إنريكي المثير للجدل يخوض التجربة الأصعب مع «لا روخا»

  • 9/8/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صاحب شخصية قوية، حاد الطباع، وغير محبوب من قسم لا بأس به من مشجعي كرة القدم الإسبانية... على رغم هذه الصفات، وربما بسببها، اختير المدرب السابق لنادي برشلونة لويس إنريكي، لقيادة منتخب «لا روخا».عشية انطلاق نهائيات كأس العالم 2018، فجر الاتحاد الإسباني مفاجأة بإقالة جولن لوبيتيغي من تدريب المنتخب، على خلفية إعلان نادي ريال مدريد التعاقد معه لتدريبه بعد المونديال خلفاً للفرنسي زين الدين زيدان.في يوليو/تموز، عهد الاتحاد بالمنصب للويس إنريكي مارتينيز الذي حقق نجاحاً لافتاً كمدير فني مع برشلونة بين عامي 2014 و2017، لاسيما عبر «ثلاثية» الموسم الأول: الدوري والكأس المحليين، ودوري أبطال أوروبا.إلا أن العديد من متابعي اللعبة يذكرون طباع اللاعب السابق البالغ من العمر 48 عاماً، أكثر مما يذكرون الألقاب التي حققها.في إبريل/نيسان 2016، ورداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالأسف لتوبيخه صحفياً، قال لويس إنريكي «هذا هو أسلوبي، ولا أكترث إذا أعجبكم أم لا (...) لم أقم بما يتطلب الاعتذار. لم أقلل من احترام أحد».كان دافع التوبيخ انتقاد الصحفي لتراجع المستوى البدني لبرشلونة. بعدها بأسابيع، قاد إنريكي الفريق إلى الثنائية المحلية، بعد موسم الثلاثية. كان العام 2016، وفي مارس/آذار 2017، أعلن أنه لن يستمر في تدريب برشلونة بعد موسم 2016-2017 الذي اكتفى فيه بلقب كأس إسبانيا.سيكون إنريكي أمام مهمة صعبة: إعادة «لا روخا» إلى إنجازات الحقبة الذهبية، عندما قادها لويس أراغونيس إلى لقب كأس أوروبا 2008، وبعده فيسنتي دل بوسكي إلى لقب مونديال 2010 وكأس أوروبا 2012.بعد دل بوسكي، أوكلت المهمة في 2016 إلى لوبيتيغي الذي نجح على أرض الملعب، قبل أن يسقط بضربة قاضية عشية الامتحان الروسي، والذي خرج فيه المنتخب (قاده بعده المدرب المؤقت حينها فيرناندو هييرو) من الدور ثمن النهائي، بركلات الترجيح أمام المنتخب المضيف.يبدو إنريكي المعروف بصرامته، قريباً في فلسفة العمل من رئيس الاتحاد الإسباني لويس روبياليس، لم يرحم الأخير لوبيتيغي عندما تم الإعلان عن تعاقده مع ريال في الأمتار الأخيرة من استعدادات «لا روخا» للمونديال ومن دون علم الاتحاد.قال روبياليس إنه يريد مدرباً للمنتخب يقوده و«لا يقبل الجدل»، وهذا ما يبدو أن إنريكي بدأ بتطبيقه من اليوم الأول: فبحسب التقارير الصحفية، شملت قراراته الأولى حظر استعمال اللاعبين للهواتف النقالة أثناء تناول وجبات الطعام، وفَرَضَ موعداً مبكراً للنوم، وغرامات على التأخر.وكما كان متوقعاً، حفلت اللائحة الأولى من اللاعبين الذين استدعاهم إنريكي بالتغييرات بعد إعلان عدد من النجوم اعتزالهم اللعب دولياً، مثل أندريس إنييستا ودافيد سليفا وجيرار بيكيه. لكن لعل ما ترك الأثر الأبرز، خلو التشكيلة من لاعبين مثل كوكي وجوردي ألبا.وعلى رغم أن إنريكي يشدد على أن خياراته لا تتضمن أي جوانب شخصية، فإن الصحافة الإسبانية لم تتمكن من التغاضي عن العلاقة المتوترة بين ألبا وإنريكي في برشلونة، لدى البحث عن تفسير استبعاده. وكتب مدير صحيفة «آس» الرياضية ألفريدو ريلانيو «نحن نعلم أنهما واجها مشكلات في الماضي، لكن اللاعب كان لديه دائماً أداء جيد في التشكيلة».ورداً على استفسار حول عدم استدعائه، طلب ألبا «توجيه السؤال إلى المدرب، الذي يعود القرار إليه».في مسيرته كلاعب، دافع إنريكي عن ألوان الغريمين اللدودين: ريال مدريد (1991-1996)، وبرشلونة حتى اعتزاله عام 2004. وعلى رغم أنه استدعى ستة لاعبين من النادي الملكي، مقابل لاعبين اثنين فقط من الكاتالوني، فإن «رواسب» العلاقة بين إنريكي ومشجعي ريال الذين لم يغفروا له الانتقال للغريم، قد تعود لتطفو إلى السطح في مهتمه الجديدة. لكن المدرب الجديد سيكون أمام تحد أكبر من كسب ود المشجعين في الفترة الراهنة: هل يتمكن من تعديل أسلوب اللعب الذي اعتمده «لا روخا» لفترة طويلة، للتأقلم مع التحول في خطط العديد من المنتخبات؟في مقابل اللجوء المتزايد من قبل المدربين للاعتماد على أسلوب الضغط والانتقال السريع والهجمات المرتدة، لا يزال المنتخب الإسباني ضمن قلة تعتمد على أسلوب الاستحواذ في أرض الملعب.خلال ثلاثة مواسم أمضاها كمدرب للفريق الكاتالوني، تمكن من فرض أسلوب لعبه بطريقة مباشرة، مطوّراً أسلوب التمريرات القصيرة السريعة الذي اعتمده سلفه جوسيب جوارديولا (عرف باسم «تيكي تاكا»).قال إنريكي بعيد تسلمه تدريب برشلونة «علينا أن نطور هذه الفكرة (الأسلوب)، نجعلها مثالية، نجعلها أفضل، لنتمكن من مفاجأة منافسينا لئلا يعرفوا الطريقة التي سنلعب بها».لم يكن أقل نجاحاً من جوارديولا، وأحرز تسعة ألقاب في ثلاثة مواسم.هل يستطيع تكرار ذلك مع «لا روخا»؟ رداً على سؤال بشأن أسلوب لعب المنتخب، قال إنريكي «سيبقى أسلوبنا على حاله من حيث الاستحواذ على الكرة، لكن هناك فوارق دقيقة»، مشيراً إلى رغبته في الابتعاد عن الحمل الثقيل لتكرار إنجازات 2008-2010-2012.بحسب لاعبه إيسكو، «من هذا الأسلوب في كرة القدم الذي نعرفه جيداً، يجب أن نجد نقاطاً ننفذ منها إلى اختراق الدفاعات المتماسكة».

مشاركة :