تتميز منطقة عسير بإنتاج العسل الطبيعي على مدار العام نظراً للتنوع المناخي للمنطقة، ولتحقيق جودة إنتاج عالية ووفرة في المحصول، يحرص مربو النحل على نقل الخلايا تبعاً للظروف المناخية وهطول الأمطار، ففي فصل الصيف تشهد سلسلة جبال السراة توافد النحالين بآلاف الخلايا، حيث الأجواء المعتدلة وتوفر الأشجار والشجيرات المزهرة التي تعد المصدر الأول للعسل العسيري الشهير.وتأتي هذه الهجرة من سهول تهامة إلى السراة بعد انتهاء موسم أشجار "السمر" و"السلم" التي تنتج العسل الصيفي في المناطق التهامية.وفي حديثه لـ"واس" يشير النحال "محمد عبده الشهري" وهو أحد النحالين المشهورين في محافظة "المجاردة" بمنطقة عسير إلى أن هجرة النحالين للمواقع المرتفعة وجبال السراة تهدف إلى الحفاظ على خلايا النحل من تأثير حرارة فصل الصيف الشديدة في سهول تهامة، إضافةً إلى إنتاج أنواع جيدة من العسل من بعض الأشجار التي تشتهر بها المواقع الجبلية مثل أشجار "الطلح" و"الضرم" و"الطباق" و"الشرم" و"السحاء".وأبان الشهري أن بداية فصل الصيف في تهامة عسير تشهد إنتاج عسل" السمر" و"السلم" في المناطق التهامية، وبعد الانتهاء من موسم السمر والسلم الصيفي يتم نقل خلايا النحل إلى المناطق الجبلية، مضيفاً أنه في فصل الشتاء فسهول تهامة عسير، هي المكان المفضل للنحالين، حيث اعتدال الطقس وزيادة معدل هطول الأمطار التي تسهم في إزهار أشجار "السدر" و"الضهيان" و"السيال" وهي من الأشجار المفضلة لإنتاج أجود أنواع العسل.وعن أبرز الأشجار والشجيرات التي تستفيد منها النحل وتتغذى على رحيقها وتبني الشمع منها، يقول الشهري: النحل يزدهر ويتكاثر في المواقع التي توجد فيها أشجار وشجيرات الأثل والأراك العرفج والعليق والمض والصاب والقطبه وبعض الأشجار الزهرية، إضافة إلى أشجار السدر والسمر والسلم والضهيان والسيال.
مشاركة :