دعت منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية، الاتحاد الأوروبي إلى العمل بصورة عاجلة وملحة من أجل منع هدم قرية الخان الأحمر البدوية قرب القدس.وأرسل مدير عام «بتسيلم»، حاغي العاد، برسالة إلى الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، قال فيها إنه يتعين في هذه المرحلة ذكر عواقب هدم القرية بصراحة من قبل الاتحاد الأوروبي «إذا كان الاتحاد ينوي بجدية دفع سياسته إلى الأمام».وأكد مدير عام «بتسيلم» في رسالته أن تسلسل الأحداث في الخان الأحمر، سيمس بمصير تجمعات سكانية فلسطينية في أنحاء الضفة الغربية، مشددا على أن للاتحاد الأوروبي وسائل ضغط ناجعة يمكن أن يمارسها على إسرائيل. كان الاتحاد الأوروبي دعا سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى إعادة النظر في قرار هدم قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة. وقالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في بيان، إن عواقب تدمير القرية واستبدال مستوطنات بها، سيؤدي إلى تشريد السكان والأطفال خاصة، وتهديد إيجاد حل سلمي وسياسي وفق حل الدولتين.وأضافت: «المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت الالتماسات المقدمة من سكان الخان الأحمر، وسمحت للسلطات الإسرائيلية بالمضي قدماً في خطط الهدم. وكما أكدنا مراراً، فإن عواقب هدم هذا المجتمع وتشريد سكانه، بمن فيهم الأطفال، رغماً عن إرادتهم، ستكون خطيرة جداً، وستهدد بشكل جدي حل الدولتين وتقوض آفاق السلام».وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قررت، خلال جلسة الالتماس الأربعاء الماضي، إخلاء قرية الخان الأحمر وهدمها، على أن ينفذ القرار بعد أسبوع من إصداره.وفورا بدأ مسؤولون ونشطاء فلسطينيون ومتضامنون اعتصاما مفتوحا في القرية البدوية. ودعت القوى الوطنية والإسلامية، أمس، الجماهير الفلسطينية للوجود الدائم في قرية الخان بشكل يومي وإعلان النفير تصديا لقرار الاحتلال بهدمها.وأكدت القوى في بيان أن الأسبوع الحالي سيحمل اسم «أسبوع الخان الأحمر»، رفضا لمشروعات الترحيل القسري والتهجير بعد قرار محكمة الاحتلال. ودعت إلى المشاركة في الفعاليات الشعبية، وتكثيف الوجود الجمعة المقبل، وتأدية صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام الدائمة في الخان الأحمر وفي جبل الريسان غرب رام الله، ومواجهة مشروع الاستيلاء على الأرض بكل الإمكانات المتاحة. ومنطقة الخان الأحمر منطقة بدوية، تقع على «الطريق السريعة1» قرب مستوطنتي معاليه أدوميم وكفار أدوميم، القريبتين من القدس، ويعيش فيها نحو 35 عائلة من البدو في خيام وأكواخ. ووصل السكان إليها، وهم من عرب الجهالين، بعد أن هجرتهم إسرائيل من منطقة عراد خلال النكبة عام 1948. ويقدر عدد البدو شرق القدس اليوم بنحو 7 آلاف نسمة، ترفض سلطات الاحتلال الاعتراف بوجودهم وتسعى لطردهم. وبدأت إسرائيل عام 1977 مضايقات للسكان عند بناء مستوطنة معاليه أدوميم، وفي عام 2000 تضاعفت المضايقات، ثم في 2010 صدر أول قرار عن الإدارة المدنية بهدم كل المنشآت في الخان الأحمر. وفي مايو (أيار) 2018، صادقت المحكمة العليا الإسرائيلية على أمر الهدم، وفي 4 يوليو (تموز) 2018 حاصرت سلطات الاحتلال القرية، واليوم يهددها الهدم.ويقول الفلسطينيون إن تشريد الأهالي يستهدف إقامة المشروع الاستيطاني «اي1»، الذي يتضمن الاستيلاء على أراضي ممتدّة من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، لغرض توسيع المستوطنات في محيط القدس، وربط بعضها ببعض مشكلة حزاما استيطانيا من شأنه فصل شمال الضفة عن جنوبها.ويستهدف المشروع قرى أخرى قريبة، ويقوم على مساحة قدرها 13 ألف دونم.
مشاركة :