تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي منذ سنة 2002م، وقد أمضى حتى الآن أكثر من 16 سنة أسيراً يناضل من داخل سجون الاحتلال، رغم عزله الانفرادي، وظروف اعتقاله القاسية، مدافعاً عن حقوق شعبه، وقد أصبح رمزاً بارزاً من رموز فلسطين والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال. وأخيراً، زارت المناضلة الفلسطينية فدوى البرغوثي زوجة مروان البرغوثي تونس، التقتها «اليمامة» وحاورتها حول عدة موضوعات، ونقلت إلينا أن معنويات مروان عالية جداً، وأنه لم يفقد الأمل، ما زال صامداً ومتمسكاً بالمقاومة والوحدة الوطنية الفلسطينية. ونوهت فدوى البرغوثي بالدعم الكبير الذي تقدمه المملكة للشعب الفلسطيني وبمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الواضحة والمشرفة في نصرة فلسطين والقدس.. معنويات قوية r مرت أكثر من 16 عاماً على اعتقال زوجك المناضل الكبير مروان البرغوثي قائد الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سنة 2002، فكيف وضعه حالياً؟ - رغم أنه في زنزانة العزل الانفرادي في سجون العدو، التي أمضى فيها إلى الآن نحو 11 سنة متواصلة، فإن المناضل مروان البرغوثي معنوياته قوية جداً وعالية، وما زال صامداً ولم ييأس، يتحدى جلاديه، ويصدر باستمرار التصريحات والبيانات والنداءات التي يحرض فيها شعبه الفلسطيني على مزيد من الصمود والصبر ومواصلة الكفاح والمقاومة، ويدعو إلى التمسك بوحدة كل الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية. وتعرف أن عزل مروان البرغوثي في سجن قرب «نتانيا» مع 120 مناضلاً آخرين من المعتقلين الفلسطينيين محاولة يائسة وفاشلة من سلطات الاحتلال لإبعاده عن الشعب الفلسطيني وبقية الأسرى؛ لأن تأثير مروان فيهم وفي الشارع الفلسطيني يكبر يوماً بعد يوم. ممنوعون من زيارته r باعتبارك زوجته هل تزورين مروان في معتقله؟ - الإسرائيليون ينقلون مروان من سجن إلى سجن، ولا يتركونه في سجن واحد، وعائلته ممنوعة من زيارته بعد إضراب الحرية والكرامة الشهير الذي خاضه الأسرى، وقد عومل فيه هؤلاء الأسرى الأبطال بكل قسوة ووحشية من قبل الاحتلال الغاشم، وشخصياً أصدر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي قراراً تعسفياً بمنعي من زيارة زوجي المناضل مروان من عام 2017 إلى 2019م من دون أن يعود إلى المحاكم. كذلك أبنائي لم يروا والدهم منذ أكثر من أربعة أعوام، ورغم ذلك تأتينا أخباره عن طريق محاميه ورسائله إلينا، وهي أخبار مطمئنة عن صحته، والحمد لله فإن معنوياته مرتفعة جداً. حملات تضامنية دولية r هل هناك أمل في إطلاق سراح مروان البرغوثي قريباً؟ - نحن لا نفقد الأمل أبداً مثله، رغم أن الاحتلال حكم عليه بالمؤبد خمس مرات. نحن نقوم بحملات دولية واسعة لتحرير مروان وكذلك غيره من الأسرى. وبالمناسبة نشكر ونحيي كل المشاركين في هذه الحملات والمتضامنين مع قضية مروان في العالم أجمع والمطالبين بإطلاق سراحه. الوحدة الوطنية الفلسطينية r ماذا يشغل مروان في زنزانته في المقام الأول؟ - مروان يفكر دائماً في ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية الفلسطينية، ويوصي باستمرار بالعمل على تجنب الانقسامات بين الفلسطينيين، التي لا تخدم فلسطين وشعبها وقضيتها، ورغم ظروف الاعتقال القاسي لم يفقد مروان الأمل والتفاؤل وإيمانه بالنصر مهما طال اعتقاله. ابتزاز سياسي r ما رأيك في قرار ترامب إلغاء أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات الأميركية عن الشعب الفلسطيني؟ - إنه تصرف غير أخلاقي لن يجعل الفلسطينيين يتخلون عن سيادتهم وكرامتهم وحريتهم وقرارهم الوطني.. وهذا القرار الظالم والخاطئ ابتزاز سياسي يدخل ضمن الضغوط السياسية التي تمارس على شعبنا من قبل الإدارة الأميركية في إطار سلسلة من الضغوط المجحفة على الشعب الفلسطيني بعد قرار ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. دور عظيم جداً r في نظرك، ما دور المملكة في خدمة القضية الفلسطينية؟ - بلا شك إنه دور عظيم جداً، لم يتوقف، مادياً ومعنوياً وسياسياً ودبلوماسيًا.. ولم ينقطع الدعم السعودي عن الشعب الفلسطيني يوماً.. وإن مواقف المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واضحة ومشرفة في نصرة فلسطين والقدس، فهما يستحقان من كل شعبنا التقدير والشكر والتحية.