يبتعد الكاتب العراقي محسن الرملي في روايته الجديدة «أبناء وأحذية»، الصادرة حديثا عن دار المدى في بغداد وبيروت، عن موضوعات الحروب والدكتاتورية التي كان قد تناولها في رواياته السابقة، كما يوسع من فضاءات أحداثها التي تجري في العراق وأسبانيا وكولومبيا، مفتتحا إياها بهذه العبارة اللافتة «انتقاما من موت طفلتي في العراق، أنجبت سبعة وعشرين طفلا في أسبانيا وكولومبيا»، ويهديها «إلى الذين بعثرت الأقدار أحلامهم، فرمَّموها بأخرى». بطل الرواية وساردها شاب مولع بالمسرح يمنعه أبوه الشرطي من دراسة المسرح، فيخالف إرادة ذلك الأب بعد أن يلتقي بشابّة تشبهه في حبها للمسرح، وأجبرها والدها رجل الدين على دراسة الشريعة، حيث يكسر الشاب ذراعه بإرادته كي يستطيع الانتقال من كلية الرياضة إلى المسرح حباً به وبتلك الشابّة، التي يتزوجها وينجب منها طفلة، لكن الطفلة تموت بعد ساعات من ولادتها، ويدفنها قبل أن تفيق الأم من التخدير، فتغضب منه وتقرر تطليقه، وعلى إثر ذلك تتغيّر حياته، ويوجد لنفسه، لاحقا، مسوغات نفسية، قائلا إنه يهدي طفلا لأيّ امرأة تحلم بالأمومة. تحفل الرواية بالتنوّع الثري في الشخصيات والأحداث والمواقف والأفكار والعواطف، مؤكدة التقارب بين الأفعال والقيم الإنسانية في العمق، على الرغم من الاختلاف في الثقافات. وتعيد طرح التساؤلات حول المصير الفردي، والقضايا الإنسانية الكبرى، والمفاهيم التي طالما أعادت الآداب الخالدة طرحها في مختلف العصور: الخير والشر، الحب، الحلم، الحرية، القدر، الموت، الأخلاق، والعلاقات العائلية وأثرها في رسم مصائر الأشخاص.
مشاركة :