لندن – أخيرا دخلت شركة مرسيدس سباق السيارات الكهربائية بالكشف عن أول سيارة كهربائية بالكامل، وبدأت بإنتاجها بالفعل على أن يتم طرحها في الأسواق في بداية العام المقبل. وعرضت مرسيدس سيارتها الجديدة من طراز إي.كيو.سي خلال مؤتمر لمصنعي السيارات في العاصمة السويدية ستوكهولم، لتعيد رسم خارطة توقعات المحللين بشأن مستقبل السيارات الكهربائية. ووصف مراقبون الكشف المفاجئ عن سيارة جاهزة لاقتحام الأسواق بعد أن سبق للشركة عرض سيارات اختبارية، بأنه خطوة جريئة لاعتلاء قمة سوق السيارات الكهربائية الفاخرة التي تهيمن عليها حاليا تسلا. ورجحوا أن تحدث مرسيدس انقلابا في سباق السيارات الكهربائية من خلال المواصفات العالية التي قدمتها في السيارة الجديدة وفئة المستخدمين التي تستهدفهم الشركة. وتعمل السيارة الجديدة “إي.كيو.سي” بمحركين كهربائيين الأول على المحور الأمامي والثاني على المحور الخلفي، وتصل طاقة المحركين معا إلى 300 كيلوواط، في حين يصل الحد الأقصى لشدة العزم إلى 756 نيوتن/متر. وتشير الأرقام الأولية الني كشفتها الشركة الألمانية إلى أن مدى السيارة يصل إلى أكثر من 450 كيلومترا قبل إعادة الشحن. وقالت مرسيدس إنها ستقوم بإنتاج السيارة في مصنعها في مدينة بريمن الألمانية على أن تبدأ بيعها في بداية العام المقبل. وسيتم دمج هذه السيارة في محفظة منتجات مرسيدس باعتبارها سيارة كهربائية كليا. 11 مليار يورو استثمارات شركة مرسيدس في توسيع طرازات إي.كيو وتطوير إنتاج البطاريات ويرى محللون إن السيارة الرياضية الجديدة المتعددة الاستخدامات (أس.يو.في) تمثل أول “هجوم جدي” للصناعة الألمانية على مواقع شركة تسلا الأميركية الناشئة، التي تتصدر سباق السيارات الكهربائية الفاخرة. وتوقعوا أن يتجه الكثير من عملاء المنتجات الفاخرة والشبان المتمكنون من استخدام التقنيات الحديثة على السواء، إلى سيارة مرسيدس، التي تتمتع برصيد كبير من ثقة مستخدمي السيارات الفارهة. وتقول مجموعة دايملر، التي تملك علامة مرسيدس بنز أنها تستهدف طرح عشرة طرز من السيارات الكهربائية بحلول عام 2022 الأمر الذي يكشف عن حجم الخطط التي تملكها الشركة لاقتحام قطاع السيارات الكهربائية. وأكد ديتر تسيتشه رئيس مجلس إدارة “دايملر” والرئيس التنفيذي لشركة “مرسيدس بنز كارز” أنه يأمل أن تشكل السيارة إي.كيو.سي وسيارات الشركة الكهربائية الأخرى ما بين 15 إلى 20 بالمئة من مبيعات المجموعة بحلول عام 2025. وتصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة كشف الشركات الألمانية عن سيارات لكهربائية، بالتزامن مع بدء تحول المستهلكين صوب تلك السيارات بأعداد كبيرة بعد تزايد الهواجس البيئية وإعلان الكثير من الدول عن خطط لمنع إنتاجها في المستقبل. كما تزايد الإقبال على شرائها نتيجة تقديم الكثير من الدول والمدن لحوافز تنظيمية تجعل امتلاكها أقل تكلفة وأيسر من تلك التي تعمل بالديزل والبنزين. ولا يوجد حتى الآن منافس حقيقي لتسلا وهو ما جعلها تصبح بسهولة المرشح الأوفر حظا لاقتحام السوق عندما أقنعت عملاءها الأوائل بدفع سعر أعلى لقاء سيارة كهربائية بالكامل تنتجها شركة كانت غير معروفة ولا تملك سجل جودة أو وكلاء للخدمة والدعم. في المقابل تملك مرسيدس وشركات صناعة السيارات الألمانية تاريخا يمتد إلى قرن من الزمان بعلامات تجارية متميزة وقاعدة من ملايين العملاء وتوشك طرازاتها الجديدة على غزو السوق في وقت تواجه فيها تسلا تساؤلات حول قدرتها على كسب المال وإدارة زيادة إنتاجها. 10 سيارات كهربائية ستطرحها مرسيدس بحلول 2022 ستمثل 20 بالمئة من مبيعاتها وأقر تسيتشه إن شركة تسلا ستكون منافسا قويا لمرسيدس والشركات الألمانية في سوق السيارات الكهربائية نظرا لأن الشركة كانت “ناجحة جدا في الشريحة السعرية التي تستهدفها”. لكنه أضاف أنه لا يعتبر أيا من الطرازات الثلاثة التي تنتجها تسلا حاليا منافسا مباشرا للسيارة إي.كيو.سي، التي قررت مرسيدس أن تبدأ بها نظرا لرواج الفئة الرياضية متعددة الاستخدامات بين العملاء خلال السنوات الأخيرة حيث تسجل معدلات نمو تفوق جميع أنواع السيارات الأخرى. ولم تقدم شركة مرسيدس أي تفاصل عن أحجام الإنتاج الأولية المستهدفة للسيارة الجديدة. وقالت الشركة إن السيارة الجديدة تستهلك نحو 22.2 كيلوواط/ساعة من الكهرباء لكل 100 كيلومتر، وهو ما يجعلها منافسا قويا مقارنة بالسيارات المتاحة في الأسواق. وأضافت أن قدرة بطارية الليثيوم في السيارة تصل إلى نحو 80 كيلوواط/ساعة، وبطبيعة الحال فإنها لا تصدر أي عوادم غازية كربونية على الإطلاق، وهو ما يؤهلها للحصول على أقصى الحوافز التنظيمية في الكثير من الدول. وأكد تسيتشه إن مجموعة دايملر دخلت مع طرح سيارة “إي.كيو.سي” مرحلة جديدة، لأنها أول سيارة أس.يو.في كهربائية سيتم طرحها في الأسواق. وأضاف أن السيارات الكهربائية ستكون عنصرا أساسيا في خارطة النقل في المستقبل. لذلك فإننا استثمرنا أكثر من 10 مليارات يورو في توسيع مجموعة طرازات إي.كيو وأكثر من مليار دولار في إنتاج البطاريات عالميا.
مشاركة :