مشعل بن ماجد يدعو إلى مشاهدة عبق الماضي في حارات وأسواق جدة العتيقة

  • 12/29/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من الباحثين في علم الاثار والتاريخ وممن عاشوا في جدة، أن عمر المدينة يقدر بنحو 3000 آلاف عام وان بعض دراسات علماء الآثار تشير إلى وجود سكان في المنطقة منذ أيام العصور الحجرية والمعروفة بجدة التاريخية والتي سيقام فيها في 24 ربيع الاول الحالي 1436ه. ولفتوا الى وجود بعض الآثار والكتابات الثمودية وان المدينة يرجع تأسيسها لبني قضاعة الذين سكنوها بعد انهيار سد مأرب عام 115 ق.م. ويروي الباحثون أن جدة كانت مسكونة قبل قبيلة قضاعة من قبل صيادي أسماك في البحر الأحمر وكانوا يعتبرون جدة مركزا لانطلاقهم للبحر ومقصدا لراحتهم. لكن بعض الروايات تشير الى ان تاريخ جدة يعود إلى ما قبل الإسكندر الأكبر الذي زارها. ودعا صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخية المواطنين وزوار مدينة جدة وكل من يفد اليها ان يتوجه الى هذه المنطقة المليئة بكنوز التراث الجميل بكل ما فيه من تجليات وتطلعات مبينا ان جدة تاريخ يستحق ان يشاهده كل المهتمين والباحثين ومن له حب لهذه المدينة الجميلة. وشدد سموه على ان وجود جدة التاريخية ضمن التراث العالمي، يحتاج منا مسؤوليات مضاعفة، ليس فقط للمحافظة عليه، وإنما لتعزيزه بالعديد من القيم. وعدّ سمو محافظ جدة النجاح الرائع الذي تحقق في مهرجان جدة التاريخية العام الماضي بانه نتاج طبيعي ومباشر لجهود كبيرة بداية من دعم لا محدود من قائد المسيرة المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -أيدهم الله- وبعمل مخلص لم يتوقف لحظة من الملاك والأهالي في منظومة متكاملة توجت بهذا الانجاز الذي يعتز به كل مواطن على هذه الأرض الطيبة. واكد سمو الامير مشعل بن ماجد على ان الدور الأهم على الأهالي والملاك في ترميم وإحياء هذه المساكن القيمة، والمداومة على صيانتها والاهتمام بها والحرص على أن تكون في أبهى صورة بما يتكامل مع الجهود الحكومية في هذا الشأن، إسهاماً في الإبقاء على هذه الكنوز التي ستؤدي نقلة اجتماعية واقتصادية مع تقديم الخدمات التي تتوافق مع متطلبات العصر الحديث من دون المساس من قريب أو بعيد بسمات هذه الصورة الرائعة من التراث العالمي". سلطان بن سلمان: مشروع جدة التاريخي هو تكوين ثقافي وحضاري ويرى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العليا للسياحة أن تسجيل جدة التاريخية في قائمة التراث العالمي لم يأتِ من فراغ بل كان ثمرة جهود كبيرة قادتها ودعمتها الدولة حتى تم تحقيق الهدف المنشود. وقال: "إن دعم خادم الحرمين ورعايته للتراث الحضاري وإطلاق مشروع وطني كبير يحمل اسمه -رعاه الله- أسهم في العناية بهذا التراث الوطني الكبير وإيصاله الى مكانته الطبيعية في قلوب المواطنين وعلى مستوى العالم"، وأشار إلى أن مشرع جدة التاريخي ليس تنموياً أو اقتصادياً فحسب بل هو تكوين ثقافي وحضاري.. واضاف الامير سلطان بن سلمان : "هذه المدينة هي بوابة أطهر بقعة ومن الطبيعي أن تحظى بهذه الأهمية، ليس في ذهن المهتمين بالتراث فقط بل لدى جميع المسلمين بوصفها بوابة الحرمين الشريفين". وتؤكد الهيئة العامة للسياحة والآثار اهتمامها بمشروع ترميم مسجد الشافعي ليتكامل مع مشاريع التأهيل الجاري تنفيذها في جدة التاريخية. مشعل بن عبدالله: حان الوقت ليقوم الملاك بواجبهم في دعم جهود التطوير وقال صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة ان جدة التاريخية حظيت باهتمام من الحكومة الرشيدة منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمه الله الذي نزل بها في عام 1344 ه الموافق 1925م. وتوالي الرعاية الكريمة من الدولة خلال ملوك الدولة الملك سعود الملك فيصل والملك خالد وعهد خادم الحرمين الملك فهد رحمهم الله، كما استمر اهتمام الحكومة بمنطقة جدة التاريخية وتطور في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز يحفظهم الله الذين يولي المنطقة التاريخية مثل غيرها من المناطق اهتمامهم الكبير. وأعرب سموه عن سعادته بان يكون لجدة مهرجان سنوي يحكي الموروث الشعبي، وإسهاماته في ملحمة الوحدة الوطنية العظيمة. وشدد على أن الدولة قدمت الكثير لجدة التاريخية، وكانت دائماً صاحبة المبادرة، وبقي الدور على الملاك وأهالي جدة الكرام أن يقابلوا هذا الدعم بالبذل، بعد أن ثبت أن الاستثمار الأمثل هو المحافظة على اصالة هذه المنطقة وتطويرها، للمشاركة سويا في إنجاز مشروع التطوير وفق الخطط المرسومة وبالمستوى الذي يلبي تطلعات القيادة وطموحات المواطنين. وأشار إلى أن مهرجان جدة التاريخية يأتي فرصة لحشد الدعم من الجهات الرسمية ومن الملاك لتتضافر الجهود لتجاوز كافة المعوقات وصولا للهدف، وأضاف: سمو الامير مشعل بن عبدالله ان الوقت حان ليقوم الملاك بواجبهم في دعم جهود التطوير وبمن بادر في الدعم وهم كثر ونحفز من تبقى لتعود منطقة جدة التاريخية قلب جدة النابض بالحياة، العابق بقيم الماضي وعراقة من عاش فيه. صالح كامل: هنيئاً للأهالي دخول جدة التاريخية ضمن مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري من جهة اخرى هنأ الشيخ صالح عبدالله كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة.. هنأ جدة التاريخية واهاليها لدخول جدة التاريخية ضمن مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري مؤكدا على أن القرار يعكس ايمان القيادة حفظها الله بأهمية السياحة ودورها الاقتصادي الهام واهمية المواقع التراثية وضرورة المحافظة عليها وتنميتها. وقالت الكاتبة والمهتمة بالمناطق التاريخية وهي ابنة جدة التاريخية هند باغفار ان مهرجان جدة التاريخي العام الماضي جعلني اعود من جديد الى ذكريات الطفولة الجميلة. وشدد المؤرخة هند باغفار الى ان تاريخ وتراث هذه المنطقة يعود لآلاف السنين عن طريق الهجرات الجماعية فكان يفد للحجاز الملايين من الناس تختلف أشكالهم وألوانهم يحملون معهم ثقافاتهم وعاداتهم المختلفة. من جهته، ذهب عبدالوهاب أبو زنادة، الأديب والكاتب والخبير في شؤون المدينة القديمة، الى ان الدراسات البحثية في علم الآثار عن جدة التاريخية تثبت وجود تاريخ ومدينة مدفونة تحت المدينة الأصلية في المنطقة التاريخية، التي تعتبر هي الأخرى تاريخا واثرا يشار إليه. يقول: «الملاحظ عند زيارة الزائر لشارع قابل ومروره عند مسجد المعمار، يشاهد ان الضلع الجنوبي لمسجد المعمار يبلغ ارتفاعه 4 أمتار، بينما لو حضر الزائر من البوابة الشمالية للمسجد يجده على نفس امتداد الشارع المرتفع، وهو ما يدل على انه مبني على تلة عظيمة، هضبة جدة الشمالية الكبرى والممتدة إلى الجامع العتيق داخل المدينة التاريخية، كذلك فإن المشاهد يرى انحدار زاوية عثمان بن عفان». وأشار إلى أن التوقعات والإشارات في أن تكون هذه التلة التي تبلغ مساحتها نحو كيلومترين تقريبا، هي المدينة الأصلية التي دفنت وبنيت عليها المدينة الحالية، وهي المنطقة المحددة الآن بحارة المظلوم والجزء الشمالي الشرقي من حارة الشام. ويستطرد أبو زنادة: «أيضا هناك دلائل أخرى في منطقه قلعة القشلة، إذ إن القادم لتلك المنطقة من الناحية الشرقية الفاصلة بينه وبين مقبرة أمنا حواء، يصعدها صعودا بعكس القادم من الجهة الأخرى التي يجدها محاذية للشارع». وأورد أبو زنادة بعض الحقائق التاريخية التي تثبت أن المدينة تحمل تاريخا عتيقا يعود إلى ما قبل نحو 2400 عام، ومنها أن الاسكندر المقدوني جاء إلى مكة في حياة النضر بن كنعان، ثم قطع البحر من جدة إلى بلاد المغرب، وقد ورد ذلك في كتاب (الاخبار الطوال) لأحمد بن داود الدينوري. وأضاف «ان الاسكندر ولد وتوفي في القرن الرابع قبل الميلاد. وهذا يؤكد ان مدينة جدة كانت معروفة قبل حوالي 2400 عام. فإذا أضفنا إلى ذلك سكنى قبيلة قضاعة لجدة، فإن ذلك يؤكد أن جدة كانت معروفة في القرن الثاني قبل الميلاد». وقال الاستشاري والخبير في ترميم المدن القديمه عبدالعزيز دليم الغامدي ان الإعلان عن انضمام جدة التاريخية لقائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو في اجتماعات لجنة التراث العالمي لليونسكو في دورتها الثامنة والثلاثين المنعقدة في قطر مؤخرا كان تتويجا للجهود الكبيرة لحماية وتطوير المنطقة من خلال شراكة مميزة وفاعلة بين عدد من الجهات الحكومية التي تتقدمها الهيئة العامة للسياحة والآثار ومحافظة جدة وامانتها والتي عملت على تنفيذ مشروع متكامل للمحافظة على منطقة جدة التاريخية وتطويرها، وتهيئتها كموقع تراث وطني. وشدد على ان منطقة جدة التاريخية تعد من اولى اهتمامات الدولة بالمواقع الأثرية والتراثية. ودعا الخبير الهندسي الى اهمية دراسة خطط تطويرية بعد دراسة المنطقة التاريخية وتحديد ما يمكن الاستفادة منها واعادة ترميمه او ما يمكن ازالته بعد تصويره كاملا وبنائه بما يحفظ ارواح الناس من الساكنين او التجار او الزائرين والسياح لان هناك العديد من المباني التي نعلم جيدا انها قد تسقط من جراء مطر قوي او حريق لا سمح الله ومن ثم تفقد تلك المباني هوتها وعمقها التاريخي. ودعا دليم الى انشاء هيئة استشارية عليا لجدة التاريخية تضم مهندسين سعوديين وعالميين تدرس الامر والاستفادة من الدراسات السابقة ودمج النتائج الجيدة منها وعمل خطة تطوير حتى لو لعدة سنوات ويتم تطوير المناطق بشكل علمي وعملي ومنهجي يراعى فيه جميع المصالح المشتركة للدولة والمواطن وللحفاظ على هوية جدة التاريخية وقيمتها التراثية.

مشاركة :