دافع وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن مبادرة الحزام والطريق خلال زيارته باكستان أمس، ورفض انتقادات قالت إن المشروع كبّل باكستان بديون ثقيلة. ووصل وانغ إلى باكستان في زيارة تستمر 3 أيام ستشمل أول اجتماعات رفيعة المستوى بين البلدين الجارين منذ تولي عمران خان رئيس الوزراء الجديد السلطة في إسلام آباد. وتعهدت بكين بتقديم قروض قيمتها 57 بليون دولار لباكستان في إطار مبادرتها الضخمة الحزام والطريق معززة علاقاتها، في وقت تشهد علاقات إسلام آباد مع واشنطن فتوراً. وأصبحت فكرة إثقال الصين لباكستان بالديون قضية حساسة للبلدين، اللذين يقولان إن تلك القروض يمكن للنظام المالي تحملها، بعدما حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تموز (يوليو) الماضي من أن أي خطة إنقاذ محتملة من صندوق النقد الدولي لاقتصاد باكستان يجب ألا توجه للدفع للمقرضين الصينيين. وقال وانغ إن الجزء الذي يقع داخل باكستان من مبادرة الحزام والطريق، وهو الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، ساهم في زيادة النمو ما بين 1 و2 في المئة وأتاح 70 ألف وظيفة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في إسلام آباد: «لم يضع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني عبئاً بالدين على باكستان. عندما تكتمل تلك المشاريع وتبدأ مرحلة التشغيل ستعود بمنافع اقتصادية ضخمة (...)، وذلك سوف يدر عائدات كبيرة على الاقتصاد الباكستاني». وأضاف وانغ وهو يقف بجوار وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي أن «47 في المئة من الديون الباكستانية هي من صندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي». وقال إن «9 مشاريع من أصل 22 مشروعاً في المبادرة اكتملت وجذبت استثمارات بـ19 بليون دولار حتى الآن». ورفض المخاوف المتعلقة بشفافية الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، مؤكداً أن «تلك المخاوف زائفة إذ حصلت كل المشاريع على الموافقات المطلوبة». وقال قرشي إن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني يبقى «على رأس أولويات» الحكومة الجديدة، مضيفاً أن الحكومتين ستركزان على مشاريع التنمية الاجتماعية- الاقتصادية. وتواجه باكستان أزمة متفاقمة في ميزان المدفوعات قد تضطرها لطلب حزمة إنقاذ مالي جديدة من صندوق النقد الدولي، لكن المسؤولين لم يستبعدوا خيارات أخرى مثل الحصول على حزمة إنقاذ مالي من الصين. وسيلتقي وانغ أيضاً رئيس الوزراء خان ورئيس الأركان العامة للجيش قمر جاويد باجوا. وجاءت زيارة وانغ بعد أيام من زيارة من بومبيو لباكستان الأسبوع الماضي ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية في أول زيارة أميركية رفيعة المستوى للحكومة الجديدة. وقال بومبيو إنه يأمل في إعادة ضبط العلاقات بين البلدين.
مشاركة :