القشعمي: الراحل الجهيمان خاض معركة شرسة مع الجهل

  • 9/8/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

خاض الأديب والباحث الراحل عبدالكريم الجهيمان قبل 80 عاماً معركة شرسة بين العلم والتطلع لرقي المجتمع إلى الأفضل من ناحية وبين الجهل من ناحية ثانية، إذ أسهم وزاول مهنة التعليم والكتابة الصحافية شعراً ونثراً في مكة المكرمة بدءاً من 1936. جاء ذلك في اللقاء المفتوح مع الأديب محمد القشعمي أمام جمع من المثقفين والأدباء نظمته أخيرا مكتبه الملك عبدالعزيز العامة حول كتاب «مذكرات وذكريات من حياتي» لعبدالكريم الجهيمان، وتزامنا مع صدور كتابه الضخم، «إعلام في الظل»، من إصدار نادي الباحة الأدبي وأوضح القشعمي أن الراحل الجهيمان تغير مفهومه للحياة، وتطور بعد رحلاته الطويلة التي شملت مصر ثم فرنسا، مشيرا إلى أنه بدأ بإصدار أول صحيفة بالمنطقة الشرقية منتقداً الجمود والتخلف، وتأخر عجلة الحياة، مطالباً بالتقدم لنصل الى مستوى من سبقنا من الدول المتقدمة. وأشار القشعمي في اللقاء إلى أننا نعيش هذه الآيام ذكرى مرور 60 عاماً على بداية تعليم المرأة في المملكة، مطالباً أن نسمي بعض المؤسسات العلمية بأسمائهم، لافتا إلى أن محمد حسن عواد في كتابه «خواطر مصرحة»( 1926) خصص للمرأة موضوع بعنوان «كيف تكونين». وقال إن الأمير مساعد بن عبدالرحمن الذي ألف عام 1942 كتابا بعنوان «نصيحة لأخواني في الدين والنسب» دعا لتعليم المرأة وأيضا مزاولتها الرياضة، متطرقا إلى المفكر عبدالله القصيمي، الذي خصص للمرأة موضوعا بعنوان «انسان هي أم سلعة» في كتابه الشهير «هذي هي الأغلال»( 1946). وكشف القشعمي أن الراحل الجهيمان أصر أن تطبع مذكراته في السعودية، لكن بعد أن قدمها للرقابة في وزارة الإعلام وجدوا بها ذكر للسجن فأحالوها إلى لجنة، وكان أحد أعضائها عبدالرحمن الرويشد، قرأها وطلب منه تلطيف بعض العبارات، واستبدال كلمة السجن بالايقاف، شريطة أن تطبع في مطابع الشبل. وقال إنه تعرف إلى عبدالكريم الجهيمان في وقت باكر من خلال كتاباته ونقده وحتى من خلال اختيار عناوين مقالاته وكتبه مثل: أنا مؤمن وكافر، والوزارة التي لا تقرأ، والوزارة التي لا تسمع والوزارة التي لا تعلم، وزاويته الشهيرة «المعتدل والمايل» وعناوين كتبه الأولى: دخان ولهيب، وأين الطريق، وآراء فرد من الشعب. ولفت القشعمي إلى أنه كان لهذه المقالات صدى واسعاً في المجتمع، ما عرض الراحل الجهيمان للإيقاف، والمنع من الكتابة. واستعرض القشعمي في محاضرته ذكرياته مع الراحل قائلاً: «قابلته قبل نحو أربعة عقود عند زيارته للرئاسة العامة لرعاية الشباب، ثم لدى الشيخ حمد الجاسر بمنزله بحي الملز، وتوثقت علاقتي به عند تكرار زياراتي له بمنزله، ما سهل استجابته لدعوتي له لزيارة مكتبة الملك فهد الوطنية فور التحاقي بها منتصف عام 1415هـ وتكليفي بمهمة تسجيل التاريخ الشفهمي للمملكة، إذ تم تسجيل مقتطفات من مراحل حياته العلمية والعملية.

مشاركة :