استشهد فلسطينيان أمس الجمعة في قطاع غزة، وأصيب العشرات برصاص الاحتلال وقنابل الغاز السام خلال مسيرات العودة، وأصيب 204 فلسطينيين بينهم طفلتان وشبان في غارتين «إسرائيليتين» بطائرات من دون طيار، وفرضت «إسرائيل» طوقاً أمنياً على الضفة الغربية وغزة استعداداً لما يسمى رأس السنة العبرية، وفي الخان الأحمر القرية المهددة بالإزالة تصدى الفلسطينيون المرابطون بالمكان لمستوطنين حاولوا اقتحام المجمع البدوي شرقي القدس. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في بيان، «استشهد الشاب بلال مصطفى خفاجة (17 عاما) برصاصة في الصدر شرق رفح»، مضيفا «كما أصيب204 فلسطينيين بإصابات مختلفة منها 30 بالرصاص الحي وتم تحويل 70 إصابة إلى المستشفيات». وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن شابين أصيبا نتيجة قصف طائرات استطلاع «إسرائيلية» لمناطق شمالي قطاع غزة. كما أصيبت طفلتان فلسطينيتان بجروح إثر غارة جوية «إسرائيلية» شرقي قطاع غزة. وقال مصدر طبي بمجمع الشفاء إن الطفلتين (4 و 5 سنوات) أصيبتا بشظايا صاروخ «إسرائيلي».وفي وقت سابق من يوم أمس الجمعة، استشهد شاب فلسطيني في قطاع غزة متأثراً بإصابته بالرصاص «الإسرائيلي» خلال احتجاجات مسيرات العودة المستمرة للشهر السادس. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن شاباً يبلغ (19 عاما) توفي متأثراً بإصابته بجروح خطيرة برصاص جنود الاحتلال خلال مواجهات منتصف يوليو/ تموز الماضي.وشهدت المواجهات أمس حدة أكثر من الأسابيع الماضية، وتم إشعال طائرات ورقية وبالونات حارقة. وتوافد آلاف الفلسطينيين إلى خيام العودة المقامة على بُعد مئات الأمتار من السياج الحدودي مع «إسرائيل» على أطراف شرق قطاع غزة؛ للمشاركة في جمعة احتجاجات جديدة. وأضرم شبان النار في إطارات سيارات وعمدوا إلى إطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة على الجانب «الإسرائيلي» من الحدود مع قطاع غزة. وظهراً أصيب فلسطينيان اثنان بجروح طفيفة جراء إطلاق طائرة استطلاع «إسرائيلية» صاروخاً على مجموعة شبان لدى محاولتهم إطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة. وأطلقت الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار عن غزة اسم «عائدون رغم أنف ترامب» على فعاليات يوم امس الجمعة، احتجاجاً على إجراءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).ويرتفع إلى 175 عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران جيش الحرب «الإسرائيلي» منذ بدء مسيرات العودة على طول السياج الأمني شرقي قطاع غزة أواخر مارس/ آذار الماضي.من جهة أخرى أعلن جيش الحرب «الإسرائيلي»، امس الجمعة، فرض طوق أمني على الضفة الغربية وقطاع غزة على خلفية الاحتفالات برأس السنة العبرية «روش هاشانا»، وأشار إلى أن الإغلاق سيبدأ من مساء اليوم السبت وحتى مساء الثلاثاء. وتغلق «إسرائيل» المعابر الحدودية في الأعياد اليهودية، قائلة: التدابير مطلوبة لأسباب أمنية. ويحل رأس السنة العبرية مساء غد الأحد إلى مساء الثلاثاء. إلى جانب ذلك أفادت مصادر فلسطينية بأن مجموعة من المستوطنين حاولت صباح امس الجمعة، اقتحام قرية الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة لاستفزاز المواطنين والمعتصمين هناك. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية ( وفا) عن المصادر قولها إن الشبان المعتصمين في القرية تصدوا للمستوطنين ومنعوهم من دخول القرية، وأجبروهم على التراجع إلى الشارع الرئيسي القريب من الخان الأحمر.وكانت المحكمة العليا «الإسرائيلية» رفضت الأربعاء التماساً لأهالي الخان الأحمر لإلغاء قرار المحكمة الذي كان صدر في مايو/أيار الماضي بهدم القرية التي يعيش فيها نحو 200 فلسطيني، والتي توجد بها مدرسة تقدم خدمات التعليم ل170 طالبا، من عدة أماكن في المنطقة. ويحيط بقرية الخان الأحمر عدد من المستوطنات حيث تقع ضمن الأراضي التي تستهدفها السلطات «الإسرائيلية» لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى «E1» الذي يقول الفلسطينيون إن تنفيذه يهدد بتقويض كلي لفرص تطبيق حل الدولتين.وشجب وزير شؤون القدس في حكومة الوفاق عدنان الحسيني اقتحام مستوطنين وعربدتهم تحت أعين جنود الاحتلال في قرية الخان الأحمر، وذلك تعبيراً عن انزعاجهم وامتعاض حكومتهم المتطرفة من وقفة الصمود والشموخ التي يقفها أهل القدس وأهالي الضفة الغربية في الخان الأحمر. وأوضح الحسيني أنه وعدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني يواصلون الاعتصام على أراضي الخان الأحمر من أجل التصدي لأي محاولة لهدم القرية بعد قرار الحكومة «الإسرائيلية» العنصري القاضي بالهدم وإخلاء السكان. (وكالات)
مشاركة :