غرايبة يقارب ظاهرة التطرف.. الفهم والمواجهة

  • 9/9/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

صدر للباحث الأردني إبراهيم غرايبة، كتاب( «التطرف»..في التكوين المعرفي في فهم ومواجهة التطرف). ويحاول الكتاب تفسير ظاهرة التطرف في سياقها المعرفي الاجتماعي والنفسي، ثم اقتراح سياسات اجتماعية للمواجهة، وليس ذلك بالطبع إنكاراً للأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية والدينية للظاهرة، لكن وبسبب تعقّد الظاهرة وآثارها وتعدد الدراسات وتشعّبها، فلم يعد مجال سوى عزل العوامل والمتغيرات المتعددة في تشكيل الظاهرة والتركيز على عدد قليل منها بهدف الدراسة والتحليل، وليس عزلاً واقعياً أو تجاهلاً للمكونات المتعددة والمتفاعلة في تشكيل الظاهرة.يتكون الكتاب من 9 فصول: 1- جينالوجيا التطرف، ما التطرف؟ من أين جاء هؤلاء المتطرفون – تعريف التطرف في المفهوم والواقع، وتتبّع التطرف بما هو سلسلة من التشكلات والسياقات والمشاعر والأفكار، وعرض مجموعة من الدراسات التي تناولت ظاهرة التطرف، ثم يقدّم المؤلف فكرة استيعابية يعرض فيها كيف تتطور الأفكار والمشاعر النبيلة إلى كراهية وقسوة مؤذية وخروج على القانون والمجتمعات. 2- التطرف بمنظور شبكي، وفي ذلك يلاحظ المؤلف مجموعة من المؤشرات على النكوص، والتي تؤسس (ربما) للتطرف والكراهية، مثل: صعود التطرف الديني وانحسار الفلسفة، والربيع العربي والربيع المضاد، والنهايات والبدائل، والموارد والأعمال الجديدة والمختلفة جذرياً، والسلوك الاجتماعي والمعرفي النكوصي والمرتبك. ثم يقدّم أفكاراً ومقترحات للاستجابة الصحيحة والملائمة لعصر الشبكية أو اقتصاد المعرفة قائمة على التوظيف والفرص والتحديات وما يمكن أن تنشئه في العمل والتعليم وأسلوب الحياة. 3- التطرف بما هو أزمة الخطاب الديني السائد، وفي هذا الفصل يعرض المؤلف الأعمال المؤسسية والفكرية التي بدأت منذ مطلع القرن التاسع عشر لأجل الصياغة الإسلامية المعاصرة للدولة، وما أنشأته من تشريعات وأفكار ثم تطبيقات دينية موسعة في الحياة والسياسة والأسواق. ويعرض التحديات الناشئة عن التحولات التقنية والاقتصادية، وكيف يمكن أن تؤثر في الخطاب الديني، وكيف أنشأت أزمة الخطاب. ويقدّم تصوراً للتعليم الديني وأنسنة الفكر الديني. 4- استعلاء الإيمان – ملاحظة العلاقة بين التطرف والإسلام السياسي، ويعرض المؤلف في هذا الفصل كيف تشكلت أفكار ومعتقدات المفاصلة مع المجتمعات والدول، ثم تبلورت في جماعات فاعلة ومنظمة وقوية تعمل في محاضن آمنة في المساجد والمدارس والمناهج والإعلام والنشر، ويناقش قضية الإسلام السياسي وعلاقته بالديمقراطية والكراهية والتطرف، ثم يقدّم مقترحات للتحول وضعها تحت عنوان «من الإسلام السياسي إلى الإسلام» وقائمة على تحوّل الإسلام السياسي إلى متدينين مندمجين في المجتمع لكن على أسس وأفكار اقتصادية واجتماعية قابلة للمراجعة وليس على أساس أنها حق نزل من السماء! 5- التطرف بما هو أزمة الفرد والشعور بالوحدة- ملاحظة العلاقة بين التطرف، وخاصة ظاهرة الذئب المتفرد، وبين صعود الفردية والشعور بالوحدة وعدم الاندماج في الحضارة والمجتمعات المعاصرة، ويقدّم المؤلف أفكاراً ومقترحات لأزمة الفرد قائمة على الصداقة والارتقاء بالذات. 6- التطرف والكراهية بما هما فشل الدول والمجتمعات– ملاحظة العلاقة بين الفشل الاقتصادي والاجتماعي للأمم وصعود التطرف، ويقدّم مبررات وموجبات مراجعة الثقافة السائدة، ويقترح أفكاراً للمواجهة على أساس التقدم المستمدة من الحريات والازدهار الاقتصادي والاجتماعي. 7- مجتمعات في مواجهة التطرف- اقتراح سياسات ومنظومات اجتماعية للمواجهة قائمة على سياسات ومشاركات اجتماعية وأسرية مع السلطات في بناء منظومات الاعتدال والتسامح ومواجهة الكراهية والتطرف. 8- الفنون والثقافة والإعلام في مواجهة الكراهية والتطرف– تقديم أفكار واقتراحات في المواجهة مع التطرف، والمستمدة من ازدهار الفنون والثقافة والسياسات الإعلامية الرشيدة. ومن أهم العناوين والأفكار في هذا الفصل: الفنون والثقافة والإعلام في مواجهة الكراهية والتطرف، والحالة الدينية مستدلاً عليها بالفلسفة والفنون، والتقدم والفشل مستدلاً عليهما بالشعر والموسيقى والعمارة، والفن في مؤشرات التقدم، وحتى تعمل الثقافة والفنون لأجل التقدم والاعتدال، وإعادة تشكيل الخطاب الإعلامي. 9- إدارة الصراع مع التطرف والصراعات الأهلية، تقديم أفكار واقتراحات لإدارة أزمة التطرف والصراع والإصلاح السياسي على النحو الذي يقلل الأزمات والصراعات. ويقول المؤلف: «إن التطرف الديني صعد منذ سبعينات القرن العشرين، وصحبته موجات من الكراهية والعنف التي تحولت إلى متوالية من العمليات الإرهابية والرد عليها، ثم إلى صراعات وحروب أهلية طاحنة عصفت بكثير من الدول والمجتمعات، واستنزفت موارد هائلة، ونشأت في الوقت نفسه بطبيعة الحال عمليات واسعة للمواجهة والدراسة والفهم».;

مشاركة :