صنعاء: «الخليج» تمكنت القوات المشتركة بدعم مكثف من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، من إحكام الحصار على ميلشيات الحوثي الانقلابية المتمركزة داخل عاصمة محافظة الحديدة، والتقدم بوتيرة متسارعة في مديرية الدريهمي في اتجاه كيلو «16» شرقي المدينة.وأكد العقيد عبدالله ناصر أحمد رسام، أحد القيادات العسكرية الميدانية في القوات المشتركة في تصريح ل«الخليج»، إن إفشال الحوثيين لمشاورات جنيف بتخلف ممثلي الجماعة الانقلابية عن الحضور في الموعد المحدد أعاد فرض خيار الحسم العسكري كسبيل وحيد لإنهاء الانقلاب، معتبراً أن التطورات العسكرية الأخيرة في الجبهات الرئيسية، بخاصة الحديدة وصعدة، تؤكد اقتراب تحقيق الحسم المنشود.وكشف العقيد رسام أن القوات المشتركة تتقدم بوتيرة متسارعة في اتجاه كيلو 16، مشيراً إلى أن محيط مطار الحديدة أصبح بشكل كامل تحت سيطرة الشرعية، وأن الحوثيين يتمركزون خلف جامعة الحديدة، وبالقرب من محيط منزل الرئيس الراحل صالح، ومستشفى الثورة في الحديدة. ولفت إلى أن التحرير الكامل لميناء الحديدة مسألة وقت.من جهته، اعتبر الخبير العسكري اليمني الدكتور عبد العزيز ناصر الويس، في تصريح ل«الخليج» أن جماعة الحوثي ضيقت على نفسها الخناق عقب إفشالها لمشاورات جنيف، التي كان يعول عليها بأحداث انفراج في المواقف المتشددة والبدء بعملية سياسية جادة تفضي لحل سياسي.وأكد الدكتور الويس أن طبيعة التطورات الميدانية في جبهة الساحل الغربي والحديدة تؤكد أن الحسم العسكري بات الخيار الوحيد لتحرير المدينة الساحلية، وإنهاء سيطرة الميلشيات على مينائها، مرجحاً انهيار آخر خطوط وتحصينات الحوثيين المستحدثة في المدينة خلال الأيام القليلة القادمة. من ناحيته، اعتبر الخبير العسكري العميد عبد الرزاق أحمد المشولي، في تصريح ل«الخليج»، أن الدخول في أي عملية تفاوضية مع الحوثيين لن يفضي لإحداث أي انفراج، مؤكداً أن الحل السياسي للأزمة اليمنية استبعد من قبل الجماعة المتمردة التي تفتقد للإرادة السياسية الذاتية والدافع الوطني المجرد عن التبعية لإيران.في الأثناء، قال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر «إن الدور التخريبي الإيراني في المنطقة، وأطماعها التوسعية لم تعد سرية، أو بحاجة إلى دليل لإثباتها، فقادة طهران ومع تساهل المجتمع الدولي، أصبحوا يتباهون بما يقومون به من دور سلبي يقوض أمن واستقرار المنطقة، والإقليم، والعالم أجمع، وتهديد الملاحة الدولية في باب المندب الذي يعد من أهم الممرات المائية العالمية.جاء ذلك خلال استقباله، امس، في مقر إقامته المؤقت بالرياض، القائم بأعمال السفارة الفرنسية لدى اليمن ارمان ماركريان، والملحق العسكري نيكولاس، لمناقشة تعزيز التعاون بين اليمن وفرنسا، وموقف الحكومة الفرنسية الداعم للحكومة الشرعية والرافض لانقلاب ميليشيات الحوثي. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) انه جرت مناقشة الدور الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة العربية، ودعم ميلشيات الحوثي الواضح منذ انقلابها على مؤسسات الدولة.
مشاركة :