ألقى فضيلة الشيخ الدكتور / عبدالباري بن عواض الثبيتي – إمام وخطيب المسجد النبوي – خطبة الجمعة اليوم – حيث ذكر أن نعم الله على عباده كثيرة إن عدها عبد أعجزه إحصاؤها واستحال عليه حصرها والإسلام أعظم النعم الإلهية . وأكد فضيلته أن الطريق إلى الله هي واحدة جامعة لكل ما يرضي الله وأن في تنوع الفرائض والواجبات من العبادات اختبار وابتلاء للمؤمن على غلبته لهواه وصدقه في السعي لمرضاة الله فانتقال العبد من عبادة إلى أخرى بحسب وقت كل منها دليل على أنه عبد حقيقي لله غرضه تتبع مرضاة الله . وأوضح فضيلته تتنوع العبادات بمقاصدها فتحقق كل عبادة منها حكمة ربانية ومقصداً تربوياً ففي الصلاة قال الله تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ، وفي الزكاة قال الله تعالى :- ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) ، وفي الصيام قال تعالى :- ( لعلكم تتقون ) , وفي الحج قال تعالى :- ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) . وتابع فضيلته تتنوع العبادات بمناسكها وطرق أدائها فمن عجز بمرض أو سفر أو فقر أو ضعف عن عبادة وجد أجره في رخصة وعبادة أخرى رعاية لظروف المكلفين ورفعاً للحرج عنهم وتيسيراً لهم قال الله تعالى :- ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) , ومن الأحاديث العظيمة التي تدل على سعة رحمة الله وفضله ومراعاة أحوال المكلفين :- ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما ) . وقال فضيلته أن الإسلام راعى أحوال المكلفين من النساء حيث تعجز المرأة عن القيام ببعض أعمال الرجال فرتب على أعمالهن أجراً عظيماً تقديراً لدورهن وقيمة أعمالهن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) . وذكر فضيلته تتنوع العبادات بفضائلها فتزيد كل عبادة في صحائف أعمال المسلم سجلاً من الخير وفيضاً من الثواب والأجر الجزيل منها ما يؤدي إلى محو الذنوب والخطايا عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيُحسن وضوؤها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله ) . وأكد فضيلته أن في تنوع العبادات مدافعة لبواعث السآمة والملل ويعطي للنفس نشاطاً ويجعل المسلم يستشعر المتعة واللذة في العبادة، وأن هناك عبادات فردية لها فضل وفيها حكم فهي تقوي الصلة بالله وتربي على الإخلاص والبعد عن الرياء وتزيد صفاء الروح والأنس بالله، قال الحسن البصري حينما سئل: ما بال أهل الليل على وجوههم نور ؟ قال : لأنهم خلوا بربهم فألبسهم من نوره سبحانه وتعالى . وفي الخطبة الثانية قال فضيلته وكما عظمت العبادات الفردية فإن للعبادات التي يجتمع في أدائها المسلمون كالصلاة والحج وغيرهما مقاصد لا تخفى منها: التودد والتحاب ومعرفة أحوال بعضهم لبعض وإظهار عز المسلمين وتعليم الجاهل . واختتم فضيلته الخطبة قائلاً وإذا علم المسلم وأدرك عظيم نعمة تنوع العبادات لزمه أن يشكر ربه عليها وشكر كل نعمه استعمالها عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ) – .
مشاركة :