بغداد: «الخليج»، وكالات استعادت البصرة نشاطها مجدداً، وشهدت هدوءاً حذراً أمس، حيث خرج السكان إلى الشوارع للمرة الأولى بعد «أسبوع نار وغضب» في المدينة، سقط خلاله 12 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى، من دون أن يعني تراجع المتظاهرين عن مطالبهم، فيما انتشرت قوات الرد السريع في المدينة بناء على تعليمات «العمليات المشتركة»، في حين حملت ميليشيات الحشد الشعبي أمريكا مسؤولية الاضطرابات في البصرة. وكانت السلطات الأمنية قد رفعت إجراءات حظر التجوال قبيل منتصف الليلة قبل الماضية، لتبدأ حركة السيارات والمواطنين وسط انتشار كثيف للقوات العراقية الأمنية والعسكرية.وقال سكان محليون إن المواطنين شرعوا بفتح المتاجر والأسواق، فيما دبت الحياة في الشوارع وحركة السيارات، وشرعت مجاميع من العمال والموظفين وقوات الدفاع المدني، بحملة تنظيف وإزالة ركام الدمار من الشوارع. وقال سليم الوائلي (44عاماً) صاحب محل تجاري: «الوضع هادئ اليوم (أمس) في البصرة وهو أمر جيد، وأعتقد أن رسالتنا وصلت إلى الحكومة، وبالتالي علينا الانتظار بأن تحقق الحكومة مطالبنا الأساسية». وأضاف: «علينا ألا نقف عما آلت إليه الأمور بعد اندلاع التظاهرات، وعلى الحكومة المحلية والمركزية أن تفهم أنها فشلت طوال السنوات الماضية بعد عام 2003، في تحسين الخدمات في البصرة». أما محمد شاكر فيقول إنه كان دأب مع آخرين منذ بداية يوليو، على تنظيم تظاهرات ضد الفساد، لكنه قرر السبت، مع المنسقين الآخرين، تعليق هذه التظاهرات، نأياً بالنفس عن أعمال العنف التي رافقتها. ولكن الناشط الشاب يؤكد أن تعليق التظاهرات لا يعني انتهاء الحراك. وترجمت هذه المشاكل نقاشاً عقيماً وتصعيداً سياسياً في البرلمان العراقي، السبت، وسط تبادل الاتهامات بالمسؤولية بين رئيس الوزراء حيدر العبادي، ومحافظ البصرة أسعد العيداني. وقال العيداني الذي استلم منصبه قبل عام واحد: «البصرة تحترق.. بيوتنا احترقت ومنشآتنا احترقت. المحافظة مدينة ب160 مليار دينار، وحتى اليوم لم نسدّد الديون. قلت لكم مئة مرة إن قائد الشرطة مرتشٍ». وتعليقاً على هذا التصريح قال عبدالله البصري إن «موقف المحافظ أشفى صدورنا ولو بقليل الكلام ونأمل الخير».وكثفت القوات العراقية من حركتها في شوارع مدينة البصرة، ونشرت نقاط تفتيش ودوريات ثابتة ومتحركة لضبط الأمن والاستقرار. وقال مدير إعلام فرقة الرد السريع عبد الأمير المحمداوي في بيان: «تم انتشار فرقة الرد السريع في مدينة البصرة، بأمر من قبل قيادة العمليات المشتركة». إلى ذلك، حمل نائب رئيس ميليشيات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، مساء السبت، الولايات المتحدة مسؤولية ما تشهده محافظة البصرة من اضطرابات أمنية.
مشاركة :