أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، أن القمة الثلاثية حول سوريا التي جمعته في طهران مع الرئيسين الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان، بحثت في إرساء الاستقرار في إدلب "على مراحل". وأضاف "لقد بحثنا في إجراءات ملموسة من أجل استقرار على مراحل في منطقة خفض التوتر في إدلب، بينها احتمال الاتفاق مع من هم مستعدون للحوار"، مشيرا إلى أنه "يأمل" في أن "يتحلى الإرهابيون بما يكفي من المنطق لتسليم سلاحهم". وحذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، من "حمام دم" في حال شُن هجوم على محافظة إدلب، آخر معاقل مقاتلي المعارضة في سوريا، وذلك عند افتتاح القمة الثلاثية مع إيران وروسيا في طهران. وقال أردوغان أمام نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، إن هجوما على إدلب سيؤدي إلى "كارثة، إلى مجزرة ومأساة إنسانية"، مضيفا: "لا نريد على الإطلاق أن تتحول إدلب إلى حمام دم". وأضاف "لا بد من حل عقلاني في إدلب يعالج مخاوف الجميع". من جانبه، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني الجمعة في كلمته بالقمة أن "محاربة الإرهاب" في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا "أمر لا بدّ منه"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذا الأمر "لا يجب أن يكون مؤلما للمدنيين" ولا أن "يؤدي إلى سياسة الأرض المحروقة". وقال روحاني "الوجود غير القانوني لأميركا وتدخلها في سوريا، الذي أدى لاستمرار انعدام الأمن في هذا البلد، يجب أن ينتهي بسرعة". بدوره قال الرئيس الروسي إن "الحكومة السورية يجب أن تستعيد السيطرة على كل أراضيها". وأضاف "يجب أن تحسن روسيا وإيران وتركيا التنسيق في سوريا". إدلب تحت القصف ميدانياً قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية استهدفت أجزاء من محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في اليوم ذاته الذي يجتمع فيه رؤساء تركيا وإيران وروسيا في طهران لمناقشة الوضع في هذه المنطقة. وقال المرصد إن عدة ضربات جوية استهدفت ريف إدلب الجنوبي صباح اليوم الجمعة لتكسر بذلك فترة هدوء استمرت خلال الليل. هذا وعقد رؤساء إيران وروسيا وتركيا اجتماعاً في طهران الجمعة، للبت في مصير محافظة إدلب السورية. وعقد اللقاء بين الرؤساء: الإيراني حسن روحاني، والروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان بعد ظهر الجمعة، قبل ساعات فقط من اجتماع آخر حول الوضع في سوريا لمجلس الأمن الدولي دعت إليه الولايات المتحدة. وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن كلا من الرؤساء الثلاثة سيعقد "لقاءات ثنائية" على هامش القمة. وتؤوي محافظة إدلب نحو ثلاثة ملايين شخص وفق الأمم المتحدة، نصفهم من النازحين، بما فيهم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة الذين تم إجلاؤهم مع مدنيين على مراحل من مناطق عدة في البلاد شكلت معاقل سابقة للفصائل المعارضة قبل هجمات واسعة لقوات النظام انتهت بسيطرتها عليها. وبدأ مئات المدنيين الخميس الفرار من المنطقة خوفا من هجوم وشيك للقوات الحكومية، بينما حذرت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أن هجوما واسع النطاق على المحافظة سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء النزاع السوري في العام 2011 والذي خلف 350 ألف قتيل. وقبل الاجتماع، أكدت طهران وموسكو من جديد دعمهما للنظام السوري.
مشاركة :