احتجّت الدول النامية، أمس الأحد، على السياسة التي تتّبعها واشنطن وحلفاؤها والتي قد تقوّض المفاوضات الرامية للحدّ من الاحترار المناخي، وذلك في ختام اجتماع بانكوك التحضيري لمؤتمر بولندا للمناخ. وشارك في الاجتماع خبراء من كافّة أصقاع العالم، تمهيدا لمؤتمر الأطراف الرابع والعشرين المقرر عقده في بولندا لإحياء اتفاق باريس حول المناخ. ويقضي اتفاق باريس الموقّع آخر العام 2015 بالحدّ من الاحترار المناخي عند مستوى درجة ونصف الدرجة أو درجتين مقارنة مع ما كان عليه الحال قبل الثورة الصناعية. وينصّ الاتفاق أيضا على مساعدات سنوية بقيمة مئة مليار دولار للدول الفقيرة، لمساعدتها على الانتقال إلى مصادر نظيفة للطاقة. لكن المباحثات تعثّرت حول مسألة التمويل. واتهمت بعثات تمثّل عددا من أصغر الدول وأفقرها في العالم الولايات المتحدة ودولاً غربية بعدم الوفاء بالتزاماتها في ما يتعلّق بتمويل المشاريع الخضراء. وقال أمجد عبد الله الذي يمثّل أربعين دولة من المالديف إلى الباهاما مروراً بسنغافورة: «الدول النامية مسؤولة عن الغالبية الساحقة من الانبعاثات، وعدد منهما حقّق نمواً عن طريق الوقود الأحفوري». وأضاف «نحن نواجه تبعات مناخية مدمرة وبعض الدول القائمة على جزر صغيرة، قد تختفي بسبب ارتفاع منسوب المحيطات». وترفض الولايات المتحدة وعدد آخر من الدول المتقدّمة اعتماد شفافية صارمة تضع الدول الغنيّة أمام مسؤولياتها في التمويل. وتقول الدول الفقيرة إنها بحاجة لبرنامج تمويل شفّاف وواضح. وقال مصدر رفيع المستوى في المجموعة الإفريقية لوكالة فرانس برس: إن الدول الغنيّة تنكث بالتزاماتها وترفض الحديث عن التمويلات المستقبلية. وأضاف «يبدو الأمر وكأننا بدأنا من الصفر». وأمام الدول المئة والتسعين الموقعة على اتفاق باريس حتى نهاية السنة وقت انعقاد مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين في ديسمبر/ كانون الأول في كاتوفيتسه للبت بهذه القواعد لتطبيق الاتفاق المبرم عام 2015. واختتمت المباحثات أمس الأحد في بانكوك وأوكلت إلى لجنة من الخبراء مهمة مواصلة المفاوضات التقنية إلى حين حلول موعد القمة.وقال مسؤول بالأمم المتحدة امس الأحد، آخر أيام محادثات بانكوك حول تغير المناخ: إن التقدم في المحادثات سوف يحتاج إلى تعزيزه حتى يكون هناك أي أمل في التوصل إلى توافق بشأن كيفية تنفيذ اتفاق باريس. وقالت باتريشيا إسبينوزا، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ: «لقد تم إحراز تقدم في معظم القضايا، ولكن لم يتم حل أي قضية بشكل كامل»، واصفة عمل ال178 دولة المشاركة بأنه «معقد سياسيا».وذكرت عدة منظمات غير حكومية أيضا أن التقدم كان بطيئا في محادثات بانكوك. وقال ألدن مير، مدير الشؤون الاستراتيجية والسياسية في اتحاد العلماء المعنيين، إن: «نتائج محادثات بانكوك المناخية غير متكافئة»، مضيفا أن الدول المتقدمة تترك نظيراتها النامية لتتعامل مع آثار تغير المناخ. (وكالات)
مشاركة :