أظهرت دارسة أجريت على نطاق واسع أن الأشخاص الذين يحرصون على تناول الحبوب الكاملة من أي نوع كل يوم يصبحون أقل عرضة للإصابة بمرض السكر النمط الثاني.وأوضح الباحثون، أن الأشخاص الذين يتجنبون تناول الحبوب الكاملة من خلال اتباع نظام غذائى منخفض الكربوهيدرات ظنا منهم أنه يساعدهم على خفض الوزن، قد يعملون على زيادة فرص إصابتهم بمرض السكر النمط الثاني.فقد درس العلماء في جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في جوتنبرج، السويد، البيانات المتعلقة بالصحة لعشرات الآلاف من الناس على مدى سنوات عديدة لفهم كيف يؤثر تناول الحبوب الكاملة على خطر إصابة الشخص بالنوع الثاني من داء السكر.ويقولون إن الدراسات السابقة كانت تنظر في المقام الأول إلى استهلاك نوع واحد من الحبوب، وهو القمح، مقترحة أنه قد يكون ذلك له دور وقائي ضد مرض السكر.ومع ذلك، أراد فريق البحث معرفة ما إذا كانت الأنواع المختلفة من الحبوب الكاملة سيكون لها أيضًا تأثيرات مشابهة.. فمعظم الدراسات شبيهة بكونها أجريت في السابق في الولايات المتحدة، حيث يحصل الناس بشكل رئيسي على الحبوب الكاملة من القمح.وقال الباحثون السويديون: "أردنا معرفة ما إذا كان هناك فرق بين الحبوب المختلفة.. لأنها تحتوي على أنواع مختلفة من الألياف الغذائية والمواد النشطة بيولوجيا، والتي ثبت أنها تؤثر على عوامل الخطر لمرض السكر النمط الثانى".. ومع ذلك، ذكر الباحثون- في دراسة نشرت في مجلة التغذية- أن جميع الحبوب الكاملة التي تؤكل عادة تبدو لها نفس التأثير الوقائي الإيجابي.عمل الباحثون مع البيانات التي تم جمعها من 55،465 مشاركًا من خلال الدراسة الدوائية والحميات الغذائية، والسرطان، والصحة.. كان جميع المشاركين تتراوح أعمارهم بين 50 و65 سنة، ولا يعانون من الإصابة بمرض السكر النمط الثانى فى الأساس، ليتم متابعتهم لفترة متوسطة من 15 سنة.. وعندما انضموا إلى الدراسة، قاموا بملء النماذج التي قدموا فيها تفاصيل عن عاداتهم الغذائية، والتي شملت عدد الحبوب الكاملة - مثل القمح والشوفان - التي كانوا يأكلونها كل يوم.وأشار المشاركون أيضًا إلى أنواع منتجات الحبوب الكاملة التي يستهلكونها، مثل الشعير وغيره من أنواع الحبوب الكاملة، وعصيدة الشوفان.وكشف الباحثون أن تناول أي نوع من الحبوب الكاملة على أساس يومي يبدو أنه يحافظ على مرض السكر من النوع الثاني، ومع ذلك فإن أولئك الذين أبلغوا عن استهلاك معظم الحبوب الكاملة كل يوم - بواقع 50 جرامًا على الأقل يوميًا، أو حوالي جزء واحد من عصيدة الشوفان وشريحة واحدة من خبز الحبوب الكاملة - كان لديهم أقل خطر للإصابة بمرض السكر.وأوضح الباحثون أنه كلما قل حجم الحبوب التي يتناولها المشاركون كل يوم زادت مخاطر الإصابة بمرض السكر، ومن بين أولئك الذين تناولوا الحبوب الكاملة كل يوم، كان خطر الإصابة بالسكر أقل بنسبة 22% بالنسبة للنساء و34% بالنسبة للرجال، مقارنة بالأفراد الذين أبلغوا عن تناول أقل كمية من الحبوب الكاملة.