بعد يوم من خطابٍ ألقاه في ولاية ايلينوي وهاجم فيه بعنف سياسات الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب، دعا الرئيس الأميركي السابق الديمقراطي باراك أوباما الناخبين أمس الأول في كاليفورنيا إلى التعبئة لتغيير الأغلبية في الكونغرس خلال الانتخابات النصفية، ودان ما وصفه بـ"سياسة خوف" يتبعها ترامب، بدون ذكر اسمه. وقال أوباما، أمام حشد كبير في آناهايم بمقاطعة أورانج المعقل التقليدي للجمهوريين في الولاية المؤيدة للديمقراطيين بشكل عام، إنّ الأمة تواجه "لحظة تحد تاريخية، ولدينا الفرصة لنُعيد القليل من الكرامة لحياتنا السياسية". وأضاف "إذا لم نردّ، فإن الأمور يمكن أن تزداد سوءًا وستملأ أصوات أخرى الفراغ"، داعيا الناخبين إلى إرسال إشارة واضحة وإنهاء "دوامة الغضب والانقسام". وأكد أن "أكبر تهديد لديمقراطيتنا ليس فردا واحدا بل عدم الاكتراث واللامبالاة". وتابع أن "الرهان لا يتعلق بالديمقراطيين وحدهم بل بكل الأميركيين، إذ إن الناس يشعرون بالخوف بسبب سلسلة من المسائل، ذكر منها نظام الضمان الصحي المضطرب ونفقات التعليم المرتفعة وارتفاع حرارة الجو وغيرها". ورد ترامب خلال زيارة لولاية داكوتا الشمالية، على تصريحات أوباما بسخرية. وقال: "أشعر بالأسف، كنت أتابعه لكنني غفوت"، متهماً إياه بأنه ينسب الى نفسه إنجاز "أمور رائعة تشهدها أميركا حالياً". في غضون ذلك، شكلت جلسة الاستماع الطويلة في مجلس الشيوخ لمرشح ترامب للمحكمة العليا بريت كافانو، التي تم بثها مباشرة في جميع الأنحاء، فرصة ذهبية انتهزها ثلاثة نواب ديمقراطيين يمكن أن يترشحوا للانتخابات الرئاسية عام 2020، لإظهار قدراتهم. ومن اللحظات الأولى للجلسة، تدخلت كمالا هاريس. فما إن بدأت جلسة استماع كافانو الثلاثاء، حتى قاطعت هذه المرأة المولودة لأم هندية وأب جامايكي، وبلهجة حازمة الرئيس الجمهوري للجنة القانونية، احتجاجاً على الوصول المتأخر لآلاف الصفحات من وثائق يفترض أن تستخدم لدراسة ترشيح القاضي. وحذا زملاؤها الديمقراطيون بعد ذلك حذوها وأخلوا بذلك وبشكل غير مسبوق بالأجواء الهادئة عادة لجلسات الاستماع من هذا النوع. وتلت ذلك ثلاثة أيام من التصعيد من كمالا هاريس وكوري بوكر وايمي كلوبوشار الذين ألقوا بكل ثقلهم في هذه المناقشات. وخطف الأضواء اثنان من ثلاثة سود فقط أعضاء في مجلس الشيوخ الذي يضم مئة مقعد وهما كوري بوكر السناتور عن نيو جيرسي وكمالا هاريس التي تمثل كاليفورنيا. وهما عضوان صغيران في اللجنة واضطرا للانتظار ساعات طويلة قبل أن يتمكنا من مساءلة كافانو مساء الأربعاء. لكنهما لم يكترثا لذلك رغم حلول الليل في العاصمة. وتمكنت هاريس وزيرة العدل السابقة في ولاية كاليفورنيا بعد الساعة 21.00 من انتزاع لحظات التردد الوحيدة في جلسة استجواب كافانو. الى ذلك، حذر كبير مستشاري البيت الأبيض السابق للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون من أن الرئيس دونالد ترامب يواجه "انقلاباً"، مشيراً إلى مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول بارز بالإدارة الأميركية دون توقيع اتهم فيه "انعدام البعد الأخلاقي" عند ترامب، "وعمل العديد من كبار المسؤولين في إدارته ذاتها بدأب من الداخل على إحباط جوانب من برنامجه وأسوأ ميوله". وقال بانون، خلال زيارة سريعة لإيطاليا، "ما شهدتموه في ذلك اليوم كان في غاية الخطورة. هذا هجوم مباشر على المؤسسات". وأضاف: "هذا انقلاب". وأوضح بانون، لوكالة "رويترز"، أن المرة السابقة التي تعرض فيها رئيس أميركي لمثل هذا التحدي كانت أثناء الحرب الأهلية عندما اختلف الجنرال جورج بي. مكليلان مع الرئيس إبراهام لينكولن، مضيفاً: "هذه أزمة. لم تشهد مثلها البلاد منذ صيف 1862 عندما رأى الجنرال مكليلان وكبار الجنرالات، وجميعهم ديمقراطيون في الجيش الاتحادي، أن ابراهام لينكولن غير مؤهل لأن يكون قائدا عاما".
مشاركة :