أبدا.. لن ننسى!

  • 9/7/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

اقترب موعد الانتخابات النيابية والبلدية لعام 2018 في البحرين، والتي ستكتُب فصلاً جديدًا في التجربة الديمقراطية البحرينية، التي على الرغم من حداثتها فإنها اتسمت بكثير من الوعي والنضج والتقدم المستمر. وتأتي هذه الانتخابات بعد أن نجح شعب البحرين في إفشال «المؤامرة الانقلابية» التي حاولت بعض الأطراف ذات الأجندات الطائفية المدعومة من إيران تنفيذها في البلاد عام 2011م. واليوم بعد أن نبذ المجتمع البحريني تلك الوجوه التي دأبت على تأزيم المشهد السياسي في البحرين، نلاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك بعض المحاولات البائسة التي تقوم بها تلك الوجوه لإعادة إحياء شعاراتهم وأفكارهم المتطرفة ولكن عبر عناصر من الصف الثاني والثالث للجمعيات السياسية المُنحَلَّة. واللافت للنظر أن هذه العناصر تطرح شعارات جوفاء ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب؛ فهم يرفعون لافتات تزعم أنهم نخبٌ جديدة تدعو إلى الحوار الوطني وغيره من العناوين والقضايا التي سبق أن غدروا بها بكل صلافة وخيلاء وغرور. نقول لهؤلاء: ليتكم كنتم حقا عقولاً جديدة، بغض النظر عما إذا كنتم من الصف الثاني أو حتى الخامس! لكن المشكلة الدائمة أنكم لستم أسياد أنفسكم فأنتم مازلتم تأكلون وتشربون وتنامون تحت «جبة» المرجعية! فلا استقلاليةً لديكم ولا حريةً في القول أو التفكير، ومن لا يملك إرادة حرة فلن يستطيع أن يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.. ولهذا؛ لن تكون لكم أي مصداقية على الإطلاق على خطى من سبقوكم. تصوروا -لا قدَّر الله- لو أن مخططكم الانقلابي الإرهابي الإجرامي عام 2011م قد نجح، لكان مصيرنا اليوم مثل سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن! والسؤال الكبير الذي يظل مطروحا هو: متى تفقهون؟! ومتى تعودون إلى رشدكم الفكري لتدركوا أنكم في واقع الأمر لستم أهلا للثقة أو المسؤولية؟ لقد استطاعت الدولة خلال السنوات السبع الماضية، بفضل جهود جبارة لمعظم أبناء هذا الشعب الأبي والمقيمين الأوفياء أيضا، أن تعيد الثقة العالمية في البحرين كدولة ومجتمع حضاري متفتح. وهذا الكلام ليس تعبيرًا إنشائيا، بل تؤكده التقارير الدولية الموثوقة ذات المصداقية، ومنها التقرير الذي ننشره في صدر هذه الصفحة اليوم لمؤسسة عالمية مرموقة، والذي تبوأت فيه البحرين المركز الأول على مستوى العالم من حيث تطلع الوافدين إلى العيش والعمل فيها متفوقة على بلدان العالم المتقدم، ولا نقول البلدان العربية والعالم الثالث. عليكم أن تتأملوا جيدًا في دلالات ومعاني هذا التقدير العالمي الكبير لمكانة البحرين ودورها الحضاري نتيجةَ ما تتمتع به من أمن وأمان وسياسات حضارية وتسامح أخلاقي. أتعلمون كيف وصلنا إلى هذه الدرجة الرفيعة من التقدير العالمي، بعد أن نشرتم أجواء الذعر والقلق والخوف في نفوس الصغار والكبار خلال سنوات الأزمة؟ لقد نجحنا في إعادة البحرين إلى مكانتها اللائقة بها بين الأمم لأننا نعمل بإخلاص من أجل هذا الوطن ونهضته وتقدمه، ولا نقول إلا الصدق والحقائق. فهل تريدون بعد كل هذا العودة من جديد إلى إفساد الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد عبر نشر الفوضى وإشاعة الشكوك لإبعاد الاستثمارات الخارجية؟! لقد آن الأوان لأن تدركوا أن هذه الأمة لن تقبل ولن تسمح لأصحاب الآيديولوجيات والأجندات المتطرفة بأن يكون لهم أيُّ دور في الحياة السياسية في البلاد. نقول ذلك لأن أمثال هؤلاء غير قادرين على الإسهام بشكل إيجابي في تطوّر المسيرة الديمقراطية. ألا يلاحظ هؤلاء الفارق الشاسع بين ما حققته البحرين من نمو اقتصادي واستقرار أمني قادر على جذب استثمارات خارجية كبيرة مكَّنت البحرين من الحفاظ على قوة اقتصادها وآفاقه الواعدة والمحافظة على قيمة الدينار البحريني في ثبات واستقرار رغم كل أجواء الأزمة، في حين أن الدولة التي وقفت وراء مخططهم الإرهابي الانقلابي شهدت انهيارًا كارثيا في قيمة عملتها النقدية إلى الدرجة التي بات شعبها يعاني من صعوبات شديدة في الحصول على قوت يومه! ولعل من المُضحك المُبكي أن نجد في البيان الذي أصدره هؤلاء أنهم يطالبون بتهيئة الأجواء لخلق مناخ سياسي تسوده روح التسامح والتعاون شبيه بأجواء فترة الميثاق الوطني! فهل تعتقدون أن الناس نسيت مواقفكم المزرية السابقة، أو أنها أصبحت بلا ذاكرة وطنية حتى تنخدع بمثل هذه الأقاويل والمزاعم مجددا؟! وختامًا، لعل من المهم أن أختم هذا الحديث بالتذكير بمثل إنجليزي معروف ينطوي على حكمة بليغة، إذ يقول: «إنني يمكن أن أسامح.. ولكن أبدًا لا يمكن أن أنسى»! إن ما ارتكبه أمثال هؤلاء من جرائم في حق الوطن لا يمكن أن تمحوه مجرد شعارات فارغة!

مشاركة :