متابعة: ضمياء فالحطالب الألماني يواكيم لوف مدرب المنتخب من المشجعين الألمان التوقف عن استهداف لاعب وسط «المانشافت» «ايكاي جندوجان، لاعب مانشستر سيتي، الذي لاحقته الصافرات؛ بعد مشاركته في مباراة التعادل سلبياً أمام بطل العالم فرنسا». وقال لوف: «يجب أن ينتهي هذا فوراً، الصافرات ضد لاعب منتخب لا تساعد أي أحد، ما الذي يجب أن يفعله ايكاي أكثر؟ لقد أظهر دعمه لقيم ألمانيا، ولد هنا ويتواجد عائلته وأصدقاؤه هنا». وكان جندوجان، التركي الأصل، قد تمسك بالبقاء في المنتخب الألماني؛ بعد إعلان نجم أرسنال مسعود أوزيل اعتزاله عقب الضجة، التي سببتها صورة مع رئيس تركيا أردوغان قبل الانتخابات. يروي أحد أقارب جندوجان في مدينة جلزنكريشن، مسقط رأس اللاعب، كيف ذهب جندوجان لتناول العشاء في مطعم ثم لاحظ رجلاً في طاولة أمامه يحدق فيه، أدرك قريب اللاعب أن الرجل عضو برلمان فنهض لمصافحته؛ لكن العضو كان من كتلة يسار الوسط وحذره قائلاً: «أتمنى أن يصبح الوضع أسوأ بكثير لكم». قبل أسابيع من تلك الحادثة، تعرضت سيارة جندوجان للتخريب من قبل مشاغبين بالقرب من مقر إقامة المنتخب في كولن، ولا يبدو أن التوتر يخف مع مرور الوقت وآخر ما حدث صافرات في مباراة فرنسا قد تجبر اللاعب على الاعتزال كما حصل مع أوزيل الذي وصفته المستشارة ميركل مرة بأنه «أول لاعب متعدد الثقافة يمثل ألمانيا الحديثة»؛ لكنه عانى العزلة والوحدة وهجره زملاؤه.الآراء منقسمة أيضاً في قلب وادي الرور؛ حيث ولد أوزيل وتعلم ، ويقول أندرياس، المدير السابق لأكاديمية فريق روت ويز ايزن المحلي عن بداياته: «المدربون في شالكه شاهدوه وقالوا إنه نحيل جداً وليس قوياً بما يكفي وبعد مرات كثيرة من الرفض وافقوا عليه». نشأ أوزيل في مدينة بورنستراس في بناية تقطنها 10 عائلات مهاجرة ويتذكر السكان رداءة الأبواب ورعب الأطفال من استعادة دراجاتهم في القبو؛ خوفاً من الفئران. يتذكر كريستيان كراب، مدرس أوزيل باللغة الإنجليزية ومشرف في مدرسة بيرجن فليد: «مسعود شخص متواضع، دفع لزملائه في الصف تكاليف رحلة إلى لندن من أول أجر تقاضاه في شالكه بسن ال 17. معظم هؤلاء الفتية لم يشاهدوا مدينة غير جلزنكريشن وقد مول الكثير من الرحلات للطلبة منذ انتقاله لأرسنال، اصطحبنا لمطعم تركي في جولدن جرين». في الصيف تمزقت صورة أوزيل في ألمانيا؛ بسبب صورة مع الرئيس التركي، الذي وصفه نجم فريق نيويورك نيكس للسلة التركي اينيس كانتر ب «هتلر العصر» وقال: «سجن والدي بسبب تصريحي وتعرض منزلنا للتفتيش ثم قال لنا ممثل شركة نايك أنه لا يستطيع رعايتي؛ لأنه سيخسر الكثير من أعماله في تركيا، أعتقد أن الكثير من الرياضيين لا يصرحون عن آرائهم؛ خوفاً من الرعاة. أردوغان التقط صور سيلفي مع مشاهير اللعبة كي يقول للأتراك أنا أحظى بالدعم». وكشف تقرير عن علم أوزيل وجندوجان بوجود الرئيس التركي في فندق بلندن في مايو الماضي؛ حيث نظمت السفارة التركية حفلاً خيرياً للأطفال المحرومين ودعت إليه نجمي الدوري الممتاز وأضاف مصدر: «التقيا بالرئيس التركي ليس لدعمه؛ بل احتراماً له ولبلدهما الأصلي، وإن اللاعبين لديهما أقارب في تركيا وربما خشيا عليهم من الملاحقة». قطع جندوجان إجازته في دبي قبل المونديال، وعقد مقابلة إلى جانب أوزيل مع المدرب لوف ومسؤولي الاتحاد أوليفر بيرهوف ورينهارد جريندل في برلين، شرح اللاعبان موقفهما بوضوح، واعتقدا أن المشكلة حلت بيد أن الجناح اليميني الألماني لم يترك الموضوع يمر بسلام فهذه فرصة لتأليب المجتمع ضد المهاجرين وبعث مناصرو الحزب رسائل تطالب الرعاة بشطب أوزيل وجندوجان، ورغم دعم لوف للاعبيه تواصل الطرق وخضع رئيس بايرن ميونيخ هونيس وهاجم أوزيل وتآمر مع بيرهوف لاستبعاده وجندوجان من التشكيلة الأساسية لألمانيا في المونديال. جلس أوزيل في الدكة في مباراة الفوز على السويد ثم اشتعل الموقف بعد الخسارة من كوريا الجنوبية وتبادل اللاعب الكلام مع المشجعين الغاضبين في مواقع التواصل وحتى مدرسة اللاعب التي استثمر فيها أكثر من 50 ألف استرليني ألغت زيارته خوفاً من مناصري حزب اليمين ويعلق كراب: «ألمانيا ربما لن تكون أماناً لأوزيل بعد اليوم، يحتاج اللاعب لناس حوله؛ كي يشعر بالأمان». الناس تفكر أن لديه المال وهو محظوظ فلماذا يتذمر؟ هذا خطأ، الناس يحسدونه. هم لا يحبون رؤية شخص من الفقراء والمهاجرين يصعد نجمه ويكون غنياً ومشهوراً. أوزيل شخص جيد ولا يهمني سواء كان محقاً أو مخطئاً في قوله إنه اعتزل بسبب العنصرية فهذا شعوره. هو يستخدم مكانته ليقول: ليس كل شيء على ما يرام، هناك مشكلة «ونحن يجب أن ننصت لما يقول».رقم قياسي للوفبات يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، على بعد خطوة واحدة من معادلة رقم قياسي يتمثل في قيادة المنتخب الألماني للمباراة رقم 167، وهو ما سيتحقق عبر المباراة الودية المقررة اليوم الأحد أمام منتخب بيرو.وبذلك يعادل لوف، الذي يتولى المنصب منذ عام 2006 بعد أن عمل مساعدا ليورجن كلينسمان المدير الفني السابق لمنتخب ألمانيا لمدة عامين، رقم سيب هيربرجر الذي قاد المنتخب الألماني في 167 مباراة.وحقق هيربرجر الرقم القياسي خلال فترتين قضاهما في منصب المدير الفني للمنتخب، بين عامي 1936 و1942 وبين عامي 1950 و1964، وقد قاد الفريق للتتويج بلقب كأس العالم 1954.
مشاركة :