وفود من «حماس» والفصائل إلى القاهرة لاستئناف محادثات المصالحة الفلسطينية

  • 9/10/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في خطوة جديدة، واصلت جرافات أمس تسوية الأراضي والتلال الرملية على شاطئ بلدة بيت لاهيا شمال غربي قطاع غزة، لإقامة مخيم تابع لـ «الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار»، قبل ساعات من توجه وفدين من الجبهتين «الشعبية» و «الديموقراطية» لتحرير فلسطين إلى القاهرة، وقبل أسبوع من توجه وفد من حركة «حماس» إليها لاستئناف مباحثات المصالحة. وقالت مصادر محلية لـ «الحياة» إن الجرافات ستسوي منطقة واسعة محاذية لشاطئ بلدة بيت لاهيا قرب السياج الحدودي، الذي يفصل البلدة عن أراضي قرية «هربيا» المدمرة عام 1948، وأقيمت فوق أراضيها مستعمرة «زيكيم». وتسعى الهيئة العليا إلى استخدام المنطقة، التي سيتم نصب عدد من الخيام فيها، كمحطة انطلاق وإشراف على سفن كسر الحصار التي تحاول كل أسبوع تقريباً مغادرة القطاع عبر البحر المتوسط من دون جدوى نظراً لمنعها من قبل القوات البحرية الإسرائيلية. وتعتبر هذه الخطوة أداة ضغط جديدة ستستخدمها «حماس» وفصائل المقاومة والهيئة العليا للضغط على سلطات الاحتلال ، بعد تراجع احتمالات التوصل إلى اتفاق للتهدئة بين الفصائل وإسرائيل برعاية مصرية، بعد إفشالها من قبل الرئيس محمود عباس وحركة «فتح». وكانت الهيئة أقامت خمس مخيمات مماثلة قرب السياج شرق القطاع مع انطلاق مسيرات العودة في 30 آذار (مارس) الماضي. وفي الأثناء، يتوجه وفدا «الشعبية» و «الديموقراطية» إلى القاهرة اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين في الاستخبارات العامة المصرية. وقال عضو المكتب السياسي لـ «الشعبية» مسؤولها في غزة جميل مزهر لـ «الحياة» إن الوفد، الذي يضم كل أعضاء المكتب السياسي في القطاع سيجري محادثات مع المسؤولين المصريين حول مجمل التطورات السياسية وكل القضايا والملفات. وأضاف «أن المحادثات ستتركز حول سبل إنجاح الجهود المصرية لتنفيذ اتفاقات المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام الأسود». وأشار مزهر إلى موقف «الشعبية» الذي يرفض التهدئة، من منطلقات سياسية. وبعد القاهرة سيتوجه وفد «الشعبية» إلى العاصمة السورية دمشق لعقد اجتماعات داخلية لمناقشة مجمل القضايا السياسية والداخلية، والمتعلقة بالعلاقات الوطنية. وقال عضو المكتب السياسي لـ «الديموقراطية» طلال أبو ظريفة إن وفدها سيلتقي مع المسؤولين المصريين في إطار اللقاءات الدورية بين الجانبين، وسيبحث الجهود المبذولة في ملفي المصالحة والتهدئة، والعمل من أجل محاولة تحريك المياه الراكدة في القطاع. وأشار أبو ظريفة إلى أن «هناك حالاً من المراوحة، وأن هناك ضغوطاً تمارس على الأطراف الإقليمية من قبل بعض الأطراف الفلسطينية ومن قبل الجانب الإسرائيلي من أجل تجاهل مطالب الفصائل». ولفت إلى أن إسرائيل تريد معالجة القضايا الإنسانية من دون دفع ثمن سياسي يحقق بعض مطالب الفلسطينيين. وأعلن عضو المكتب السياسي لـ «حماس» ماهر عبيد أن وفداً من الحركة سيصل القاهرة بعد منتصف الشهر الجاري للقاء القيادة المصرية. وقال عبيد لصحيفة «الاستقلال» التي تصدر في غزة أمس، إن اللقاء يأتي للتباحث حول مختلف الملفات الخاصة في الشأن الفلسطيني، على رأسها ملفا المصالحة والتهدئة. وأوضح أن «جماهير شعبنا إذا صعدت من مسيرات العودة وشكلت ضغطاً وقلقاً جديداً على الاحتلال، سيعلم أنه لا بد من التوصل للتهدئة، ودفع ثمن مقابل ذلك». وأضاف أن «مصير مسيرات العودة السلمية، خصوصاً بعد تجميد مباحثات التهدئة، مرهون بتحرك الجماهير الفلسطينية». ولفت عبيد إلى أن «الجهود المبذولة في شأن التهدئة لم تتوقف كلياً، إنما تشهد حالاً من التراخي، وتبدل الأولويات عند الأطراف، لتصبح الأولوية لديهم البدء بتحقيق المصالحة، ثم الذهاب إلى الأمور الأخرى بقيادة السلطة». وقال في تلميح إلى أن التصعيد قادم لا محالة: «يبدو أن شعبنا سيتجه نحو التصعيد النوعي لمسيرات العودة». إلى ذلك، استبعد قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، التي تضم القطاع، هرتسي هاليفي التوصل إلى اتفاق تهدئة مع «حماس». وأكد على أن «إعادة احتلال غزة لن يحسن الوضع الأمني لإسرائيل (...) التي تسعى إلى تحسين الوضع في القطاع من دون منح حماس القوة التي تريدها». ورأى هاليفي أن «الوضع على جبهة غزة سيستمر متوتراً لفترة طويلة، وربما لعقد آخر من الزمن، ويجب أن لا نخدع أنفسنا، هناك مكان يعج بالإرهاب وبناء القدرات العسكرية».

مشاركة :