ترامب لمناصريه: إذا تم عزلي فالذنب ذنبكم

  • 9/7/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وسط حديث عن «غليان» في البيت الأبيض، تحاول الإدارة الأميركية تحديد هوية «الجبان» الذي كتب مقالا من دون توقيع، ندّد فيه بسلوك خطير ومزعج للرئيس دونالد ترامب. وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تحت عنوان «أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب»، روى عضو في الإدارة الأميركية كيف يجهد مع آخرين للتصدي من الداخل لأسوأ «شطحات» رئيس ذي نزعة قيادية «تافهة» و«متهورة» و«غير فعالة». وبعدما أشار ترامب، الاربعاء، الى «خيانة» محتملة، عاد صباح الخميس، ليسخر من سلوك يمارسه «اليسار» وبـ«إعلام الأخبار الكاذبة». وفي حدث نادر، نددت ميلانيا ترامب، بقوة في رد مكتوب عبر قناة «سي إن إن» بتكتّم كاتب المقال على هويته، وخاطبته، قائلة: «انت لا تحمي هذه البلاد بل تخربها بأفعال جبانة». وأثار النشر الملتبس لهذه الشهادة، غداة نشر مقاطع من كتاب عن ترامب، ألّفه الصحافي الاستقصائي بوب ودوورد، الكثير من الأسئلة في واشنطن وخارجها. هل توجد سابقة تاريخية؟ دأب كبار المسؤولين على معارضة رؤسائهم منذ أيام الرئيس جورج واشنطن. لكن ما يجعل الوضع هنا مختلفا هو ما جاء في المقال عن مستوى العمل الذي يقوم به مساعدو الرئيس لإحباط اجندته، والمنصة الاعلامية الواسعة الانتشار التي نشرت فيها هذه الرسالة. ويقول جميس ثيربر، استاذ شؤون الحكومات والدراسات الرئاسية في الجامعة الأميركية: «لا توجد سابقة لهذا في تاريخ الولايات المتحدة». ولكن هناك على الأقل بعض الامثلة المشابهة، بينها حادث في 2013 عندما استخدم مسؤول حساب توتير مجهول لانتقاد مساعدي الرئيس السابق باراك اوباما. وتم القبض على ذلك الشخص وإقالته لاحقا. وتبين أنه خبير في مجلس الامن القومي، ولكن من مستوى متوسط، وليس «مسؤولا بارزا» كذلك الذي قالت «نيويورك تايمز» إنه كتب المقال. هل هناك أزمة دستورية؟ قال جون كيري، وزير الخارجية السابق في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، إن المقال هو تأكيد آخر على أن رئاسة ترامب «خرجت عن المسار الصحيح.. هذه أزمة دستورية حقيقية». إلا أن الخبراء أعربوا عن تشككهم في حدوث أزمة. وقال ثيربر: «هذه أزمة مستمرة في السياسة والقيادة.. لكنها ليست أزمة دستورية بعد». كيف سيؤثر ذلك على ترامب؟ من غير المرجح أن يؤدي المقال إلى التحقيق مع ترامب أمام الكونغرس بهدف عزله، ولكن لا أحد يعتبر هذا المقال مؤشراً جيداً. فرغم أن المقال وكتاب ودوورد أحدثا اضطرابا في البيت الأبيض، إلا أن مساعدي ترامب المقرّبين سارعوا إلى نجدته. ونفى أكثر من 10 من كبار مسؤولي الادارة كتابة المقال. وقال ثيربر إنه يعتقد أنه لن يتم استخدام التعديل 25 ضد ترامب. وأضاف: «لن يكون لهذا تأثير كبير على ترامب، ولكنه سيزيد من تقويض الثقة في رئاسته هنا في الولايات المتحدة وفي العالم أجمع». تجمّع انتخابي وأمس، قال ترامب لمؤيديه إنه يتوقف عليهم ما إذا كان الديموقراطيون سينجحون في عزله بعد الانتخابات النصفية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل. وأمام حشد من مؤيديه في مدينة بيلينغس بولاية مونتانا، أشار ترامب إلى أنهم سيكونون مسؤولين عن عزله المحتمل، قائلا: «عدم مشاركتكم في التصويت (في انتخابات الكونغرس النصفية) هو السبيل الوحيد إلى ذلك (عزله)». وأكد على الأهمية القصوى للانتخابات النصفية المقبلة، موضحا أن الحديث لا يدور عن التصويت للمسؤولين فقط، بل عن تحديد الحزب الذي سيحصل على الأكثرية في الكونغرس، متهما الديموقراطيين بالسعي إلى عزله، على الرغم من «إنجازاته الرائعة». ولاحقا، أثناء فعالية، دعما للمرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ مات روزنديل، حذّر ترامب من أن الولايات المتحدة ستتحول إلى «دولة من دول العالم الثالث» في حال عزله عن الحكم، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستمثّل سابقة خطيرة في سحب الثقة من رئيس الدولة المنتمي إلى حزب الأقلية (في حالة حصول الديموقراطيين على الأكثرية) في الكونغرس. ويتحدث العديد من المرشحين عن الحزب الديموقراطي إلى الكونغرس، عن سعيهم إلى عزل رئيس البلاد، في ظل اعتراف محاميه السابق مايكل كوهين، أمام القضاء بأنه فوّضه عام 2016 بدفع مبالغ مالية من ميزانية حملته الانتخابية إلى امرأتين مقابل التزامهما الصمت حول علاقاتهما الجنسية معه. (رويترز، أ ف ب، الأناضول، سي إن إن)

مشاركة :