البلاد مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الليلة قبل الماضية «خريطة طريق» لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة من جهة، وتحويل الشراكة الاستراتيجية بين الكويت وواشنطن إلى شراكة دائمة في مختلف المجالات. وعكست القمة التي جاءت في ظروف دقيقة تمر بها المنطقة عمق العلاقات التاريخية الراسخة الممتدة لأكثر من قرن من الزمان بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية. كما عكست في الوقت ذاته خصوصية العلاقة الحميمة التي تجمع سمو الأمير بالرئيس ترامب. دعوة رسمية ولعل ذلك ما تجسد في كلمات قائدي البلدين خلال مباحثاتهما، إذ أعرب سمو الأمير عن شكره وسعادته بلقاء ترامب للمرة الثالثة في عام واحد، بما يعكس العلاقة الجيدة التي تربطهما والثقة المتبادلة بينهما، وقد وجه سمو الأمير دعوة رسمية إلى الرئيس ترامب لزيارة الكويت واللقاء مجددا، لتوسيع أطر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. في المقابل، وصف الرئيس ترامب سمو الأمير بأنه «صديق خاص» تربطه به علاقة شخصية رائعة، واصفا الكويت بأنها «شريك عظيم» والعلاقات معها متميزة وقوية جدا. وإذ فتحت قمة سمو الأمير وترامب آفاقا اقتصادية واستثمارية واسعة، تجسدت في توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، ودعوة سمو الأمير للشركات الأميركية للمشاركة في تنفيذ مشاريع الكويت التنموية، شكلت القمة كذلك مناسبة لتجديد التحالف بين البلدين لإرساء قواعد السلام في المنطقة ودحض كل أشكال التطرف والإرهاب. ظروف المنطقة إلى ذلك، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن زيارة سمو الأمير الى واشنطن «في غاية الأهمية وتأتي في ظروف تمر بها المنطقة والعالم تقتضي التشاور مع أصدقائنا وحلفائنا». ووصف الخالد مباحثات سمو الأمير مع الرئيس ترامب بأنها كانت بناءة ومثمرة وتعكس عمق العلاقات الثنائية التي تمتد الى أكثر من 104 أعوام. وأوضح «ان المباحثات شملت العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الاميركية التي تمشي بالاتجاه المرسوم والمخطط لها وحسب البرنامج الزمني الموضوع لها». وأضاف ان هناك عددا من البرامج التي صاحبت زيارة سمو الأمير الى واشنطن ومنها التوقيع على مذكرات تفاهم بين البلدين في مجالات حيوية ومهمة من قبل الإدارة العامة للجمارك وهيئة الاتصالات ووزارة الداخلية، لافتا الى انها ستعزز بدورها من التعاون بين البلدين. وبالنسبة للقاء سمو الأمير مع رؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات الاميركية قال الخالد «انه يعكس تطلع هذه الشركات الى التعرف على البيئة التشريعية بالكويت وزيادة تواجدها في البلاد، وهذا ما أكده سمو الأمير في كلمته خلال اللقاء على توفر هذه البيئة التشريعية الملائمة وتطلعنا لتواجد أكبر للشركات الاميركية العاملة بالكويت». القضايا الإقليمية وحول المباحثات الثنائية الكويتية الاميركية أوضح انها تطرقت إلى أبرز القضايا الاقليمية، ومنها موضوع الخلاف الخليجي والعلاقة مع ايران والوضع في اليمن وسوريا وقضية السلام بالشرق الأوسط والوضع في ليبيا، وهي قضايا محل اهتمام من قبل الجانبين، اضافة الى موضوع التعاون في مواصلة الجهد الثنائي المشترك والدولي فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. وأضاف الخالد «كل هذه الأمور كانت فيها وجهات النظر تصب في معرفة أوضاع القضايا الاقليمية والدولية وكيفية التنسيق والتعاون بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع تواجد الكويت في مجلس الامن الدولي مما اضفى عليها مسؤوليات لمتابعة هذه الأمور في مجلس الامن». وختم الخالد بقوله «الحمد الله كل الأمور سارت في مساراتها الصحيحة ونتطلع للقاء قادم لحوار استراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة في الكويت قبل نهاية هذا العام لنستكمل فيه كل ما بحث في هذه القمة الكويتية ـ الاميركية».(كونا) شخصيات إعلامية وأكاديمية: زيارة ناجحة أكد عدد من الشخصيات الإعلامية والاكاديمية نجاح وأهمية زيارة أمير البلاد الى العاصمة الأميركية واشنطن. وقال وزير الاعلام الأسبق سامي النصف، أن سموه يحاول «إطفاء الحرائق» والتخفيف من حدة المواجهات في أغلب الأحيان، مشيرا الى حاجة الكويت لوجود حليف رابح معها. من جانبه، قال مدير معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي السفير عبدالعزيز الشارخ، إن الزيارة جاءت في إطار الابعاد الاستراتيجية بالنسبة للبلدين، معتبرا انها تمثل لبنة في صرح العلاقات الكبيرة بين البلدين. من جهتها، ثمنت استاذة الاعلام في جامعة الكويت د. فاطمة السالم، جهود امير البلاد الحثيثة في حل النزاعات، مؤكدة ان سموه اثبت طوال مسيرته أنه ليس فقط قائدا انسانيا، بل هو قائد للحكمة والرزانة والدبلوماسية، وليس فقط حاكما للكويت، انما هو حكيم العرب. بدوره، أثنى استاذ الاعلام في جامعة الكويت د. فواز العجمي، على نجاح زيارة سموه، مشيدا بالمواضيع التي طرحت ونوقشت مع الرئيس ترامب. تهنئة إي سواتيني بعث سمو أمير البلاد برقية تهنئة إلى الملك مسواتي الثالث ملك إي سواتيني بمناسبة العيد الوطني لبلاده، متمنيا له موفور الصحة والعافية وللبلد الصديق دوام التقدم والازدهار. وبعث سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك برقيتي تهنئة مماثلتين.(كونا) حققت الأهداف ثمن محافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود، نتائج زيارة سمو أمير البلاد إلى واشنطن. وقال في تصريح إنها عكست دور الكويت ومكانتها الخليجية، وحققت أهدافها، وفتحت آفاقاً طموحة لتعزيز التعاون في العديد من القضايا ومكافحة الإرهاب وزيادة التبادل التجاري بين البلدين. «التراث»: ندعم الجهود السامية وصف رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي طارق العيسى، ما يقوم به سمو أمير البلاد من جهود إنسانية كبيرة وإصلاح بين الدول، خصوصاً العربية والإسلامية، وما يقوم به هذه الأيام من جهود للإصلاح في زيارته الحالية للولايات المتحدة الأميركية بأنه من أعمال الخير التي عرف بها قائد الإنسانية. ودعا العيسى الله أن يوفق سموه في جهوده الخيرة، مجددا دعم جمعية إحياء التراث الإسلامي الكامل لسموه لما فيه صلاح بلدنا وأمتنا العربية والإسلامية، داعيا الجميع الى الالتفاف حول مساعي سموه. من جهة ثانية، قالت جمعية إحياء التراث ان أكثر من 5 آلاف شخص استفادوا من مشروع الأضاحي الذي نفذته الجمعية بالتعاون مع أمانة الأوقاف التي ساهمت فيه بمبلغ 50 ألف دينار. وقد بلغ عدد الأضاحي 1720 أضحية وزعت على المحتاجين في البلاد.
مشاركة :