عاشت مدينة البصرة، أمس الجمعة، يومت داميا، حيث أسفرت أعمال الشغب التي شهدتها عن مقتل متظاهر وإصابة 11 آخرين على الأقل، وذلك إضافة إلى عشرات القتلى والجرحى الذين سقطوا في وقت سابق، وأعلنت السلطات فرض حظر التجوال وأصدرت جامعة البصرة قرارا بتأجيل الامتحانات إلى 16 سبتمبر الجاري. وتشهد البصرة منذ عدة أيام احتجاجات جماهيرية غاضبة تطالب بتوفير الخدمات وفي مقدمتها الماء الصالح للشرب والكهرباء، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المتظاهرين، وتم خلال الاحتجاجات إحراق مقار ومكاتب معظم الأحزاب والحركات السياسية، فضلا عن تكرار إحراق ديوان المحافظة، وكذلك دار استراحة ديوان المحافظة.واقتحم محتجون، الخميس، مقر القنصلية الإيرانية في المدينة وأضرموا النيران فيه، ودعت السفارة الإيرانية، رعاياها لمغادرة البصرة فورا، ووصفت القنصلية الإيرانية ما حدث بأنه عمل همجي ووحشي بعيد عن الاخلاق، واستدعت طهران السفير العراقي لديها لتسليمه رسالة احتجاج شديدة اللهجة، وأعربت وزارة الخارجية العراقية،عن "أسفها" لحرق القنصلية الإيرانية، مؤكدة "رفضها" لاستهداف البعثات الدبلوماسية.وقال بيان للخارجية إنه "في الوقت الذي نتفهم فيه مطالب المتظاهرين من أهلنا في محافظة البصرة، فإننا نعرب عن أسفنا الشديد لتعرض القنصلية الإيرانية في البصرة لهجوم من قبل بعض المتظاهرين، ونعد هذا العمل تطورا غير مرض لا ينسجم مع واجب الضيافة الوطنية للبعثات".وأضاف أن "استهداف البعثات الدبلوماسية أمر مرفوض ويضر بمصالح العراق وعلاقاته مع دول العالم ولا يرتبط بشعارات التظاهر ولا المطالبة بالخدمات والماء، لذا ندعو المتظاهرين إلى تجنب الإضرار بها ، كما وندعو الحكومة المركزية والمحلية إلى تعزيز حماية أمن البعثات الدبلوماسية في البصرة".واتجه المحتجون نحو مقر القنصلية الأمريكية في محاولة اقتحامها إلا أن القوات الأمنية فرضت طوقا حول المبنى وأغلقت الطرق المؤدية للقنصلية لمنع المتظاهرين من الاقتراب أكثر من ذلك، وهاجم المتظاهرون المقر الرئيسي لهيئة الحشد الشعبي وأحرقوا إحدى سياراته، واحترق أحد المباني داخل القصور الرئاسية وسط المدينة.وقرر البرلمان العراقي عقد جلسة خاصة، السبت، لمناقشة التطورات الأخيرة في محافظة البصرة، وذلك بعد دعوة أكثر من 50 نائبا، والزعيم مقتدى الصدر، وقال مدير عام الدائرة البرلمانية: "بناء على الطلب المقدم من 54 نائبا لعقد جلسة خاصة لمناقشة وضع البصرة، وجه السيد رئيس السن بعقد جلسة لمناقشة المشاكل والحلول والتطورات الأخيرة وبحضور السيد رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين وذلك السبت الساعة الواحدة ظهرا".وترأس رئيس مجلس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، الجمعة، اجتماعا للمجلس الوزاري للأمن الوطني وخُصص الاجتماع لمناقشة الوضع في البصرة، وللتأكيد على حق التظاهر السلمي للمواطنين، وأن الدولة حريصة على حمايتهم، وأن مهمة القوات الأمنية هي توفير الحماية للمواطنين، وعدم السماح بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، ورفض أية دعوات لاستخدام القوة ضد المتظاهرين.وأشار المجلس إلى أهمية إبعاد الصراعات السياسية عن وضع البصرة، ورفض الاستغلال السياسي لمطالب المواطنين في المحافظة، وعدم استخدام الجهات السياسية، الملف الأمني في التنافس السياسي، ودعا المجلس أهالي البصرة إلى المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، وابعاد "المندسين" الذين يريدون الإساءة للمحافظة.
مشاركة :