افتتح الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية عبدالرحمن صادق عسكر صباح أمس (الأحد)، أعمال المنتدى الدولي لمحو الأمية البدنية الذي يتناول كذلك محوري «مكافحة المنشطات» و«الاحتراف الرياضي»، بتنظيم من اللجنة الأولمبية البحرينية بفندق «كراون بلازا»، بحضور النائب علي بوفرسن وعضوي مجلس إدارة اللجنة الأولمبية خالد الخياط وعلي عيسى إسحاقي، والمدير التنفيذي للشؤون الرياضية عبدالجليل أسد وعدد غفير من الأكاديميين وممثلي قطاعات التربية والصحة، ورياض الأطفال والاتحادات والأندية الرياضية.الأمين العام افتتح أعمال المنتدى بكلمة رحب فيها بالحضور ونقل إليهم تحيات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية، شاكرا لهم حرصهم على الحضور، مشيرا إلى أهمية هذا المنتدى الذي يجسّد الدور التوعوي للجنة الأولمبية بما يسهم في الارتقاء بالرياضة البحرينية.وأضاف عسكر أن هذا المنتدى يعد امتدادا لمبادرة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لمحو الأمية البدنية الرامية إلى وضع المملكة على خريطة الرياضة العالمية، لافتا إلى أن المحاور التي سيتناولها المنتدى التي تخص محو الأمية البدنية والاحتراف الرياضي ومكافحة المنشطات تعد ركائز أساسية لتطوير الحركة الرياضية، متمنيا تحقيق أكبر قدر من الاستفادة بوجود محاضرين متخصصين كل في مجاله.الرياضة من أجل الحياة.. رحلة التميز والصحةبدأت أولى المحاضرات التي كانت بعنوان «الرياضة من أجل الحياة.. رحلة التميز والصحة»، في إطار موضوع محو الأمية البدنية للدكتور الكندي «ريتشارد وي» الرئيس التنفيذي بالجمعية الكندية للرياضة مدى الحياة، تحدث خلالها عن أهمية تطبيق مفهوم محو الأمية البدنية لإحداث تغيير جذري في تفكير المختصين في المجال الصحي والمدرسين والمدربين.وقال ريتشارد وي: «لدى كل أولياء الأمور هدف أساسي تجاه أبنائهم، وهو الصحة والتعليم والمال والسعادة، ومن خلال الرياضة نستطيع تحقيق تلك المعادلة»، مشيرا إلى أن محو الأمية البدنية تعني التمكن من المهارات الحركية والمهارات الأساسية الرياضية عند الطفل التي تهدف إلى أن تكون الرياضة من أجل الحياة، والوصول إلى منصات التتويج وتحقيق التميز الرياضي وصناعة أبطال.وأضاف أن تطبيق مفهوم محو الأمية البدنية يهدف إلى توفير المال الذي ينفق على علاج الأفراد، فالإنسان النشط يكون أقل تكلفة على الدولة، أما السمنة الناتجة عن قلة الحركة فإنها تنذر بمشاكل صحية مستقبلية تستوجب العلاج، لافتا النظر إلى أن الحركة تمد في عمر الإنسان لأطول فترة ممكنة.وأضاف «أثبتت الدراسات أن معدل أعمار أبنائنا أصبح يقل بنسبة 5 سنوات؛ وذلك بسبب العادات الغذائية الصحية السيئة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة منذ الصغر، وهو ما يستوجب توفير بيئة مناسبة لممارسة الرياضة تشترك فيها جميع القطاعات».الركائز الأساسية لمحو الأمية البدنيةفي المحاضرة الثانية، تحدث المحاضر الأسترالي «دين ددلي» الباحث في قسم العلوم البشرية بجامعة ماكواير بأستراليا عن الركائز الأساسية الأربعة لسياسة محو الأمية البدنية، وقبل ذلك تطرق إلى بعض المعلومات العامة، مشيرا إلى أنه بحسب الدراسات، فإن 13% من شعب البحرين يعاني من الأمراض المزمنة، وأن محاربة تلك الأمراض تستدعي التكاتف بين جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية، وليس قطاع الصحة فقط.وأضاف «من أعظم الشخصيات الملهمة في الجانب الإنساني هو رئيس جنوب افريقيا الراحل نيلسون مانديلا الذي قال إن الرياضة هي القوة المحركة للتغيير الإيجابي في العالم»، فالأولاد يتعلمون من خلال الحركة، والأبناء الذين يتحركون ويمارسون الرياضة تكون تصرفاتهم وسلوكهم أفضل من أقرانهم الذين لا يمارسون الحركة، وهنا نعني الحركة ذات المغزى أو المعنى، لافتا النظر إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن حصة التربية الرياضية في المدارس لها تأثير إيجابي على التعلم، وكلما زادت حصة التربية الرياضة فإن ذلك ينعكس بشكل إيجابي على التحصيل العلمي، وليس العكس.كما أوضح أن منظمة «اليونسكو» تعمل على جعل الحركة أساس العمليات اليومية بالنسبة إلى الطفل، وأن تكون ذا معنى وهدف محدد، فقد تبيّن أن العزوف عن الرياضة سبب رئيس وراء الأمراض، ولذلك لا بد من زرع ثقافة ممارسة الرياضة والحركة لدى الأطفال في سن مبكرة.وإشار إلى أن الركائز الأساسية الأربعة لمحو الأمية البدنية تقوم على الكفاءة الحركية، وتعني المقدرة على التحرك بثقة وكفاءة، والركيز الثانية تعني المحتوى الخاص بالحركة والطريق والتصميم بهدف الوصول إلى أهداف واقعية، مثل التميز والوصول إلى منصات التتويج.وأشار إلى أهمية عدم التخصص المبكر لدى الأطفال لتكون القاعدة الحركية أكبر، والعمل على الخروج عن النشاط الحركي الاعتيادي لإمتاع الطفل بالموسيقى أو ما شابه ذلك، ومراعاة الجانب المعرفي والذهني والعاطفي لتحقيق التطوير الشامل للطفل، مؤكدا حق الجميع في الحركة سواء السيدات أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو المهاجرين.محو الأمية البدنية في العالمفي المحاضرة الثالثة التي تحدث فيها الدكتور الكندي توم جونز مدير العلاقات الدولية في الجمعية الكندية للرياضة مدى الحياة، بعنوان «محو الأمية البدنية في المجتمعات حول العالم»، قال إن محو الأمية دُمجت في العديد من المجتمعات وأنظمة التعليم في الكثير من دول العالم، مؤكدا أهمية تضافر قطاع الصحة والتربية والرياضة والإعلام لنشر مفهوم محو الأمية البدنية.واستعرض توم جونز تجربة «كندا» في تطبيق مفهوم محو الأمية البدنية الذي تخصص له الدولة مليون دولار سنويا، كما يتم تخصيص 50 ألف دولار للمراكز الاجتماعية لتطبيق برامج صحية رياضية، مشيرا إلى أن محو الأمية البدنية هو حجر الزاوية الأساس للمشاركة والتميز في الأنشطة الرياضية، والأفراد المثقفون بدنيا لديهم الإمكانات للبقاء نشطين مدى الحياة.أما بخصوص «أستراليا»، فقد أكد أنها تعد ثاني أكبر متوسط أطول عمر في العالم، إذ يبلغ معدل الرجال 84 سنة والسيدات 88 سنة؛ بسبب تطبيق برامج اللياقة البدنية منذ الصغر؛ لأن الحركة هي لغة الطفل الأولى، وأما في «نيوزلندا» فيتم تطبيق برامج ترويحية رياضية، مثل المشي بهدف تعزيز مفهوم الرياضة للجميع.المنشاطات آفة تهدد الرياضيينكما شهد المنتدى الرياضي في يومه الأول إقامة محاضرة عن مكافحة المنشطات في المجال الرياضي، حاضر فيها رئيس قسم التوعية والإعلام باللجنة الكويتية لمكافحة المنشطات رئيس فريق مكافحة المنشطات والهرمونات في المجال الرياضي التابع للهيئة العامة للرياضة في دولة الكويت الشقيقة، المحاضر د. محمد الدوسري، شهدت حضور الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة أمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية عبدالرحمن صادق عسكر، وعضو مجلس النواب النائب علي بوفرسن، والمدير التنفيذي للشؤون الرياضية باللجنة الأولمبية البحرينية عبدالجليل أسد، ومدير مركز الطب الرياضي التابع للجنة الأولمبية البحرينية د. خالد الشيخ، وعدد من منتسبي الاتحادات الرياضية والأندية وعدد من لاعبي المنتخبات الوطنية، وعدد من المتخصصين والمهتمين بمكافحة المنشاطات.وحرص د. الدوسري خلال هذه الدورة على التطرق إلى المواد والوسائل المحظورة خارج وداخل المنافسات الرياضية، وتأثيرها الصحي على الرياضيين الذين يستخدمون مختلف أنواع المنشطات، كما تطرق إلى الحديث عن أنواع الأمراض التي تسببها تلك المنشطات التي قد تصل إلى الوفاة.وشدد الدوسري على ضرورة ابتعاد الرياضيين، خاصة لاعبي كمال الأجسام ولاعبي الرياضات القتالية، عن استخدام المنشطات بجميع أنواعها، والتركيز على وضع برنامج رياضي متكامل يعزز بأسلوب التغذية السليمة.وقد شهدت الدورة تفاعلا كبيرا من الحضور من خلال تقديم الاستفسارات والمداخلات التي أَثرت هذه الدورة، قابلتها إجابات د. محمد الدوسري التي كانت بالأدلة والأمثلة الواقعية على الحالات التي استخدمت المنشطات.وقال الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة أمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية عبدالرحمن صادق عسكر في مداخلته: «إن اللجنة الأولمبية البحرينية تسعى دائما إلى مكافحة المنشطات التي هي توجه مملكة البحرين في هذه المسألة المرفوضة جملة وتفصيلا، إذ تعمل على إجراء فحوصات عشوائية على الرياضيين. فاللجنة هدفها هو تحقيق الهدف الرئيس للرياضة، وهو التنافس الشريف وتعزيز التعارف بين الرياضيين».«الاحتراف» مشروع لاستشراف المستقبل الرياضيبعدها، عُقدت محاضرة الاحتراف الرياضي التي حاضر فيها مدير مركز وينرز مدير مشروع الاحتراف والبعثات الرياضية في البحرين فواز البنمحمد الذي تحدث عن فكرة الاحتراف الرياضي، معتبرا إياه أحد أبرز الأفكار الرئيسة التي تسعى الجهات الرياضية بمملكة البحرين، من بينها اللجنة الأولمبية البحرينية، إلى تطبيقها على مستوى القطاع الرياضي، مضيفا أن الاحتراف الرياضي هو السبيل الوحيد نحو تطوير الرياضة واحتضان المواهب الرياضية لتحويلها إلى نجوم رياضيين في المستقبل القريب، يسهمون في تحقيق المزيد من الإنجازات المشرفة، متحدثا عن الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق مبدأ الاحتراف.وذكر البنمحمد عددا من القصص الحيّة عن اللاعبين الرياضيين الذين اتجهوا إلى الاحتراف، وتحديدا قائد المنتخب الأولمبي محمد الحردان ولاعب كمال الأجسام سامي الحداد الذي يعد أول لاعب بحريني يحصل على جواز رياضي محترف.وأشار خلال هذه الدورة إلى أن المشروع الذي أطلقه من خلال مركز وينرز بالشراكة والتعاون مع شركة FIRST POINT الأمريكية يوفق بين الدراسة والرياضة، من خلال احتضان المواهب الرياضية البحرينية من الجنسين من الأعمار 15-21 سنة، في برنامج متكامل يمنح بعثات رياضية في الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون في دوري الجامعات الأمريكي الذي وصفه بأقوى دوري للجامعات بالعالم، موضحا أن مركز وينرز سوف يعلن جدولا لإجراء الاختبارات الخاصة بهذا البرنامج خلال الفترة القادمة.فعاليات المنتدى تتواصل.. اليوموتتواصل اليوم «الاثنين» بمركز المؤتمرات بفندق «كراون بلازا»، فعاليات المنتدى الرياضي التي ستشهد إقامة دورات في محو الأمية البدنية ومكافحة المنشطات في المجال الرياضي والاحتراف الرياضي. وقد وجهت اللجنة الأولمبية البحرينية الدعوة إلى أعضاء ومنتسبي الأندية الرياضية والصحية والمراكز والهيئات الشبابية، وإلى جميع المتخصصين والمهتمين في هذا الجانب لحضور فعاليات المنتدى.
مشاركة :