تبادلت قوات لنظام السوري المدعومة بالطيران الروسي من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة، القصف العنيف، أمس، في محافظتي حماة وإدلب، فيما فرّ المئات من المدنيين من محافظة إدلب؛ خشية هجوم وشيك لقوات النظام، وبات مركز يتبع ل«الخوذ البيضاء»؛ (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة)، خارج الخدمة؛ جرّاء غارات على محافظة إدلب. واستهدفت قوات النظام مجدداً، أمس، بالمدفعية قرى وبلدات في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، ما تسبب بمقتل مدني، وإصابة ستة آخرين بجروح، وفق المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: إن «نحو 180 عائلة، أي ما يعادل قرابة ألف شخص» نزحوا منذ مساء الأربعاء من قراهم الواقعة جنوب شرقي إدلب نحو مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي المجاور، ومنطقة عفرين الواقعة على الحدود مع تركيا، وتسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة.وقال قائد ميداني يقاتل مع قوات النظام، إن «سلاح الجو السوري شن عدة غارات على مواقع «هيئة تحرير الشام»؛ (جبهة النصرة سابقاً) والفصائل المرتبطة بها في بلدات خربة الناقوس والمشيك وكفرزيتا بريف حماة الشمالي». وأكد أن «القوات الحكومية تكتفي حالياً بالقصف الجوي والمدفعي فقط، ولم تعمل على التقدم البري حالياً».من جانبه، قال قائد عسكري في «الجبهة الوطنية للتحرير» المعارضة: «شنت مقاتلات روسية غارات جوية على مدينة كفرزيتا، كما شنت طائرات حربية سورية من نوع «سوخوي 24» أربع غارات على بلدة التمانعة بريف حماة الشمالي؛ مخلفة قتلى وجرحى، ودماراً كبيراً طاول المناطق، التي استهدفتها، كما قصفت المقاتلات الحربية الروسية محيط بلدة تل عاس في ريف إدلب الجنوبي». وأكد القائد العسكري، أن «خطة القوات الحكومية في المرحلة الأولى من الهجوم؛ تشمل مدينة جسر الشغور وسهل الغاب على الجانب الغربي من أراضي المعارضة، وبلدات اللطامنة وخان شيخون ومعرة النعمان في جنوبها، وهذه المناطق هي خط القصف الجوي والمدفعي من القوات الحكومية والمقاتلات الروسية». وبالمقابل «ردت فصائل الجبهة الوطنية للتحرير على قصف القوات الحكومية؛ حيث قصفت بصواريخ من نوع أرض - أرض معسكر جورين، الذي يعد أكبر قاعدة للقوات الحكومية في ريف حماة الشمالي الغربي، كما قصفت أيضاً بالمدفعية الثقيلة قريتي المشيك والبحصة بريف حماة الغربي».من جهة أخرى، قال مصعب القدور، مدير مركز الدفاع المدني في بلدة التمانعة الواقعة جنوبي مدينة إدلب، إن عشرات القذائف والصواريخ استهدفت المركز، صباح أمس، أثناء وجوده مع فريق العمل داخله. وأوضح «عند توقف القصف أخلينا المركز بسرعة. وبعد ربع ساعة تم استهدافه بطائرات حربية.. ما أدى إلى خروجه من الخدمة». وأخرج العاملون في المركز وفق القدور «العدة منه قبل أن يستهدفه الطيران، وجميعنا بخير». وأعلن الدفاع المدني في حسابه على موقع «فيسبوك» أن «الغارات أدت إلى أضرار هائلة في مبنى المركز دون وقوع خسائر في صفوف المتطوعين». وقال عبدالرحمن: إن «الغارات الروسية استهدفت بلدة التمانعة، أمس، وأدت إلى تضرر مركز الدفاع المدني وخروجه من الخدمة» لافتاً إلى أن مركزاً مماثلاً بات خارج الخدمة قبل ثلاثة أسابيع في الريف الجنوبي. (وكالات)
مشاركة :