قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة أمس إنه بعد أيام يبدأ العام الدراسي الجديد وتدب الحياة في المدارس، وتعود عجلة التربية والتعليم في الحركة بعد الإجازة الصيفية، فتستنفر وزارة التربية والتعليم كل جهودها وطاقاتها استقبالا للطلبة والطالبات في مدارسهم لينهلوا من العلم والمعرفة، وفي المقابل استنفار عند الأبناء والأمهات والآباء في البيوت، واستنفار آخر في المجمعات والأسواق طلبا لحاجيات المدارس ولوازمها، كل ذلك وغيره من أجل رفع مستوى المجتمع ورقيه، ورفده بالطاقات الشبابية المدركة أهمية الدراسة والتعلم والمعرفة، وهذا الحديث يتكرر كل عام لما للتعليم من أهمية في بناء الشعوب والمجتمعات. أيها الإخوة المدراء والمربون، اعلموا أنكم بيت القصيد ومحط الركب، أنتم البيت الثاني بعد الأسرة، وأنتم بداية السلم للعمل والوظيفة وخدمة المجتمع، اعلموا أنكم أكثر الناس التصاقا بالطلبة من آبائهم وأمهاتهم، فأنتم القدوة والمثل الأعلى، ينظر الطلاب إلى شخوصكم، ويصغون إلى أقوالكم، ويقتدون بأفعالكم، أنتم ممن يفضي الطلاب إليهم مشاكلهم وهمومهم، ويتلمسون منكم الحلول والمخارج، فقد جاء عن نبيكم محمد: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) [مسلم]، فعملكم رسالة وشخصكم قدوة في القول والعمل والمظهر، فعليكم بالتقوى في القول والعمل، ثم الاجتهاد في أداء المهمة بكل إخلاص وتفان، واعلموا - رعاكم الله - أن من المدراء والمعلمين من تبقى ذكراه في أذهان تلاميذه مهما طال الزمن، فكن ممن إذا حضروا ذكروا بخير، وإذا غابوا ذكروا بخير، وإذا ماتوا ذكروا بخير، قال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات) [المجادلة: 11]. رسالة إلى طلبة المدارس، اعلموا –وفقكم الله- أن كل الجهود التي تبذلها الحكومة من خلال وزارة التربية والتعليم كلها من أجلك، جهودا مالية وطاقات بشرية ومدارس ومناهج ومواصلات وخدمات، كل ذلك وغيره من أجلكم أنتم وحدكم، فكونوا على قدر تلك الجهود، واحذروا من رفقاء السوء وأعداء التعليم، ولا تنسوا دور الآباء والأمهات في وقوفهم معكم، فلهما الفضل بعد الله تعالى في وجودكم في هذه الدنيا وترقيكم في مسالكها، فقبلوا رؤوسهم صباحا مساء، وسلوهم الدعاء والرضا، فهما من أبواب الجنة والطريق إلى رضا رب العالمين. ورسالة صغيرة للآباء: اعلموا أن تعليم الأبناء لا يقف عن إدخالهم المدارس ولكن يجب المتابعة الحثيثة والمراقبة اللصيقة، ثم التواصل مع الإدارات المدرسية لمتابعة مستوى الأبناء، ومن المؤسف أن هناك صنفا من الآباء لا يعير الدعوات المدرسية اهتماما، لذا يجب أن يعي الآباء أهمية ومساعدة المدارس على تأدية دورهم على الوجه الأكمل. عباد الله، اعلموا أن أعداء هذا الوطن في الداخل والخارج يستهدفون قطاع التربية والتعليم بنشر الأكاذيب والأراجيف، كل ذلك من أجل إيقاف العملية التعليمية وتشويه صور المجتمع، لذا كم هو جميل أن نستذكر بدايات التعليم في البحرين والذي انطلق قبل مائة عام، وبالتحديد في عام 1919م من مدرسة الهداية الخليفية، وكيف أسهم التعليم في رقي وتقدم هذا الوطن، فكل الشكر والتقدير للمؤسسين الأوائل-رحمهم الله جميعاً- من وضع الحجارة ورفع البنيان، ومن صنع العقول والإفهام، فالشكر لكل معلم ومدرس وموجه ومدير ووزير عمل في هذا الرياض الحضاري. فاتقوا الله أيها الإخوة في الله، وعوا مسؤولياتكم، فإن فلاح الأمة في صلاح أعمالها.
مشاركة :