نفذت طائرات روسية، أمس، غارات على مقار تابعة لفصائل معارضة وإرهابية في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، موقعة خمسة قتلى على الأقل وعدداً كبيراً من الجرحى، فيما خرجت عشرات المظاهرات في مدن وبلدات وقرى بأرياف محافظات إدلب وحماة وحلب للتنديد بالنظام وحلفائه، تزامناً مع تلك الغارات التي بلغ تعدادها 22 غارة على جنوب إدلب وشمال حماة، في حين قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن «الإرهابيين» يمنعون المدنيين من مغادرة منطقة خفض التوتر في إدلب. وذكر المرصد السوري، أمس، أن طائرات روسية شنت غارات على مقار لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وأخرى لحركة «أحرار الشام» في محيط بلدة الهبيط الواقعة في ريف إدلب الجنوبي الغربي. وتسببت الغارات وفق المرصد «بمقتل أربعة عناصر من حركة أحرار الشام وإصابة 14 مقاتلاً آخرين على الأقل بجروح، إضافة إلى مقتل مدني وإصابة أربعة آخرين»، لم يعرف ما إذا كانوا مدنيين أم مقاتلين.وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «الطائرات الروسية عاودت قصف المقار التي استهدفتها في محاولة لمنع الدفاع المدني من سحب الموجودين تحت الأنقاض». ورجح عبدالرحمن أن يكون هدف الغارات «تدمير تحصينات الفصائل» الموجودة داخل مغارات، وأدى القصف إلى سد مداخلها. وانهمك عناصر من مجموعة «الخوذ البيضاء»، الدفاع المدني في مناطق الفصائل المعارضة، في سحب الضحايا، بينما عملت آلية تابعة لهم على رفع الأنقاض. من جهة أخرى، قال المرصد في بيان، أمس، إن هذه المظاهرات ضمت عشرات آلاف من الأشخاص الذين نددوا بالصمت الإقليمي والدولي تجاه ما يجري من قصف يطال مناطق سيطرة المعارضة. وحسب المرصد، ندد المتظاهرون بالصمت تجاه ما يجري من تحضيرات كبيرة، وتحشد غير مسبوق من قبل قوات النظام لتنفيذ هجوم واسع على إدلب ومحيطها من محافظات حلب وحماة واللاذقية. وطبقاً للمرصد، شاركت في التظاهرات، التي شملت نحو 90 مدينة وبلدة ومنطقة، فعاليات مدنية متعددة، ورفع المتظاهرون لافتات ونادوا بشعارات مناهضة للنظام وحلفائه والروس. كما ندد المتظاهرون بالقمة الثلاثية التي جمعت رؤساء إيران وروسيا، حليفي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، مؤكدين أن مصير منطقتهم لا يمكن أن يحدد في طهران. وتزامنت المظاهرات مع غارات متجددة من قبل الطائرات، استهدفت أطراف مدينة خان شيخون، بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب. في غضون ذلك، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، «الإرهابيين» بمنع المدنيين من مغادرة منطقة خفض التوتر في إدلب، مضيفة أنهم سيواصلون استخدام المدنيين كدروع بشرية. وقالت زاخاروفا في موجز صحفي، أمس، نقلته قناة «روسيا اليوم»: «يمنع الإرهابيون السكان المدنيين من الخروج من منطقة خفض التوتر في إدلب، عبر الممرات الإنسانية المفتوحة، ويسحبون سكان القرى الواقعة على خط التماس مع القوات الحكومية إلى داخل المحافظة ويأملون باستخدامهم كدروع بشرية». وأكدت أيضاً أن روسيا تملك أدلة حول تحضير الإرهابيين لهجمات كيماوية في سوريا، مضيفة في الوقت ذاته أن موسكو تنتظر بدورها الحصول على أدلة أمريكية عن تحضير دمشق لشن هجوم كيماوي في إدلب. (وكالات)
مشاركة :