بغداد: «الخليج»، وكالات تجددت الاحتجاجات في البصرة جنوبي العراق، أمس، وتجمع الآلاف مجدداً أمام مقر المحافظة الذي تعرض لاحتراق جزئي، فيما جرى احراق مقرات حكومية وحزبية بينها مقر منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري وطعصائب اهل الحق» التي يتزعمها قيس الخزعلي المواليتين لايران، وتراجعت السلطات في بغداد عن فرض حظر للتجول كانت قد أعلنته في البصرة قبل بضع دقائق من دخوله حيز التنفيذ، في حين دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى جلسة برلمانية طارئة لبحث تطورات الأوضاع في البصرة وإيجاد حل جذري لها.وذكرت مصادر من الجيش والشرطة أن النار اشتعلت في مبنى الإدارة المحلية في محافظة البصرة عصر أمس. وكان رجال الإطفاء في المدينة يكافحون طوال الصباح النيران الناجمة عن قنابل الزجاجات الحارقة والمفرقعات التي ألقيت على المبنى، مقر السلطات الإقليمية. وقال علي سعد بينما كان قرب المقر: إن «الناس يحتجون والحكومة لا تهتم، فهي تعاملهم كمخربين. ليس هناك أي مخرب، الناس سئموا، لذا فإنهم يرمون الحجارة ويحرقون الإطارات لأن لا أحد يرد عليهم». أما أحمد كاظم، فقال «على الدولة الاستجابة لمطالب المحتجين حتى لا تتدهور الأوضاع. وأضاف «ما نحتاج إليه هو خدمات عامة، مياه وكهرباء ووظائف»، في أغنى مناطق العراق بالموارد النفطية. وكانت الاحتجاجات امتدت مساء الأربعاء إلى ميناء أم قصر، وأكد مسؤولون محليون أن المتظاهرين يواصلون إغلاق مدخل ميناء البضائع. وأضاف هؤلاء أنه جرى تعليق جميع العمليات في الميناء الذي يستقبل واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر إلى البلد الذي يعتمد بنسبة كبيرة على المواد الغذائية المستوردة.من جهة أخرى، أعلن قائد عمليات البصرة الفريق الركن جميل الشمري رفع حظر التجوال الذي تقرر في وقت سابق تطبيقه ابتداء من عصر أمس في عموم محافظة البصرة. ودعا الشمري «المواطنين كافة للتعاون مع الأجهزة الأمنية للحفاظ على أرواح الجميع والممتلكات العامة ». وكان من المفترض أن تدخل محافظة البصرة في إجراءات حظر تجوال شامل مفتوح على خلفية الاضطرابات الأمنية التي تشهدها المحافظة بعد أن هاجم متظاهرون غاضبون، الأبنية الحكومية وأحرقوا عدداً منها الليلة قبل الماضية.وتحدثت مصادر صحية وأمنية وحقوقية عن مقتل أحد المتظاهرين وإصابة 25 آخرين ليل الأربعاء/الخميس في مدينة البصرة في ثالث يوم من الاشتباكات العنيفة مع قوات الأمن. وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق مقتل تسعة أشخاص وإصابة 93 آخرين من المتظاهرين و18 جريحاً من القوات الأمنية خلال ستة أيام من المظاهرات في المحافظة.في غضون ذلك، دعا الزعيم الديني مقتدى الصدر، في بيان مجلس النواب إلى عقد جلسة علنية استثنائية وفي موعد أقصاه الأحد القادم من أجل التوصل إلى حل جذري للمشاكل الصحية ونقص الخدمات في البصرة. وأكد ضرورة حضور «كل من رئيس مجلس الوزراء ووزراء الداخلية والصحة والموارد المائية والإعمار والبلديات والكهرباء ومحافظ البصرة لوضع حلول جذرية، آنيّة ومستقبلية، في البصرة» التي دخل نحو 30 ألف شخص من سكانها إلى المستشفى بسبب تلوث المياه. وتابع «وإلاّ فعلى جميع من تقدم ذكرهم ترك مناصبهم فوراً وإن كانت ولايتهم منتهية». وأبدى رئيس الوزراء العراقي استعداده لحضور جلسة مجلس النواب مع الوزراء والمسؤولين المعنيين «لمناقشة أوضاع وحاجات محافظة البصرة العزيزة والإجراءات المتخذة لرفع المعاناة عن أهلها وتقديم أفضل الخدمات لهم».
مشاركة :