هل الحوار المزمع عقده في جنيف بين الشرعية والانقلابيين الذين أعطاهم المبعوث الأممي لليمن (غريفيت) اسما جديدا هو (القيادة السياسية المشتركة في صنعاء)، وهو كالاسم الذي أطلقته منظومته الأممية العوراء في تقريرها الأخير، إذ أطلقت اسم قائد الثورة على الإرهابي (عبدالملك الحوثي)، فأي حوار يرتجى تشرف عليه منظمة الأمم المتحدة التي تساوي الضحية بالجلاد وتعطي الاسماء التي تعد أوسمة و(نياشين) على صدور الإرهابيين؟ إن انقلاب الحوثي الذي أطلقت عليه منظمة الأمم المتحدة (ثورة)، هو انقلاب باسم ثورة، مرتكز على البعد الطائفي المقيت والانصياع لولاية الفقيه، كما أن جرائم الحوثي في اليمن التي لا تقل فضاعة عن جرائم داعش والقاعدة، فهي منظمة إرهابية شعارها الموت والقتل والخراب وتفجير المنازل والمساجد والمعاهد ودور العلم، لكن للأسف أن الأمم المتحدة أعطت صفة الشرعية لكل تلك الجرائم التي ارتكبتها في اليمن ولم تتطرق إليها في تقاريرها التي تصدرها، فأي حوار ينتظره اليمنيون الذي هو في حقيقته حوار من أجل الحوار ليس إلا؟! فهو حوار الطرشان الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، بل هو محاول من المبعوث الأممي غريفيت أن يثبت أنه استطاع إحداث تقدم في ملف المفاوضات الذي توقفت في عهد سلفه (ولد الشيخ) وبقي الصراع على حاله لم يراوح مكانه، بل زاد تفاقم الأزمة وأطال أمد الحرب ومعاناة الشعب اليمني الذي أصبح على شفا جرف هار ومجاعة وانهيار تام لما تبقى من معالم لهيكل الجمهورية اليمنية التي تتهالك يوما بعد يوم بوتيرة متسارعة، في ظل تردي الحالة الاقتصادية وانهيار العملة. فأي حوار يريده (غريفيت) ومنظمته الأممية التي ما فتئت تصدر تقاريرها العوراء التي لا ترى جرائم الحوثيين في حق الشعب اليمني منذ العام 2004 عندما شنت أولى حروبها السبعة العبثية التي آخرها الانقلاب على الشرعية وتدمير اليمن وإنهاء ملامح الدولة ذات القومية العربية، وتحويلها إلى مقاطعة أو محافظة إيرانية تنفذ أجندات الولي الفقيه في قم وتكون عبارة عن خنجر إيران المزروع في خاصرة الخليج العربي، بالإضافة إلى خطر تهديد جماعة الحوثي الإرهابية للمنطقة وأمنها وعلى الأمن والسلم الدوليين، من خلال استهداف خطوط الملاحة والتجارة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر واستهداف السفن التجارية، خصوصا سفن النفط السعودية التي تتخذ من مضيق باب المندب ممرا مائيا دوليا. بالإضافة إلى جرائم الحوثي بحق المدنين وتجنيد الأطفال واستخدام الأسلحة البلستية التي تهدد دول الجوار، والمنطقة واستخدام المدنيين دروعا بشرية من خلال وضع الأسلحة ومنصات الصواريخ داخل المدن والأحياء السكنية المكتظة بالسكان، ما يعرضهم للخطر في أثناء استهداف تلك الأماكن من قبل الجيش اليمني والتحالف العربي، فأي حوار يرتجى مع جماعة إرهابية لا تؤمن إلا بالقتل والتدمير ولا تعترف بأي مرجعية سياسية؟!
مشاركة :