انسحب نجم التنس الإسباني رافاييل نادال المصنف الأول على العالم، مساء الجمعة (صباح السبت بتوقيت غرينيتش) خلال مباراته بالدور قبل النهائي لبطولة أميركا المفتوحة للتنس المقامة على ملاعب فلاشينغ ميدوز أمام الأرجنتيني خوان مارتين دل بوترو. وانتزع دل بوترو بذلك بطاقة التأهل إلى النهائي دون عناء كبير وسيتصارع على اللقب مع النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الذي تأهل بالفوز على الياباني كي نيشيكوي 6 - 3 و6 - 4 و6 - 4 في المباراة الأخرى بالدور قبل النهائي، في أول نهائي بطولة «غراند سلام» يجمعهما. وكان نادال (32 عاماً) حامل لقب البطولة، قد خاض مباراة ماراثونية في دور الثمانية انتهت في الساعة الثانية من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، حيث استغرقت نحو خمس ساعات. وكان ذلك هو السبب، على الأرجح، في عدم تمكن نادال من مواصلة اللعب في مباراته بالدور قبل النهائي، خصوصاً أنه اشتكى من آلام في وقت مبكر، كما غاب عن مستواه المعهود، ليخسر مجموعتين قبل أن يعلن انسحابه. واحتاج نادال إلى التوقف مرتين خلال المجموعتين لتلقي العلاج في الركبة اليمنى. وخلال أكثر من ساعتين بقليل، فاز دل بوترو بمجموعتين أمام نادال بنتيجة 7 - 6 (7 - 3) و6 - 2، ثم أعلن النجم الإسباني انسحابه وسط حضور نحو 23 ألف مشجع. وقال نادال في المؤتمر الصحافي الذي عُقد عقب المباراة: «يمكنكم تخيل مدى صعوبة خروجي قبل نهاية المباراة، ولكن أحياناً تكون مضطراً إلى اتخاذ قرار». ولدى خروج نادال، تعالت أصوات الجماهير الحاضرة، لكنها التزمت الهدوء عندما بدأ دل بوترو في الحديث قائلاً إن انسحاب نادال لم يكن السيناريو الذي كان يتمناه للتأهل إلى النهائي. وقال دل بوترو، المصنف الثالث على العالم: «أحب مواجهة نادال لأنه أبرز منافس في هذه الرياضة. لم أكن أحب أن أراه يعاني على أرض الملعب هكذا. إنني حزين إزاء ما يعانيه، ولكنني سعيد أيضاً (بالتأهل)». وقال دل بوترو بعدها في المؤتمر الصحافي إنه رصد معاناة نادال خلال المجموعة الثانية. وأضاف: «كنت أحاول فقط التركيز على أدائي. ولكنني بالطبع رأيت نادال يتألم... وفي هذه المواقف لا يمكنك إطلاقاً توقع ما يمكن أن يحدث». وفي المواجهة الأخرى، بالدور قبل النهائي التي جمعت بين ديوكوفيتش ونيشيكوري، احتاج النجم الصربي المصنف السادس للبطولة إلى ساعتين فقط و22 دقيقة للإطاحة بمنافسه الياباني المصنف 21 للبطولة والتأهل للدور النهائي. وتقدم ديوكوفيتش بذلك على نيشيكوري 15 - 2، من حيث عدد مرات الفوز والهزيمة في سجل المباريات التي جمعت بينهما. وقال ديوكوفيتش، عقب تحقيق الفوز: «لديّ شعور رائع»، وأشاد به منافسه نيشيكوري (28 عاماً)، الذي أبدى رضاه أيضاً عن الوصول للدور قبل النهائي بالبطولة. وتشهد المباراة النهائية مواجهة بين لاعبَين سبق لكل منهما خوض نهائي البطولة من قبل. فقد تُوج دل بوترو، الذي يكمل عامه الثلاثين في وقت لاحق من سبتمبر (أيلول) الجاري، باللقب عام 2009، وهو الوحيد له في سجل مشاركاته ببطولات «غراند سلام». أما ديوكوفيتش، فيتطلع إلى التتويج بلقب «أميركا المفتوحة» للمرة الثالثة، ورفع رصيده من الألقاب في بطولات «غراند سلام» إلى 14 لقباً. وكان ديوكوفيتش (31 عاماً) قد غاب عن الملاعب لمدة ستة أشهر في العام الماضي بسبب إصابة في المرفق، ولم يشارك في بطولة أميركا بالموسم الماضي، لكنه استعاد توازنه تدريجياً في الموسم الجاري وواصل التقدم في التصنيف العالي حتى احتل المركز السادس. وتُوج ديوكوفيتش بلقب بطولة ويمبلدون في يوليو (تموز) الماضي، كما أحرز لقب بطولة سينسيناتي لتنس الأساتذة في الشهر الماضي، ليستكمل بذلك ألقاب جميع بطولات الأساتذة التسع في قائمة إنجازاته. تجدر الإشارة إلى أن ديوكوفيتش تُوج بلقبيه السابقين في «أميركا المفتوحة» في عامي 2011 و2015، وقد شهد كل منهما أيضاً تتويجه في ويمبلدون.
مشاركة :