أفادت مصادر ديبلوماسية جزائرية، بأن وزارة الخارجية سترسل عبر السلك الديبلوماسي مذكرة احتجاج إثر تصريح أدلى به خليفة حفتر القائد، العام للجيش الليبي، لوّح فيها بـ «نقل الحرب إلى الداخل الجزائري». ووصفت التصريح بأنه «يقوّض المسار» الذي «انتهجته الجزائر في الحوار مع الأشقاء في ليبيا ومبادئ حسن الجوار». ونقل عن حفتر قوله في كلمة أمام أعيان ليبيين وممثلي الشؤون الاجتماعية: «في وقت الحرب لا نسمح لأحد بأن يقترب من بلدنا... يعني أن الجزائريين لما وجدوا فرصة بعدما حاولوا قدر الإمكان، دخلوا وممكن أن تسمعوا بهم». وتابع: «أرسلت اللواء عبدالكريم الى الجزائر على أساس أن هذا العمل ليس عمل إخوة. قلنا لهم أنتم تستغلون وقت الحرب، في هذه الحالة يمكننا تحويل الحرب من جهة إلى جهة خلال لحظات»، ونقل حفتر عن جهة رسمية جزائرية تأكيدها أن «هذا العمل فردي، بالتالي اعتبروا الموضوع منتهياً في غضون أسبوع». ولم يوضح حفتر تاريخ الواقعة أو ظروفها، لكن تلويحه بنقل الحرب إلى الداخل الجزائري، أثار استياء كبيراً وتعليقات في وسائل إعلام، في حين قال ديبلوماسي لـ «الحياة» إن تصريح حفتر «جانبَ ما بين البلدين من أواصر أخوة». ولم تصدر وزارة الخارجية الجزائرية، أي تعليق رسمي أو بيان، ويحرص الجيش الجزائري على عدم الخوض في أي عملية خارج الشريط الحدودي، ودائماً ما كانت الجزائر تردد جواباً عن طلبات إشراكها في عمليات عسكرية دولية أن جيشها «ملتزم نص الدستور، وما يحدده من مهمات لا تتجاوز الحدود الجزائرية». وظلت علاقات الجزائر بخليفة حفتر، فاترة على رغم زيارته الوحيدة إلى العاصمة الجزائرية قبل عامين، وهو التقى خلالها الوزير الأول السابق، عبد المالك سلال، ومسؤولين في الخارجية. وأطلقت الجزائر تعاوناً أمنياً وآخر لتدريب الشرطة الليبية، لكن العلاقات ظلت فاترة بالتوازي مع تردد الجزائر في فتح سفارتها في طرابلس بسبب الظروف الأمنية. وينفذ آلاف الجنود الجزائريين من القوات البرية والجوية، عمليات تمشيط يومية للحدود مع ليبيا، وضاعفت الجزائر هذه الدوريات منذ الاعتداء الإرهابي على منشأة «الغاز» في عين أمناس مطلع 2013، وأفاد تحقيق للجيش آنذاك بأن «الإرهابيين تسللوا من الحدود الليبية».
مشاركة :