بعد انتهاء الإجازة الصيفية التي امتدت إلى أكثر من شهرين، إذ اختلف الطلبة بمراحلهم الدراسية في الاستمتاع بها، فمنهم من قضاها في السفر إلى بعض البلدان السياحية، وبعضهم قضوها في الرحلات والطلعات الداخلية، والبعض الآخر قضاها في السهر طوال الليل حتى بزوغ الصباح مع المواقع الإلكترونية، والنوم طوال النهار، من دون أن يستفيد منها في تثقيف نفسه، وقليل منهم من التحقوا ببرامج تثقيفية وتوعوية وترفيهية، واكتسبوا خلالها الكثير من المعلومات الثقافية وبعض المهارات العملية، وفي اعتقادهم أن هذه البرامج تعينهم وتساعدهم على فهم القيمة الحقيقية للعلم. المهم أن جميع الفئات من الطلبة والطالبات سيعودون إلى مقاعدهم، وكلهم يتمنون أن يحققوا النجاح الباهر، ولا أحد منهم يتمنى الفشل وتحقيق الرسوب، ولكن من الناحية السلوكية نجد عددا لا يستهان به من الطلبة والطالبات لا يعملون من أجل النجاح، تراهم يتأخرون طوال العام الدراسي عن الطابور الصباحي الذي يعد الحلقة المهمة في اليوم الدراسي، ففيه تقدم البرامج الثقافية، وفيه يتعلم الطالب الانضباط والأخلاقيات الحسنة، وفيه يستمع إلى التعليمات التربوية والتعليمية، وفيه يتعلم الطالب كيفية احترام الوطن وتقديره. وترى البعض منهم يتأخر حتى عن حضور الحصة الأولى، والبعض الآخر منهم يوجدون الفوضى في المدرسة وفي فصولهم ويحرمون أقرانهم الطلبة من الاستفادة من الدروس التي يقدمها معلموهم، ولا يحاولون المشاركة في أي فعالية في المدرسة، وغير هذا وذاك أنهم لا يعطون لأنفسهم فرصة لاستعياب دروسهم كما يجب. على الإدارات المدرسية والهيئات التعليمية أن تعمل خطة تربوية تعليمية شاملة، يكون من ضمنها تشجيع الطالب وتحفيزه على الانضباط في الحضور الصباحي أولا، وعدم التخلف عن الطابور الصباحي ثانيا، وهذا يحتاج منها أن تغيّر من الحالة النمطية التي نراها في الكثير من المدارس في برامجها الصباحية، بالتنوع في البرامج وعدم الرتابة في تقديمها، ومشاركة الطلبة في إعداد وتقديم البرامج، فخمسة أيام، من الأحد إلى يوم الخميس، يجب أن تكون برامجها ذات جودة عالية وغير مملة. إن إشراك جميع الطلبة والطالبات بشكل مباشر وغير مباشر في إنجاح الطابور الصباحي ليس بالأمر الصعب، ولا بد من عمل دورات مكثفة لمجموعات من الطلبة في فن الخطابة، لكي يتمكنوا من تحفيز زملائهم الطلبة على الإصغاء إليهم والتفاعل معهم طوال زمن الطابور، فالإدارات والمجالس الإدارية في المدارس باستطاعتها القيام بعمل جبار في هذا المجال، ولو أرادت جذب طلابها وطالباتها إلى الطابور الصباحي ستستطيع بكل سهولة، في حال شعر الطالب بأهمية حضوره إلى الطابور الصباحي، لن يتردد في الحضور مبكرا. يجب أن تتعامل إدارات المدارس ومجالسها الإدارية مع الطابور الصباحي بأنه حلقة مهمة في العملية التعليمية التعلمية، وليس فقرة روتينة تشغل الزمن المخصص لها من دون فائدة تذكر. إذا ما نجحت المدارس في هذا المجال، تلقائيا لن يكون هناك طلاب يتأخرون عن حضور الحصة الأولى. في الأعوام الثلاثة الأخيرة رأينا بعض المدارس في المرحلتين، الابتدائية والإعدادية، تستقبل طلابها وطالباتها بالورود وبالتحيات والكلمات الجميلة، وهذا السلوك نتنمى أن نجده في كل مدارس مملكة البحرين هذا العام، ليترك أثرا طبيبا في نفوس الطلبة والطالبات طوال الفصل الدراسي الأول. ليس معنى ذلك أن أولياء الأمور ليس لهم دور في العملية التعليمية التعلمية، فهم ركيزة أساسية في التعليم، ودونهم يحدث إرباك في العملية التعليمية، فبحضورهم الفاعل ينضبط الطلبة والطالبات أخلاقيا وسلوكيا وتعليميا، ويرتفع مستوى التحصيل لديهم، وينحسر التأخير عن حضور المدارس بنسبة كبيرة، وبهم تحترم الإدارات المدرسية والهيئات التعليمية وتقدر من قبل أبنائهم الطلبة والطالبات، وبهم يتحفز الأبناء لتنمية قدراتهم ومهاراتهم التعليمية. أملنا أن نجد جميع طلبتنا وطالباتنا في مدارس البحرين، من خيرة طلبة وطالبات العالم في تفوقهم وتميزهم الدراسي والأخلاقي، وأن يكونوا المثل الأسمى في طلب العلم والتفوق، إقليميا وعربيا وعالميا، ليس ما نتمناه خياليا أو استحالة تحقيقه، فهو ممكن الحدوث إذا ما تكاتفت كل الجهود الخيرة، المتمثلة في الإدارات التعليمية، والإدارات المدرسية والهيئات التعليمية، وأولياء الأمور، والطلبة والطالبات، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات التجارية والتعليمية.
مشاركة :