نبّه الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن النظام يواجه «اختباراً ضخماً»، معتبراً أن حكومته «تقف في الخطوط الأمامية للجبهة» لمواجهة «حرب اقتصادية»، ومحذراً خصومه من أن «الجميع في ساحة المواجهة» مع الولايات المتحدة. وفي محاولة لكبح انهيار الريال الإيراني، أعلن محافظ المصرف المركزي عبد الناصر همتي «السماح لمكاتب الصيرفة باستيراد أوراق النقد الأجنبي». وأشار النائب محمد رضا بور إبراهيمي، رئيس لجنة الاقتصاد في مجلس الشورى (البرلمان)، إلى السماح لتلك المكاتب باستيراد الذهب أيضاً، إضافة إلى العملات الأجنبية، بعدما كان ذلك «محظوراً ويُعتبر تهريباً». وقال روحاني: «جزء من الاضطرابات الناجمة من سوق العملة، تعود جذورها إلى الضغوط الأميركية. ولكن جزء منها اضطرابات داخلية». وأضاف: «تقف الحكومة في الخطوط الأمامية للجبهة. هذه حرب اقتصادية ونفسية ودعائية. أنه اختبار ضخم، ويجب ألا يزعم أحد أن التصريحات المناهضة للحكومة تعزّز شعبية (مطلقيها). على كل الأحزاب والسلطات أن تدرك أن الوقت ليس للمنافسة أو الانتقام، لأن الجميع الآن في ساحة المواجهة. عندما تبدأ الحرب، لا معنى للاختلاف في الرأي ويجب أن نقف جنباً إلى جنب. لا يمكننا محاربة أميركا واليسار واليمين في آنٍ. لا يمكن أن نحارب على ثلاث جبهات». واستحضر روحاني الحرب العراقية– الإيرانية (1980-1988) لحشد مواطنيه، قائلاً: «مررنا بأيام جيدة وأيام صعبة خلال الدفاع المقدس. لكن أمّتنا لم تتراجع. والآن أيضاً، أمّتنا لن تنحني أمام ضغط مجموعة جديدة في البيت الأبيض، تتصارعون مع الجميع. لا يمكننا التراجع عن أهدافنا، نتيجة صعوبات موقتة. تذكّروا تلك الأيام (الحرب)، الآلام الدامية جلبت لنا انتصارات». وزاد في إشارة إلى الأميركيين: «يحاولون من جهة الضغط على الشعب الإيراني، ومن جهة أخرى يوجّهون لنا رسائل يومياً، من خلال وسائل مختلفة، بضرورة أن نأتي ونتفاوض معاً». وسأل: «هل يجب أن نستجيب لرسائلكم، أم ننظر إلى أفعالكم الوحشية»؟ إلى ذلك، اعتبر رجل الدين الإيراني المتشدد محمد تقي مصباح يزدي أن لدى بلاده «أقلّ من حفنة من الأصدقاء الحقيقيين في العالم». وقال: «لا أريد أن أدلي بتعليقات مهينة، لكن غالبية الدول متعطشة لدمنا، وأخرى قليلة لا تبالي بنا. قد تتحدث بهدوء، لكنها عدوّة لنا». واقترح على الإيرانيين أن يحشدوا قواتهم ضد العالم، إذ «يستخدمون أدوات اقتصادية وثقافية ضدنا». وأضاف: «عندما لا تكون السلطات الرسمية مستعدة للدفاع عن الشعب ضد الأعداء، يجب تعبئة الناس لدخول المشهد». في غضون ذلك، نفذت إيران أمس أحكاماً بإعدام ثلاثة ناشطين أكراد، هم رامين حسين بناهي وزنيار ولقمان مرادي، بعد إدانتهم بأنهم «مناهضون للثورة». وأعلنت شركة «تشيك بوينت» الإٍسرائيلية المتخصّصة في الأمن الإلكتروني، أنها رصدت عملية تجسّس استهدفت هواتف ذكية لمئات من الإيرانيين، من خلال برمجيّات ضارّة زُرعت سراً في أجهزتهم، مرجّحة تنفيذ طهران الأمر.
مشاركة :