الشارع الرياضي يدق ناقوس الخطر لـ «الأبيض»

  • 9/8/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: علي نجم كشفت المباراة الودية التي خاضها منتخبنا الوطني أمام ترينيداد وتوباجو في معسكره المقام حالياً في مدينة جيرونا الإسبانية، وانتهت بخسارته صفر-2، الكثير من العيوب والسلبيات، قبل اقل من أربعة أشهر لانطلاق كأس آسيا 2019 التي تستضيفها الدولة بداية من الخامس من يناير/ كانون الثاني المقبل.لم يظهر المنتخب بصورة ناصعة تؤكد أنه يسير على الطريق الصحيح في إعداده لبطولة يحلم الشارع الرياضي الإماراتي بنيل لقبها، وإهداء كرتنا أول إنجازاتها في هذا المحفل القاري الكبير، ورغم أن المباراة ودية وفي بداية الإعداد، إلا أن مستوى«الأبيض» لا يطمئن أبداً، وهو خاض نحو 70 دقيقة من دون خطة، وغلبت عليه العشوائية، ولا تشفع له الدقائق العشرين الأخيرة التي تحسن فيها أداؤه بعد التأخر بهدفين نظيفين أمام المنتخب الكاريبي الذي كشف مدربه أن فريقه لم يتجمع منذ مارس /‏آذار الماضي، وهو خاض أمام منتخبنا مباراته الأولى، ومع ذلك كان أفضل منه بكثير.المظهر السيئ والأداء الأسوأ، هما ما جعلا صوت كل من تابع المباراة من محبي «الأبيض» يعلو اعتراضاً، ويطالب بتغيير الصورة، وكان كل نقد محق فيما ذهب إليه، فالبطولة القارية على الأبواب ويمكن إصلاح العيوب قبل فوات الأوان، وحينها لا ينفع الندم.لقد دقت خسارة «الأبيض» بحق، وإن كانت في مباراة ودية، ناقوس الخطر بالنسبة لمستقبل منتخبنا، وما ينتظره من مواجهات أمام منتخبات هي بالتأكيد تفوق مستوى ترينيداد وتوباجو بكثير، وأثبتت خلال مشاركتها في مونديال 2018 أو في تصفياتها أنها من الوزن الثقيل، ومن الصعب تخطيها من أجل تحقيق حلمنا القاري بهذا الشكل، والخطة، والتكتيك الذي ظهرنا به أمام الفريق الكاريبي.ولعب البرتو زاكيروني مدرب منتخبنا مجدداً بخطة 3-4 -3 التي أثبتت للمباراة رقم 12 تحت القيادة الإيطالية أن لاعبينا لا يهضمونها، وحتى إن كان وصلنا عبرها إلى نهائي كأس الخليج في الكويت، لكن نتيجتها خادعة، حيث تأهلنا إلى لقاء الختام بتسجيل هدف وحيد جاء من ركلة جزاء.قد تكون الخسارة في عالم كرة القدم منطقية، ومقبولة، وجزءاً من اللعبة، خاصة في المباريات الودية، لكنها عندما تتزامن مع تواضع في الأداء، وغياب تام للهوية، وتخبط فني وتكتيكي، تصبح أقرب إلى «كارثة» تحتاج إلى تدخل وعلاج سريع، لاسيما وأن استحقاق قاري ينتظر المنتخب بعد أشهر قليلة.حين تسلم المدرب الإيطالي البرتو زاكيروني قيادة الأبيض، وعد القائمين على الاتحاد بأنه سيعتمد طريقة 3-4-3، أو 3-5-2 بمشتقاتها كافة، مع وعد بالتغيير والعودة إلى اللعب بأربعة لاعبين في خط الظهر، متى ما لمس عدم تجاوب، أو تأقلماً من قبل اللاعبين.اليوم، وبعد 10 أشهر من بداية «الحقبة الإيطالية»، يتضح أن المدرب لا يزال يتمسك برؤيته وأفكاره الفنية، بل يتعنت فيها من دون أن يحدث التغيير، أو التبديل في الأسلوب العقيم الذي يعتمده، والذي أسهم حتى الآن في «قتل» الهوية الفنية لمنتخبنا التي بناها في الحقبة السابقة، رغم كل الملاحظات التي شابتها.ويتوجب على القائمين على اتحاد اللعبة اتخاذ خطوات جريئة وسريعة، في إجراء جلسة تقييم وحساب مع المدرب زاكيروني، ذلك أن «العناد الإيطالي»، قد يكون باهظ الثمن في العرس الآسيوي الذي تعول عليه الجماهير كثيراً، حتى يكون المنتخب بحلة فنية وبدنية تؤهله لمقارعة كبار القارة، والوصول إلى اللقب الذي يعتبر حلماً يدغدغ آمال الجماهير.ويمكن لمسؤولي لجنة المنتخبات برئاسة عبد الله ناصر الجنيبي، القيام بمهمة «التدخل السريع»، وإجراء كشف حساب مع المدرب بلغة الحسابات والأرقام، بعدما وصل منتخبنا إلى 12 مباراة دولية ودية ورسمية، لم ينجح خلالها سوى في تحقيق 3 انتصارات فقط على حساب أوزبكستان والعراق ودياً بهدف، وعلى عمان في افتتاح مشوار الأبيض في «خليجي 23» في الكويت بهدف من ركلة جزاء.وتشير الأرقام أيضاً إلى أن «الأبيض» لم يعرف الفوز سوى في 3 مناسبات، بينما تعادل في 5 مباريات، مقابل 4 هزائم، وهي وإن جاءت في اختبارات ودية، إلا أنها أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنها تعكس الوجه السلبي لمستوى المنتخب في زمن زاكيروني.ولا يمكن في الوقت نفسه، وضع كل الإخفاق والتراجع في سلة المدرب الإيطالي، وتبرئة لاعبي منتخبنا الوطني، الذين لا يزال بعضهم خارج الفورمة والجاهزية والذين يتمسك بهم المدرب في السراء والضراء.ولعل ما يمكن أن يمنح تأشيرة «البراءة» لبعض اللاعبين، يتمثل في عدم هضم الأسلوب الإيطالي حتى الساعة، وعدم توظيفهم بالشكل الأمثل فوق أرضية الميدان، ما ينعكس بالسلب عليهم، وعلى إبراز مهاراتهم، أو اللعب وفق أسلوبهم المعتاد منهم.ويتوجب على بعض اللاعبين إجراء مراجعة حساب لمستواهم في المباريات الودية الأخيرة، وهو ما ينطبق على لاعب بقيمة أحمد خليل الذي يجب أن يكون «ورقة رابحة»، وليس مجرد لاعب تكملة عدد في التشكيل الأساسي، حيث بات يشارك ويخرج من دون أن يلمس أحد تواجده، أو بصمته فوق أرض الميدان، والأمر نفسه ينطبق على علي مبخوت، فمبخوت نادي الجزيرة هو غيره في المنتخب في المباريات الأخيرة، و«عموري» كذلك الساحر مع فريقه لم يعد يمتلك الحلول مع «الأبيض»، وهذا الثلاثي هو روح المنتخب، فإن غاب انتكس، وإن حضر انتعش.والمثير في الأمر، أن الغضب الجماهيري من الأداء والظهور السلبي في اللقاء الودي، قابله زاكيروني بالتفاؤل بالمستقبل، والإصرار على أن أسلوبه ليس هو المشكلة، متحججاً ببداية الموسم، وان«الأبيض» في بداية الإعداد، متناسياً أن المنتخب يخوض معسكره الثاني في ظرف شهرين بعد الأول في يوليو/‏ تموز الماضي الذي أقيم في النمسا وتعادلنا خلاله مع أندورا الضعيفة أيضاً.وقال المدرب الإيطالي في تصريحات إعلامية بعد لقاء، أمس الأول، إن المباريات الودية أساسها التعرف إلى الجاهزية التي وصل إليها عناصر المنتخب خلال المباريات التي تلعب في أيام «الفيفا»واعترف المدير الفني للمنتخب بأن بعض اللاعبين لم يصلوا إلى الإيقاع المطلوب بسبب عدم مشاركتهم مع أنديتهم سوى في مباراة واحدة رسمية.ودافع المدرب الإيطالي عن اللعب بطريقة 3 لاعبين في خط الدفاع، مشيراً إلى أن اللاعبين هضموا الأسلوب، لكن لا يزال المنتخب يفتقد السرعة في الأداء، واستطرد «لكن يجب ألا نغفل أننا لا نزال في بداية الموسم، كما وضح أن وسط الميدان أوجد فراغات ومساحات ولم يفلح في صنع التمريرات إلى المهاجمين».وأشار زاكيروني إلى أن منتخبنا «تحكم في الإيقاع في الدقائق الأولى من زمن المباراة، بعدها تحولت إلى مواجهة متوازنة، لكننا لم نأخذ ولم ننفذ السرعة في بناء الهجمات».وشدد على أنه لن يطالب اللاعبين بالمزيد في هذه الفترة، خاصة أن هذه المرحلة تعتبر إعدادية للاعبين الذين يستعدون للموسم الجديد، ووعد جماهير الإمارات بأن المنتخب سيتطور في القادم من المباريات، وبأن الأداء أمام ترينداد وتوباجو كان أفضل من الفترة الإعدادية التي مر بها في النمسا الشهر الماضي، ومع زيادة المباريات الودية والرسمية التي سيلعبها اللاعبون سيرتفع الإيقاع.وختم قائلا «اللاعبون أدوا ما عليهم وكلنا ثقة وتفاؤل بأن أداء المنتخب سيتطور في المرحلة القادمة، وصحيح أن الهزيمة تسبب الآلام، وهي غير مقبولة، لكن ما يهمني كمدرب هو أداء اللاعبين، ولا يزال لدينا متسع من الوقت لتطوير المنتخب». الشارع الرياضي يغلي: أبعدوا زاكيروني تنوعت آراء الشارع الرياضي الإماراتي؛ بعد المباراة؛ لكن كان هناك شبه إجماع على سوء الأداء ومطالبة سريعة للاتحاد لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وطرح البعض فكرة الاستغناء عن المدرب زاكيروني، والإتيان بآخر يستطيع تحسين المستوى قبل انطلاق بطولة كأس آسيا.وكان «هاشتاج»: «إقالة زاكيروني مطلب شعب» ضمن أكثر خمسة مواضيع تداولاً في «تويتر» الإمارات؛ حيث كان هناك ردود غاضبة، ودعوة لتدخل جراحي ينقذ «الأبيض» من المصير المجهول في كأس آسيا 2019.وأكد المعلق الرياضي علي سعيد الكعبي، أن أداء منتخبنا ساده العشوائية، وكتب عبر حسابه في «تويتر»: «العشوائية كما يجب أن تكون».وكتب ناصر كشواني وكيل اللاعبين: «هاردلك منتخبنا.. أتمنى تكون فقط «ودية» بأهدافها، وليست بسلبياتها، لا يهم من يستمر أو من يكون «جديداً»، الأهم هو المنتخب والشعار وعلم الدولة».وقال إسماعيل راشد المحلل في قناة دبي الرياضية واللاعب الدولي السابق: «خضنا 12 مباراة، المنتخب لا يسجل سوى 4 أهداف، ويفوز في ثلاث مباريات، من غير المعقول على النجومية التي نراها لعلي مبخوت في النادي، ولا يسجل في المنتخب، أو ابتعاد عموري، شكل المنتخب يسوده العشوائية، أداء المنتخب يجب دق ناقوس الخطر حوله، ويجب على اللجنة الفنية في الاتحاد أن يراجعوا المدرب ويسألوه حول الأداء السلبي ل«الأبيض»».وقال المحلل في قناة أبوظبي الرياضية التونسي زبيربية: «الخطأ في الطريقة، لا يوجد ناد في الدولة يلعب بثلاثة مدافعين مثل المنتخب، اللاعب يجب أن يتأقلم مع خطة الجديدة، هذه النقطة المفصلية، فطريقة استيعاب اللاعبين للخطة غير موجود».وتابع: الكل يتكلم عن الفوز في كأس آسيا، أنا أعتقد أنه طموح صعب على المنتخب بالمعطيات المتوافرة الآن».أما المهندس سالم النعيمي فكتب: «من يشاهد اللاعبين اليوم يشاهد أشباح اللاعبين، واللوم واقع عليهم تماماً، والسبب المدرب الذي يجبرهم على شيء لم يجربوه قط في حياتهم الكروية، وهو اللعب بخطة تحتاج إلى أدوات خاصة وممارسة دورية».ورأى محمد بوتركي 10 شهور بالتمام والكمال مع الإيطالي زاكيروني، بعيداً عن النتائج.. ما الجديد على صعيد المستوى؟ ما الجديد على صعيد التنظيم؟ ما الجديد على صعيد تجانس وانسجام وحالة اللاعبين؟. مباريات المنتخب الودية القادمة 11-9-2018: الإمارات- لاوس.10-10-2018: الإمارات-هندوراس.16-10-2018: الإمارات- فنزويلا.16-11-2018: لم تتحدد.20-11: لم تتحدد.

مشاركة :