القاهرة: «الخليج»يؤرخ متحف طه حسين الكائن بمنطقة الهرم في محافظة الجيزة المصرية، لحياة أحد رموز الثقافة والفكر في مصر، ويقدم للزائر صورة بانورامية عن حياة عميد الأدب العربي الراحل، ومقولته الخالدة «التعليم مثل الماء والهواء».ويكتسب المتحف أهميته، ليس فحسب بسبب معماره الفريد، وإنما بما تركه طه حسين، إلى جانب مكتبته الضخمة، التي تضم مختلف الكتب والمراجع التي صدرت منتصف القرن الماضي، باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية التي كان يجيدها عميد الأدب العربي، وتقدر بنحو سبعة آلاف كتاب ومرجع أدبي وفكري، من بينها نحو ثلاثة آلاف كتاب بلغات أجنبية.والمتحف الذي يعرف بين المصريين باسم «رامتان» هو فيللا من طابقين، عاش فيها العميد، قبل أن تحولها وزارة الثقافة منذ فترة إلى متحف تحيط به حديقة غناء من جهات ثلاث؛ حيث يضم الطابق الأول غرفة المكتب التي كان يجلس فيها طه حسين، إلى جانب جزء من مكتبته، التي تضم كتباً في مختلف ألوان المعرفة؛ إذ كان من المعروف عن العميد إلمامه بعدة لغات من بينها اليونانية واللاتينية إلى جانب الإنجليزية والفرنسية، فضلاً عن اللغة الفارسية، التي تعلمها على يد صهره الدكتور محمد حسن الزيات.وتضم المكتبة أكثر من 54 مؤلفاً للعميد، تتراوح ما بين الأدب والتاريخ والفلسفة، بعضها تمت ترجمته إلى الفرنسية والإنجليزية والفارسية والروسية، كما يضم الطابق الأول قاعة الاستقبال وهي إلى يسار المكتب، وتضم ركناً صغيراً يضم عدة مقاعد مصنوعة من الجلد، فيما يزين جدران القاعة جزء من كسوة الكعبة المشرفة، كان قد أهداها له المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله؛ عندما كان ولياً للعهد في العام 1954.ويضم المتحف غرفة للموسيقى، كانت هي المكان المفضل للعميد؛ إذ كان يجلس فيها بالساعات، يستمع إلى روائع الموسيقى العالمية؛ حيث كان يفضل دائماً سماع السيمفونيات الكلاسيكية؛ عبر جرامافون كان يديره بنفسه، ومن بينها السيمفونية التاسعة لشوبان إلى جانب أعمال باخ وموريس رافاييل وفيردي، وتضم الغرفة ركناً بسيطاً مصنوعاً من الخشب، ومكسواً بالقماش، فيما يزين جدرانها عدد من اللوحات الفنية لأشهر الرسامين في مصر حينذاك، ويضم الطابق الثاني غرفاً للنوم والمعيشة.خضع المتحف إلى عملية تطوير شاملة؛ بعد أن ظل مغلقاً لأعوام، قبل أن يتم افتتاحه مجدداً قبل نحو خمس سنوات، وقد شملت أعمال التطوير، وترميم التمثال الذي يمثل رأس طه حسين، وهو مصنوع من البرونز، ويتصدر حديقة البيت، وهو من عمل الفنان المصري عبدالقادر رزق، إلى جانب تخصيص غرفتين؛ واحدة للإدارة والأخرى لعرض بعض المقتنيات الخاصة بالعميد، والتي تتراوح ما بين الملابس والأوسمة التي حصل عليها محلياً وعربياً وأجنبياً، وفي مقدمتها قلادة النيل التي حصل عليها من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فضلاً عن عدد كبير من الميداليات التي حصل عليها في مناسبات عدة. ويضم الطابق الثاني من المتحف الغرفة التي كان يعيش فيها ابنه مؤنس، وحجرة زوجته سوزان، وتحتوي على ملحق صغير يضم حجرة صغيرة كان العميد يفضل الجلوس فيها؛ للتأمل والاستعداد للكتابة.
مشاركة :